عشرات الهزات الارتدادية وأضرار واسعة جراء الزلزال في اليابان

02 يناير 2024
تعرّضت مناطق وسط اليابان لـ155 زلزالاً متنوعة القوة (فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت السلطات اليابانية، الثلاثاء، مقتل 55 شخصاً من جراء الزلزال الذي ضرب غربي البلاد أمس الاثنين، وبلغت قوته 7.6 درجات على مقياس ريختر.

وضربت زلازل قويّة وسط اليابان، أمس الاثنين، ما تسبّب في حدوث موجات تسونامي ودفع السلطات إلى الطلب من السكان مغادرة المناطق المعنيّة واللجوء إلى المرتفعات.

تعرّض وسط اليابان لـ155 زلزالاً بين الاثنين الساعة 16:00 (07:00 بتوقيت غرينتش) والثلاثاء الساعة 09:00 (00,00 بتوقيت غرينتش)، وفقاً لوكالة الأرصاد الجوّية اليابانيّة "جيه إم إيه".

ومعظم هذه الزلازل تجاوزت قوّتها 3 درجات، وشعر السكّان بستّ هزّات قويّة إضافيّة صباح الثلاثاء، وفقاً للوكالة.  

الصورة
تسبب الزلزال في أضرار مادية كبيرة في اليابان (فرانس برس)
تسبب الزلزال في أضرار مادية جسيمة باليابان (فرانس برس)

وأعلن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، الثلاثاء، أنّ الزلازل القويّة والعديدة التي هزّت وسط اليابان منذ الاثنين، بما فيها زلزال بقوّة فاقت 7 درجات، قد تسبّبت في سقوط "كثير من الضحايا" وبأضرار مادية كبيرة، قائلا: "تأكّد وقوع أضرار جسيمة"، متحدّثًا عن وجود "كثير من الضحايا والمباني المنهارة والحرائق". وأضاف: "علينا أن نُسابق الوقت" لإنقاذ الأرواح.

ورفعت وكالة الأرصاد الجوّية اليابانيّة، الثلاثاء، رسميّاً التحذير من خطر حدوث تسونامي إثر الزلازل التي ضربت وسط البلاد منذ الاثنين.

وقطعت القنوات التلفزيونيّة بثّها الاعتيادي لبثّ برامج خاصّة، وفي أحدها، حضّ كيشيدا سكّان المناطق الأكثر عرضة للخطر على "إخلائها في أسرع وقت" والتوجّه إلى المرتفعات.

وقال أحد مقدّمي البرامج على قناة "إن إتش كيه": "ندرك أنّ منازلكم وممتلكاتكم مهمّة بالنسبة إليكم، لكنّ حياتكم أهم من أيّ شيء آخر! سارعوا إلى أعلى منطقة ممكنة".

وأعلن وزير الدفاع مينورو كيهارا، أنّ ألف جندي يستعدون للتوجّه إلى المنطقة، بينما وضع 8500 غيرهم في حال تأهّب. وأُرسِلت نحو عشرين طائرة عسكريّة لتقييم الأضرار. 

الزلزال يصل إلى طوكيو

وشعر السكّان بالزلزال حتّى في طوكيو على بُعد أكثر من 300 كيلومتر من نوتو، وقال رجل مسنّ لقناة "إن إتش كيه": "لم أشهد مثل ذلك من قبل، كان الأمر مخيفًا جدًا. خرجت على الفور (من المنزل) لكن الأرض كانت تهتزّ".

وحذّرت وكالة الأرصاد الجوّية اليابانيّة من احتمال حدوث أمواج تسونامي يصل ارتفاعها إلى خمسة أمتار، لكنها عادت لتخفّض هذا التوقع إلى ثلاثة أمتار.

وقال مركز التحذير من تسونامي في المحيط الهادئ، إنّ خطر حدوث الموجات "خفّ إلى حدّ كبير".

 

الصورة
الزلزال تسبب في أضرار مادية كبيرة في اليابان (فرانس برس)
تشهد اليابان باستمرار زلازل بسبب وقوعها في منطقة "حزام النار" (فرانس برس)

وظهرت الأضرار الناجمة مباشرة عن الزلازل بشكل كبير في المنازل القديمة المبنية عمومًا من الخشب، وأظهرت صور بثها التلفزيون الياباني اندلاع حريق في واجيما تسبب بتضرّر مبانٍ عدّة.

ونُشر مقطع فيديو على منصّة إكس يظهر منازل خشبيّة قديمة منهارة، ويُسمع فيه شخص يطلب المساعدة ويقول: "هذه منطقة ماتسونامي في نوتو. نحن في وضع مروّع. من فضلكم تعالوا وساعدونا. مدينتي في وضع مروّع".

وأعلِنت حال "الإنذار" في مدن في أقصى الشرق الروسي، بينها فلاديفوستوك، بسبب خطر محتمل بحدوث تسونامي، من دون أن تُنفَّذ حتى الآن أي عمليات إخلاء.

الزلزال لم يؤثر على المحطات النووية

وانقطعت الكهرباء عن حوالى 33.500 منزل في مقاطعات إيشيكاوا وتوياما ونيغاتا، وكلها تقع على جانب بحر اليابان في جزيرة هونشو في اليابان، وفق ما أفادت به المرافق المحلّية.

كذلك، أُغلقت طرق سريعة رئيسية، الاثنين، في محيط مركز الزلازل وفق ما ذكرته الشركة المشغلة للطرق، وعُلّقت رحلات قطار شينكانسن السريع بين طوكيو ومركز الزلزال في منطقة نوتو بحسب مصلحة السكك الحديد اليابانية.

وتشهد اليابان باستمرار زلازل بسبب وقوعها في منطقة "حزام النار" في المحيط الهادئ التي تشهد نشاطا زلزاليا مرتفعا. وتمتد هذه المنطقة في جنوب شرق آسيا وإلى حوض المحيط الهادئ. لذلك تفرض السلطات في الأرخبيل معايير بناء صارمة بحيث تكون المباني عموما مقاومة للزلازل القوية فيما السكان معتادون على هذه المواقف التي يستعدون لها بانتظام.

وتعرضت البلاد في مارس/ آذار 2011 لإحدى أسوأ الكوارث في العصر الحديث، إذ ضرب زلزال بقوة تسع درجات قرب سواحلها الشمالية الشرقية، نتجت منه موجات مد "تسونامي" وأودى بـ18 ألفاً و500 شخص بين قتيل ومفقود.

وأدت هذه الكارثة أيضاً إلى حادث فوكوشيما النووي، وهو الأسوأ منذ تشيرنوبيل في العام 1986.

وأكّدت الحكومة اليابانية أنه لم يُبلَّغ عن أي خلل حتى الآن في المحطات النووية. وقال الناطق باسم الحكومة يوشيماسا هاياشي: "جرى تأكيد عدم وجود أي خلل في محطة شيكا للطاقة النووية (في إيشيكاوا) ومحطات أخرى حتى الآن".

(فرانس برس، الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون