عشرات القتلى والجرحى في زلزال بنيبال

04 نوفمبر 2023
منازل متضررة من الزلزال في قرية بمنطقة جاجاركوت (بالكومار شارما/فرانس برس)
+ الخط -

لقي ما لا يقل عن 157 شخصا حتفهم في زلزال ضرب، خلال الليل، منطقة نائية في غرب نيبال، وفق حصيلة جديدة السبت صادرة عن السلطات، فيما تبحث فرق الإغاثة عن ناجين محتملين بمؤازرة القوى الأمنية.

وضرب الزلزال الذي بلغت قوته 5,6 درجات أقصى غرب نيبال الواقع في جبال هملايا، في وقت متأخر الجمعة، على عمق 18 كيلومترا وفق هيئة المسح الجيولوجي الأميركية. وحدد مركزه على بعد 42 كيلومترا جنوب جوملا على مسافة غير بعيدة من الحدود مع التيبت.

وقال الناطق باسم الشرطة الوطنية كوبر كاتايات إن السلطات أحصت مقتل 105 أشخاص في جاجاكورت و52 في روكوم، الإقليمين الأكثر تضررا جراء الزلزال في مقاطعة كارنالي الحدودية.

وكانت السلطات قد أحصت أكثر من 100 جريح في الإقليمين.

وهرعت مروحيات وقوات برية لمساعدة عشرات المصابين بالزلزال، حسب ما قال مسؤولون اليوم. وتوقعت السلطات أن يرتفع عدد القتلى، مشيرة إلى انقطاع الاتصالات مع العديد من الأماكن.

وأكد كوبر كاتايات توجه طائرات هليكوبتر للإنقاذ إلى المنطقة للمساعدة، وتقوم قوات الأمن على الأرض بانتشال الجرحى والقتلى من تحت الأنقاض. كما تقوم القوات بتطهير الطرق والممرات الجبلية التي أغلقتها الانهيارات الأرضية الناجمة عن الزلزال. فيما نقلت مروحيات العاملين الطبيين والأدوية إلى المستشفيات هناك.

ونشرت تعزيزات للقوى الأمنية للمساعدة في عمليات البحث والإنقاذ، على ما قال غوبال شاندرا بهاتاراي، المتحدث باسم شرطة مقاطعة كارنالي، لوكالة "فرانس برس".

وأضاف: "نقل المعلومات صعب كون هذه المناطق نائية. بعض الطرقات مقطوعة بسبب الأضرار اللاحقة، لكننا نحاول الوصول إلى المنطقة بسبل أخرى".

واستفاق الأهالي من نومهم جراء قوة الزلزال الذي سوى منازل طينية في قرى المنطقة التي ضربها بالأرض.

وقالت كامالا أولي وهي تحتضن طفلها في مستشفى نقل إليه ناجون، لوكالة "فرانس برس"، إن الزلزال "ضرب أثناء نومنا" مضيفة "كنا ثلاثة في المنزل، نجا اثنان منا".

ونُقل عشرات المصابين بكسور وجروح للعلاج في مستشفى في مدينة نيبالغونج الصغيرة قرب الحدود مع الهند.

في المستشفى الإقليمي في مدينة نيبالغونج، جرى توفير أكثر من 100 سرير في المستشفى، ووقفت فرق الأطباء لمساعدة الجرحى.

قال بيمال كومار كاركي، أحد أول شخصين نُقلا إلى المستشفى الإقليمي: "كنت نائماً عندما بدأ البيت فجأة يهتز بعنف. حاولت الهرب لكن المنزل بأكمله انهار.. لقد حاولت الهرب ولكن نصف جسدي دُفن تحت الأنقاض".

وتظهر مقاطع فيديو وصور نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي سكانا يفتشون بين الأنقاض في الظلام لانتشال ناجين من بين أنقاض المباني المنهارة.

وتمكن رؤية منازل طينية مدمرة أو متضررة وناجين بقوا في العراء لحماية أنفسهم من انهيارات محتملة، بينما كانت تُسمع صافرات سيارات الإسعاف.

وأعرب رئيس الوزراء النيبالي بوشبا كمال، الذي وصل السبت إلى المنطقة المتضررة، عن "حزنه العميق للأضرار البشرية والمادية الناجمة عن الزلزال". ووعد بـ"تقديم الإغاثة للضحايا وعلاج الجرحى".

صدع جيولوجي كبير 

وأعقبت الزلزال بعد ساعات عدة هزات ارتدادية بقوة 4 درجات في المنطقة نفسها، وفقا لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية، شعر بها سكان نيودلهي الواقعة على بعد 500 كيلومتر من مركز الزلزال.

وأعرب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي عن "حزنه العميق" للخسائر البشرية في نيبال. وأضاف: "الهند متضامنة مع الشعب النيبالي ومستعدة لتوفير أي مساعدة ممكنة".

وغالبا ما تشهد نيبال زلازل، فهي تقع على فالق جيولوجي كبير تغوص فيه الطبقة التكتونية الهندية بالطبقة الأوراسية لتشكل سلسلة جبال هملايا.

ولقي ما يقرب من 9 آلاف شخص حتفهم العام 2015 عندما ضرب زلزال بقوة 7,8 درجات نيبال ودمر أكثر من نصف مليون منزل و8 آلاف مدرسة.

وتعرضت يومها مئات النصب والقصور الملكية، من بينها مواقع في وادي كاتمندو المصنف على قائمة التراث العالمي للبشرية التي تعدها يونسكو والتي تستقطب السياح من العالم بأسره، لأضرار لا تعوض، ما وجه ضربة قوية للسياحة النيبالية.

وقضى ستة أشخاص في نوفمبر/تشرين الثاني 2022 عندما ضرب زلزال بقوة 5.6 درجات منطقة دوتي القريبة من جوملا.

(فرانس برس، أسوشييتد برس)

المساهمون