- توعدت وزارة الداخلية العراقية بمحاسبة مطلقي العيارات النارية ومخالفي الذوق العام، ونشرت قوات أمنية لمراقبة الوضع للسيطرة على الاحتفالات ومنع سقوط ضحايا.
- دعا الأطباء والمسؤولون إلى اتخاذ إجراءات أمنية وعقوبات رادعة للحد من إطلاق النار العشوائي، وأعلنت مديرية الدفاع المدني عن خطة لحماية المواطنين من مخاطر الألعاب النارية.
كشفت وزارة الصحة العراقية تسجيل أكثر من 180 إصابة بالرصاص الحيّ والألعاب النارية في احتفالات رأس السنة التي جرت مساء الثلاثاء في عموم محافظات البلاد، مؤكدة أن بعض تلك الإصابات خطيرة وما زالت تخضع للعناية المركزة في المستشفيات، وسط مناشدات لوضع حد لتلك الظاهرة الخطيرة.
وكانت وزارة الداخلية العراقية قد توعدت قبل أيام مطلقي العيارات النارية ومخالفي الذوق العام خلال احتفالات رأس السنة الميلادية، بعقوبات قانونية، في خطوة تهدف إلى السيطرة على الاحتفالات ومنع تسببها بسقوط ضحايا نتيجة إطلاق العيارات النارية، وقد نشرت قوات أمنية لمحاسبة المخالفين.
وتشكل ظاهرة الرمي العشوائي واستخدام المفرقعات وأسلحة الأطفال والألعاب النارية، إحدى الظواهر الخطيرة التي ينتشر استعمالها في المحافظات العراقية، ولا سيما في فترة الأعياد والمناسبات، وهي غالباً ما تتسبب بإصابات وتوقع ضحايا، كذلك فإنها تُعَدّ عوامل إزعاج للأهالي. وشهدت العاصمة بغداد والمحافظات الأخرى فوضى بإطلاق الألعاب النارية ورمي الرصاص الحيّ بكثافة في الهواء بعد منتصف ليلة الثلاثاء - الأربعاء، احتفاءً برأس السنة الميلادية، وهو ما تسبب بحالة رعب لدى الأهالي في عموم المناطق، كذلك امتنعت الكثير من العائلات عن الخروج، مفضلة البقاء داخل المنازل، حفاظاً على أرواحها من تلك العيارات النارية، التي استمرت لساعات عدة.
واليوم الأربعاء، ووفقاً للمتحدث باسم الوزارة، سيف البدر، فإن "الإصابات في الألعاب النارية ليلة رأس السنة تفاوتت بين إصابات بحروق مختلقة واصابات بالعين والأطراف"، مبيناً في تصريح لوكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، أن "مجموع الإصابات بالألعاب النارية بلغ 143 إصابة، وإصابات الطلق الناري بلغت 40، فضلاً عن حوادث السير التي سجلت 203 إصابات، وإصابات مختلفة متنوعة وصلت إلى 178 إصابة في جميع المحافظات، وبعض الإصابات، خصوصاً بالطلق الناري خطيرة واحتاجت الدخول إلى العناية المركزة في المستشفيات".
وأضاف أنه "لم تُسجَّل أي حالة وفاة، إلا أن بعض الإصابات ما زالت خطيرة"، مشيراً إلى أن "وزارة الصحة مستنفرة بحسب توجيه وزير الصحة منذ يوم أمس الثلاثاء في جميع ردهات الطوارئ من خلال وجود الأطباء والمختصين والمقيمين مع توفير الأدوية والمستلزمات الطبية". وأكد أن "الوزارة لم تواجه أي مشكلة من ناحية توفير المستلزمات الطبية مع وجود الكوادر المختلفة، وأن هناك جهوداً للإسعاف الفوري والمسعفين". وسجّلت مستشفيات العراق في احتفالات رأس السنة العام الماضي 2023، نحو 200 إصابة بين الأهالي بسبب الرمي العشوائي، تسبب بعضها بعاهات جسدية.
من جهته، دعا الطبيب العراقي علي الحياني، وهو أحد أطباء دائرة صحة الكرخ، إلى إجراءات أمنية وعقوبات قانونية رادعة بحق كل من يطلق العيارات النارية، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أن "مستشفيات البلاد تسجل سنوياً مئات الإصابات بسبب إطلاق النار العشوائي بالمناسبات والاحتفالات، فضلاً عن تسجيل وفيات، وأن ذلك يقع ضمن مسؤولية وزارة الداخلية التي يجب عليها منع هذه الظاهرة الخطيرة". وأضاف أن "الكوادر الطبية تدخل حالة إنذار في المناسبات الكبيرة مثل أعياد رأس السنة، ومع مباريات كرة القدم للفريق العراقي وغيرها، استعداداً لاستقبال أعداد المصابين"، مشدداً على أنه "لا يمكن استمرار هذه الظاهرة الخطيرة. يجب أن يعاقب المخالفون بعقوبات شديدة".
وكانت مديرية الدفاع المدني في العراق قد أعلنت قبل يومين وضع خطة شاملة لحماية المواطنين وممتلكاتهم من المخاطر المرتبطة بالاستخدام غير السليم للألعاب النارية والمفرقعات، وما قد ينجم عن ذلك من حرائق، خصوصاً في المناطق السكنية والأسواق التجارية. وخلال السنوات السابقة أعلنت وزارة الداخلية العراقية اتخاذ إجراءات بملاحقة مطلقي العيارات النارية وباعة المفرقعات والألعاب النارية بعد تلقيها عشرات الشكاوى عن تسجيل الحوادث والإصابات بسببها.