عاملات مهاجرات عالقات في لبنان بلا أوراق ثبوتية

05 أكتوبر 2024
عاملات مهاجرات لجأن إلى كنيسة في بيروت فرارا من الحرب، 4 أكتوبر 2024 (Getty)
+ الخط -

قبل ثلاث سنوات جاءت العاملة المهاجرة فاجيما كامارا إلى لبنان قادمة من سيراليون، لكن عندما بدأت طائرات العدوان الإسرائيلي تقصف الحي الذي تعيش فيه خلال الشهر الماضي، ترك أصحاب العمل كاماراعاطلة بلا مأوى.

كانت كامارا (28 عاما)، وهي أم لثلاثة أطفال، تعمل خادمة منزلية لدى أسرة لبنانية في مدينة بعلبك شرقي البلاد، ومع تصاعد الحرب الإسرائيلية على لبنان سارع من كانت تعمل لديهم كامارا إلى اللجوء إلى دبي وأخبروها أنها لا تستطيع البقاء في منزلهم أثناء غيابهم. وبدلا من ذلك، طلبوا منها أن تذهب للبحث عن "أخواتها الأفريقيات" في العاصمة بيروت، على حد قول كامارا.

وما زال هاتف كامارا وجواز سفرها بحوزة أصحاب العمل، كما لم يكن لديها وقت لحزم أمتعتها لتغادر بعلبك بلا شيء سوى الملابس التي ترتديها. واتجهت مع آلاف النازحين الآخرين إلى بيروت حيث تأمل أن تجد مكانا للإقامة. وبعد أن رفضت الملاجئ المحلية استقبالها إذ منحت الأولوية للنازحين اللبنانيين، سرعان ما وجدت نفسها بلا مأوى واضطرت إلى المبيت في شوارع المدينة. وقالت كامارا لـ"رويترز" بينما كانت تعطس عدة مرات "نمت في الشارع يومين والآن أعاني من الحمى".

وقال مسؤولون في الأمم المتحدة أمس الجمعة إن أغلب الملاجئ في لبنان والتي يبلغ عددها نحو 900 ملجأ قد امتلأت، وعبروا عن قلقهم إزاء "تخلي" أصحاب العمل عن عشرات الآلاف من العاملات المنزليات.

وفي نهاية المطاف، وجدت كمارا الملاذ في ملجأ افتتحه متطوعون لبنانيون على عجل في أول أكتوبر/ تشرين الأول، لكنها تشعر بالقلق إزاء مستقبلها مع تصاعد الصراع. وفي الوقت الحالي، تأمل في البقاء والعثور على وظيفة أخرى لتجنب العودة إلى بلدها بلا مال.

ويقيم نحو 100 عامل مهاجر وبعض أطفالهم في الملجأ نفسه الممول جماعيا، حيث ينامون على أسرة متنقلة على أرضية أسمنتية ويتناولون الطعام على منصات خشبية. وقالت ديا حاج شاهين، التي ساعدت في قيادة المشروع، إنها وأفراد فريقها يعملون على مدار الساعة لتوسيع الملجأ بإضافة مولدات كهربائية ومطبخ مؤقت. مشيرة إلى أن هدفهم النهائي هو مساعدة العمال العائدين الذين يرغبون في العودة إلى بلدانهم الأصلية على الرغم من أن معظمهم، مثل كمارا، لا يحملون جوازات سفر. وقالت ديا: "بدأنا حاليا عملية (ترتيب إجلاء) لمن أخبرونا بأنهم يريدون السفر. أما من يريدون البقاء، فلدينا في الوقت الحالي ملجأ مفتوح لهم، ويوفر أي احتياجات يريدونها. لكننا لا نعرف ما هو التالي".

وفي بلد مزقته الصراعات تاريخيا وشلت أزمته الاقتصادية الطاحنة مؤسساته، تدخلت الجهود الشعبية في جميع أنحاء لبنان لمساعدة النازحين. وتقول السلطات اللبنانية إن الهجوم الإسرائيلي المتصاعد أدى إلى نزوح نحو 1.2 مليون شخص، ما يقرب من ربع السكان، وقتل أكثر من 2000.

(رويترز، العربي الجديد)