دعت عائلات مهاجرين مغاربة غير نظاميين السلطات، اليوم الخميس، إلى العمل على كشف مصيرهم وإعادتهم إلى المملكة بعدما فقد أثرهم على طرق الهجرة غير القانونية أو اعتقلوا في بلدان عبور نحو أوروبا.
وتظاهر أعضاء في "تنسيقية أسر وعائلات الشباب المفقودين المغاربة المرشحين للهجرة"، غالبيتهم أمهات، قبالة مصلحة الشؤون القنصلية بالرباط رافعين صور شبان "فقد أثر أغلبهم أثناء محاولاتهم الهجرة عبر البحر باتجاه أوروبا"، كما أوضحت الناشطة في التنسيقية فاطمة وهبي.
من أجل الحقيقة كاملة، صدحت حناجر أقرباء الشباب المغاربة المفقودين والمحتجزين ضحايا الهجرة غير النظامية في وقفة احتجاجية، اليوم الخميس، أمام ملحقة وزارة الشؤون الخارجية بباب الأحد بالرباط. حيث تطالب أسر الشباب المفقودين والمحتجزين الدولة وكذا الهلال والصليب الأحمر الدوليين… pic.twitter.com/DcvRE6c9UZ
— Hespress هسبريس (@hespress) May 4, 2023
وتقدر التنسيقية المهاجرين المعنيين "بحوالي 800 شخص منذ العام 2014 جلهم مغاربة، وبينهم أيضاً لاجئون سودانيون وسوريون ومن بلدان أفريقيا جنوب الصحراء، حاولوا الهجرة انطلاقاً من المغرب" وفق وهبي.
من بين هؤلاء شاب يبلغ من العمر 25 عاماً انقطعت أخباره منذ عامين، بعدما غادر بيت العائلة في مدينة المحمدية (قرب الدارالبيضاء) "أملاً في تحسين أوضاعه في إسبانيا التي هاجر إليها عبر البحر"، كما تقول والدته فتيحة ملوك.
وتضيف حاملة صورته: "لا أعرف هل هو حي أم ميت. أرجو من المسؤولين أن يقفوا بجانب الأمهات ويساعدونا في العثور على أبنائنا".
يعد المغرب ممراً تقليدياً للهجرة غير النظامية باتجاه إسبانيا، سواء بالنسبة لقادمين من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء أو العديد من الشباب المغاربة الذين يرغبون في حياة أفضل في "الفردوس الأوروبي"، لكنهم لا يصلون دائماً إلى بر الأمان.
وتتبنى التنسيقية أيضاً حالات مهاجرين مغاربة آخرين "محتجزين" أو مجهولي المصير في الجزائر وتونس وليبيا، التي يتخذونها محطة عبور نحو أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط أو حتى بلدان البلقان التي يقصدونها عبر تركيا، كما يوضح حسن عماري، رئيس "جمعية مساعدة المهاجرين في وضعية صعبة" التي تدعم التنسيقية.
ويؤكد عماري أنّ "هذه الحوادث مستمرة ولا تزال تصلنا ملفات مهاجرين مفقودين".
وتعد مكافحة الهجرة غير النظامية ملفاً أساسياً في الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي وخصوصاً إسبانيا، في حين يطالب نشطاء حقوقيون بضمان "الحق في حرية التنقل".
ودانت تنسيقية عائلات المهاجرين المفقودين في بيان، الخميس "نظام التأشيرة الذي تفرضه أوروبا على دول الجنوب". كما حذرت من "مافيات شبكات" تهريب المهاجرين.
(فرانس برس)