عائلات تترك منازلها القريبة من مقار الفصائل المسلحة في العراق

05 فبراير 2024
تخشى العائلات في الأنبار من تضرر منازلها خلال الهجمات الأميركية (أرشيف/العربي الجديد)
+ الخط -

على أثر الهجمات الأميركية التي طاولت، فجر السبت، مواقع للفصائل المسلحة في بلدتي القائم وعكاشات بمحافظة الأنبار غربي العراق، والتهديد الأميركي بضربات جديدة، أقدمت العديد من العائلات العراقية على ترك منازلها التي تقع بالقرب من مقار للفصائل، خاصة وقد أخلت الفصائل عناصرها من المقار تحسبا للهجمات الأميركية.

وأوقع الهجوم الأميركي الذي استهدف مواقع تابعة للفصائل المسلحة في بلدة القائم وعكاشات الحدودية مع سورية 16 قتيلا و26 جريحا، من الفصائل، فيما تسببت الانفجارات داخل مخازن أسلحة الفصائل، بوقوع قتيل والعديد من الإصابات بين المدنيين وتضرر عدد من المنازل القريبة منها، فضلا عن احتراق سيارات مدنية عدّة.

وتعقد تلك الهجمات المشهد الأمني في العراق كما تهدد السلم المجتمعي، خاصة وأن الرئيس الأميركي جو بايدن أكد أن الرد "سيستمر في الأوقات والأماكن التي نحددها"، كما أن قادة أميركيين أكدوا أن الهجمات "لن تكون داخل إيران"، وهو ما يجعل احتمال تنفيذ هجمات أخرى داخل العراق مطروحا بقوة.

العراق: مخازن أسلحة داخل الأحياء السكنية

وأقدمت الفصائل المسلحة العراقية الحليفة لإيران منذ عدة سنوات، على إنشاء مقراتها ومخازن أسلحتها داخل الأحياء السكنية في العاصمة العراقية بغداد والمحافظات الأخرى، وعلى الرغم من المطالبات الشعبية المتكررة بإخراجها، إلا أن الفصائل امتنعت، كما أن الحكومات المتعاقبة لم تستطع اتخاذ أي قرار بشأن ذلك، لما لتلك الفصائل من نفوذ وارتباطات داخلية وخارجية.

ووفقا لمصادر أمنية عراقية تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن "عددا غير قليل من العائلات في مدينة القائم ومناطق أخرى تقع بالقرب من مقار فصائل مسلحة، تركت منازلها تحسبا من وقوع هجمات جديدة"، موضحة أن "حالة الرعب تسيطر على العائلات وخاصة النساء والأطفال سيما وأن مشاهد التفجيرات واحتراق المنازل السكنية والسيارات بسبب تفجيرات مخازن الأسلحة مازالت شاخصة أمام أعينهم".

وأشارت الى أن "تلك العائلات وجهت نداءات للحكومة لتخليصها من مقار الفصائل، إلا أن عدم توقعها باستجابة الحكومة دفعها لاستغلال الوقت وترك منازلها حفاظا على حياتها"، مؤكدة أنه "تم تسجيل ترك عائلات أخرى منازلها القريبة من المقار في بغداد وبابل".

الباحث في الشأن السياسي العراقي، مجاهد الطائي، نشر مقطعا لتطاير المقذوفات من الموقع المستهدف من قبل الطيران الأميركي، يظهر تخزين السلاح في مواقع قريبة من المدنيين، وانتقد ما سماه "استخدام المدنيين دروعا بشرية من قبل الفصائل، وقال في تدوينة له على "إكس"، "تخزين المليشيات لسلاحها الثقيل في الأحياء السكنية واستخدام المدنيين دروعا بشرية، ممارسات تشبه أفعال وممارسات داعش.. القصف الأميركي لم يراع حياة أي مدني، في النهاية تضررت المباني وحياة المدنيين".

وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، أشار ناشطون ومدونون الى حالة الرعب بين المدنيين في القائم، التي أثارها هجوم السبت، وقال المدون أزهر الجميلي، على "إكس"، "لحظات موت مؤكدة عاشتها إحدى العوائل التي تسكن قضاء القائم منطقة السكك، التي تعرضت لقصف القوات الأميركية على مقرات الحشد"، مؤكدا "وسط النيران هرع المواطنون". 
كما أطلق ناشطون وسما حمل عنوان: أخرجوا الفصائل من المدن، للمطالبة بإبعاد مقار المليشيات عن الأحياء السكنية خاصة مستودعات السلاح منه.

 ومع التوقعات بهجمات أميركية قد تكون "طويلة الأمد" إلا أن الواقع لا يؤشر الى أي خطوة من قبل تلك الفصائل أو الحكومة الحالية بإنهاء تواجد مواقع ومخازن تلك الفصائل من داخل الأحياء السكنية، وهو ما يجعل من حياة المدنيين عرضة لخطر مستمر. 

المساهمون