طوابير أمام مكتبات الجزائر بسبب أزمة الكتاب المدرسي

27 سبتمبر 2021
تلاميذ الجزائر يعانون للحصول على الكتب المدرسية (العربي الجديد)
+ الخط -

تعيش العائلات الجزائرية ضغطا كبيرا منذ الدخول المدرسي بسبب أزمة اقتناء الكتب المدرسية، بعدما تعذر اقتنائها من المدارس نتيجة سحب عملية توزيعها من المؤسسات التربوية لبيعها لدى المكتبات الخاصة ومحال ديوان الكتاب المدرسي.
 وتشهد المكتبات ومحال الديوان الوطني للكتب المدرسية طوابير طويلة للحصول على الكتب، على الرغم من مرور أسبوع على الدخول المدرسي، بسبب نقص الكميات المعروضة وسوء التوزيع، لتتحول عملية اقتناء الكتب المدرسية إلى أزمة متفاقمة، إذ سجل بعض أولياء التلاميذ نفاد المخزون، وتحويل الكتب إلى بضاعة يتاجر بها السّماسرة بأسعار باهظة.

واشتكى الأولياء من ارتفاع أسعار الكتب وعدم توفرها في المكتبات الخاصة، على الرغم من التطمينات التي تطلقها وزارة التربية والديوان الجزائري للمطبوعات المدرسية.

يتنقل سالم لقريوي، الموظف بمؤسسة الضمان الاجتماعي الحكومية في ولاية قسنطينة، من مكتبة الى أخرى لأجل اقتناء الكتب المدرسية لأولاده الأربعة، ويقول لـ"العربي الجديد": "لا أريد أن أضيع الفرصة على أبنائي للحاق بالدروس. الحكومة كانت تعلم مسبقا بموعد الدخول المدرسي، وكان بإمكانها طوال فترة الصيف طبع الكتب وتوزيعها بشكل مناسب، إلا أنها لم تفعل، ولهذا نقف في طوابير بهذا الشكل".
وقالت عضو جمعية أولياء التلاميذ (اتحاد تربوي رسمي) فريدة بلحوسين، لـ" العربي الجديد"، إن "البعض انتهز الفرصة لإعادة بيع الكتب بأسعار مضاعفة. سماسرة الكتب المدرسية وجدوا في الدخول المدرسي الجديد وسيلة للثراء على حساب الأولياء. أسعار الكتب الخاصة بالمرحلة الإبتدائية بلغت نحو 5 يوروهات للصف الأول الابتدائي، و25 يورو للسنة الخامسة ابتدائي، بينما تجاوزت الأسعار 40 يورو للمرحلة المتوسطة، و50 يورو للمرحلة الثانوية".
وازاء هذا الوضع، لجأت بعض العائلات محدودة الدخل إلى اقتناء الكتب المدرسية المستعملة، التي يعرضها الباعة في الساحات العمومية بأسعار أقلّ مقارنة مع سعرها الحقيقي، وقالت سعيدة بلخيري، وهي أم لثلاثة تلاميذ، إن ظروفها المادية لا تمكنها من توفير كل الكتب لأبنائها، ما يجعلها مضطرة للبحث عنها على أرصفة شوارع العاصمة، لاقتناءها بأسعار مقبولة.

وعبرت نقابات التربية عن استيائها من أزمة الكتاب المدرسي، واعتبر رئيس الاتّحاد الوطني لعمال التربية والتكوين صادق دزيري أن "معضلة توزيع الكتاب المدرسي ليست مرتبطة بالوفرة، وإنما بسوء  تسيير العملية ووجود سماسرة يتاجرون بأسعار الكتب المدرسية عند نفادها من المكتبات ونقاط البيع".
وقال إبراهيم بوعروج، وهو صاحب مكتبة خاصة في مدينة ميلة (شرق)، لـ"العربي الجديد"، إن هناك ضغطا كبيرا على أصحاب المكتبات الخاصة بسبب عدم تمكّن بعضها من الاستجابة لمطالب الزبائن، وأضاف أن ذلك مرتهن بتوفر الكتب المدرسية التي يضمنه الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية لتغطية الطلب الكبير عليها.

وفي وقت سابق، وافقت وزارة التربية الجزائرية على اتفاق بين الديوان الجزائري للمطبوعات المدرسية والمكتبات العمومية والخاصة المرخص لها على مستوى الولايات، وحددت الوزارة شروطا لإشراك المكتبات الخاصة في بيع الكتب المدرسية، أهمها الالتزام بسعر الكتب الذي يحدده الديوان الوطني، وتعّهد المكتبات ببيع كل العناوين الموضوعة في دليل الكتب المدرسية للأطوار التعليمية الثلاثة، غير أن المسألة خرجت عن سيطرة رقابة وزارة التربية.
وكشف الديوان الوطني للمطبوعات عن طباعة أكثر من 80 مليون نسخة من الكتب المدرسية للأطوار الثلاثة، كما تم تحديد أسعارها رسميا، وقال مدير الديوان ياسين ميرة، للإذاعة الرسمية، إن هذا العدد يعتبر كافيا لجميع الأطوار، وإنه جرى اعتماد 1198 مكتبة و39 معرضا للكتب المدرسية، واستحداث 301 نقطة بيع و39 معرضا، لتسهيل الحصول على الكتاب المدرسي وتفادي ظاهرة الطوابير.

المساهمون