طلاب جامعات شمال سورية يعانون بسبب البرد وتمديد العطلة في مناطق النظام

22 يناير 2022
طلاب أمام مقر "جامعة حلب الحرة" (بكر القاسم/ فرانس برس)
+ الخط -

ضربت عاصفة ثلجية مناطق الشمال السوري، وترافقت مع انخفاض حاد في درجات الحرارة، لتفاقم المشاكل التي يواجهها طلاب الجامعات والمدارس، وخصوصا الذين يقيمون في مناطق نائية أو بعيدة.
يضطر محمد علاء الدين، وهو طالب في كلية الاقتصاد، لقطع مسافة تصل إلى 100 كيلومتر للوصول إلى جامعة حلب الحرة، ويقول لـ"العربي الجديد" إن "الطقس البارد يزيد العوائق القائمة بالفعل. أردت استئجار غرفة، لكن ليس باستطاعتي توفير تكاليف السكن قرب الجامعة، وعائلتي تقيم في إدلب، لذا توقفت عن حضور المحاضرات، وأذهب فقط لحضور الامتحانات، إذ تقع الجامعة في مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي".
ويضيف: "لا يمكنني ترك عائلتي طوال فترة الدراسة، ولدي عمل أيضا في إدلب، وإن تركته فلن أكون قادرا على تغطية تكاليف الجامعة، والطلاب الذين يحضرون يحصلون على فوائد ومعلومات أكبر ممن يدرسون المقررات بشكل فردي مثلي، كما أن الجامعة كانت توفر التدفئة خلال الامتحانات".
ويؤكد علاء الدين: "أنا أحد الطلاب الذين فضلوا جامعة حلب على جامعة إدلب بسبب إمكانية عدم الحضور، لكن أتمنى أن يتم تسجيل المحاضرات مراعاة للطلاب غير القادرين على  الحضور، كما أدعم فكرة تأجيل الامتحانات بسبب ظروف الطقس الحالية".
وأعلنت جامعة حلب، أمس الجمعة، تأجيل الامتحانات الجامعية المقررة خلال الأسبوع الحالي في الكليات والمعاهد إلى وقت يحدد لاحقا، بسبب الظروف الجوية وعدم قدرة الطلاب على الوصول إلى الجامعة.


وفي جامعة إدلب، يعاني الطلاب من مشكلتي البرد والمواصلات، ويبين الطالب حسين المحمد، لـ"العربي الجديد"، أنه يضطر لإنفاق مبالغ كبيرة على المواصلات، ويطالب الجامعة بتشغيل التدفئة وتأمين حافلات لنقل الطلاب.

ويوضح المحمد: "في السابق، كنت أذهب إلى الجامعة بواسطة الدراجة النارية مع اثنين من أصدقائي، لكن هذا لم يعد متاحا بسبب البرد القارس، ويطالب العديد من طلاب منطقتي بتوفير وسيلة نقل على مدار السنة الدراسية، فالطريق الذي نسلكه بالدراجة النارية في الظروف العادية طويل، ومخاطره كثيرة".

ويؤكد عبد السلام يوسف، مدير مخيم "التح"، لـ"العربي الجديد"، أن "وضع الطلاب صعب للغاية خلال فترة الامتحانات بسبب موجة الصقيع التي تضرب مخيمات الشمال السوري، كون أغلب المدارس لا تتوفر فيها أي وسيلة للتدفئة، وهناك مدارس بعيدة يقطع الطلاب مسافات كبيرة سيرا على الأقدام للوصول إليها، وبعضهم لا يحضر الامتحان بسبب هذه الصعوبات".

وفي المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، أعلنت وزارة التربية والتعليم، أمس الجمعة، تمديد العطلة الانتصافية حتى يوم الخميس 27 يناير/كانون الثاني، نظرا للظروف الجوية السائدة.
ويقول عبد المعطي أحمد، من سكان مدينة دمشق، لـ"العربي الجديد"، إن بقاء أطفاله في المنزل أفضل من العودة إلى المدرسة، وإن تمديد العطلة أمر جيد، ويضيف: "لدي ثلاثة أطفال، وتعبت من شراء الأدوية لهم خلال الفترة الماضية بسبب أمراض البرد، كما حرمنا من النوم ليالي كثيرة بسبب ذلك".

المساهمون