طفلة سورية تنتحر بسبب درجاتها المدرسية.. وتترك رسالة لعائلتها

22 يناير 2024
معاناة الأطفال في ريف إدلب مستمرة (الدفاع المدني السوري)
+ الخط -

تركت طفلة، تنحدر من بلدة تفتناز في ريف إدلب شمال سورية، رسالة لعائلتها قبل أن تنتحر، أمس الأحد، مشيرة في رسالتها إلى رغبتها في أن تكون من المتفوقين في المدرسة، وحبها لأهلها.

وبررت الطفلة كاترين جعفر سبب إقدامها على الانتحار بعدم حصولها على علامات تامة كما رغب أهلها، وكتبت في رسالتها "إلى أمي الغالية طالما رغبت أن أكون من المتفوقين وشكراً لك على جهودك وأدعيتك. ولكنني لا أعلم إذا كانت من قلبك. أمي أرجوكِ سامحيني على الذي صدر مني أمي أحبك جداً جداً، وأتمنى أن تزوري قبري وتدعي لي أن يرحمني الله". موضحة أنها استخدمت حبة "غاز" في الانتحار لأنها لم تحتمل قهر أهلها.

وأضافت "إلى أبي العزيز أحبك يا أبي، وشكراً لك على كل ما قدمته لي من حنية ودفء، ولم تحرمني من شيء، ولكنني أنا حرمتك من فرحتك. وأتمنى أن تكون صابراً لأن قهر الرجال سيء، أبي الغالي أحبك جداً جداً".

اختطاف ثم انتحار 

الإعلامي من بلدة تفتناز إبراهيم الخطيب، أشار خلال حديثه لـ"العربي الجديد" إلى أن الطفلة لم تكن تتعرض لأي مضايقات من قبل الأهل أو إزعاج قد يدفعها للانتحار. مضيفاً: "أتوقع أن الطفلة كانت تشعر بالذنب كونها لم تحصل على العلامة التامة"، موضحاً أن الطفلة اختطفت منذ سنة وفرت من بين أيدي الخاطفين، وتمكنت من الوصول إلى البلدة، وكان والدها يهتم بها بشكل خاص.

بدورها قالت عبيدة رضوان، مسؤولة الصحة النفسية في منظمة "أوسوم"، في حديثها لـ"العربي الجديد" إن أهم الأسباب التي تدفع للانتحار الضغوط من قبل الأهل، والتهديد المتكرر بالعقاب، مع عدم وجود مساحة آمنة للطفل للتعبير عما يشعر به من مشاعر إن كان الغضب أو الحزن أو القلق أو الخوف، بالإضافة لعدم وجود توعية كافية من قبل الأهالي عن مخاطر حبوب الغلة (الغاز)، وضرورة إخفاء هذه الحبوب وإبعادها عن متناول الأطفال.

وأضافت رضوان قائلة: "قد يكون هناك تراكمات لدى الأطفال منها الخوف من القصف والزلزال والنزوح، بالإضافة لعدم وجود أمان في مكان من المفترض أن الطفل يكون فيه بمرحلة من الهدوء واللعب والاستقرار النفسي"، مشيرة إلى أن الخلافات بين الأهل أيضاً يمكن أن تكون سبباً رئيسياً لهروب الطفل والانتحار.

وأوضحت رضوان أن الطفل الذي يفكر بالانتحار قد يتعرف على وسائل الانتحار من خلال  مشاهدة الأخبار، ويمكن له الاطلاع على طرق يمكن من خلالها إنهاء حياته عن طريق البحث في الإنترنت، مشيرة إلى ضرورة التوعية بخصوص استخدام الإنترنت.

بدوره أوضح أدهم دشرني، وهو ناشط من أبناء بلدة تفتناز لـ"العربي الجديد" أن الطفلة قبل صدور علامات الامتحان، سألت والدتها بأن المنتحر يذهب إلى النار أم الجنة، لتظن الأم أن الطفلة تمازحها، وهي في الصف السابع، وبعد صدور العلامات أقدمت على الانتحار بحبة غاز.

ووفق فريق "منسقو استجابة سورية"، بلغ عدد حالات الانتحار شمال غرب سورية 62 حالة، منها 34 باءت بالفشل، خلال عام 2023.

و"حبوب الغاز" أو "حبوب الغلة"، كما يطلق عليها شعبياً في الشمال السوري، هي أقراص تُستخدم كمبيد حشري، من أجل حفظ الغلال المختلفة من التسوس، إلا أنها باتت تُستعمل وسيلة للانتحار. حيث إن تلك الحبوب تُستخدم لتعقيم المنتجات الزراعية، وتتكون من مادة فوسفيد الألومنيوم التي يخرج منها غاز الفوسفين عالي السمية، والذي لا يتوفر له مضاد أو ترياق.

المساهمون