ضعف الاستجابة الإنسانية يهدد نازحي مخيمات شمال سورية

27 اغسطس 2022
تعاني المخيمات في ظل نقص الخدمات (دليل سليمان/ فرانس برس)
+ الخط -

أصدر "فريق منسقي استجابة سورية"، اليوم السبت، تحديثاً لحال المخيمات شمال غربي سورية لشهر أغسطس/آب الجاري، شمل حال الوحدات السكنية والمخيمات العشوائية ومراكز الإيواء. وبلغ عدد المخيمات الكلي وفق الفريق 1633 مخيماً، بعدد أفراد وصل إلى نحو مليون و811578، وبلغ عدد المخيمات العشوائية 514 مخيماً، بعدد أفراد 311782.

أما التركيبة السكانية للمخيمات، فتضم 317483 ذكوراً و476224 إناثاً. وتجاوز عدد الأطفال في المخيمات مليون طفل. ولفت الفريق إلى أن عدد الأشخاص ذوي الإعاقة بلغ 73188 شخصاً، في وقت بلغ عدد الأرامل والنساء بلا معيل 22 ألفاً و552. 

أما نسب العجز في الاستجابة الإنسانية ضمن المخيمات، فبلغت 57.4% في قطاع الأمن الغذائي وسبل العيش، و69.8% في قطاع المياه والإصحاح، وبلغت 86.5% في قطاع الصحة والتغذية. ونسبة العجز في قطاع المواد غير الغذائية بلغت 62.3%. وفي قطاع المأوى، وصلت نسبة العجز إلى 58.2%، بينما بلغت نسبة العجز في قطاع التعليم 64%. أما في قطاع الحماية، فقد وصلت النسبة إلى 70.8%.

وبشأن أبرز المشاكل التي تواجه النازحين في المخيمات، فهي البيئة غير الصحية ومخاطر التلوث في المخيمات العشوائية، بسبب انتشار حفر الصرف الصحي المكشوف، والحرمان من مصادر الدخل الأساسية، والاعتماد على المساعدات الإنسانية فقط، بالإضافة لتوقف الأطفال عن الدراسة، والنقص المستمر في الغذاء والماء، وانعدام أبسط الخدمات اليومية، كما ورد في التقرير.

ومن أبرز الاحتياجات لدى النازحين في هذه المخيمات، بحسب الفريق، الحاجة إلى توفير الرعاية الصحية، وتأمين فرص العمل للقاطنين في المخيمات، وعدم حصر مصادر الدخل ضمن قطاع المساعدات الإنسانية فقط، وتوفير بيئة آمنة للتعليم، وتحسين ظروف المأوى مع اقتراب فصل الشتاء، وتوفير عوامل الاستقرار الأساسية من غذاء ومياه شرب ومواد النظافة الشخصية. وقدم الفريق توصيات بخصوص تحسين الاستجابة الإنسانية وواقع المخيمات.

وفي ما يتعلق بالوضع الراهن للنازحين في مخيمات الشمال السوري، يقول مدير الفريق محمد حلاج لـ "العربي الجديد": "الشيء الجديد الذي قام به الفريق هو إنهاء الإحصاء بالكامل لمناطق ريف حلب الشمالي، التي لم تدمج سابقاً مع مخيمات ريف إدلب. أجرينا تحديثاً للناس الذين غادروا المخيمات إلى الوحدات السكنية التي أنشأتها المنظمات في المنطقة، وتوقع البعض أن تكون الأعداد أقل. لكن الأعداد الصحيحة هي تلك التي وردت في البيان. منذ مدة، تحدثنا عن مصاعب المخيمات التي لا تزال مستمرة. ففيما يتعلق بالمياه، تحدثنا عن وجود 590 مخيماً ما زال دعم المياه فيها متوقفاً، بالإضافة إلى المأوى وإصلاح الخيام".

يتابع الحلاج: "تحدثنا عن التقرير الذي قدمه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس. للأسف، فإنّ عمليات الاستجابة الإنسانية من الأسوأ حتى الوقت الحالي خلال 43 يوماً بعد تنفيذ القرار 2642. يوجد 16 ألف مستفيد فقط من خدمات قطاع المياه والإصحاح. وهذا الرقم متدنٍ جداً ناهيك عن قطاع التعليم وباقي القطاعات. أيضاً، لدينا مخاوف من تخفيض برنامج الأغذية العالمي لقيمة الحصة الغذائية من جديد. وتحدث تقرير غوتيريس عن إمكانية تخفيض كبير خلال أكتوبر/ تشرين الأول المقبل. الفجوة تزداد يوماً بعد يوم بين الاحتياجات الإنسانية الموجودة ونقص التمويل، إذ إنّ التمويل يتجه لتغطية التعافي المبكر وتتجه لمناطق النظام السوري. هناك خلل كبير في المخيمات. لكن حتى الوحدات السكنية تعاني ضعفاً كبيراً في الخدمات".

ويتشارك نازحو عدد كبير من مخيمات شمال غربي سورية الأزمات ذاتها من نقص في المياه، وغياب الدعم والخدمات والبنى التحتية من صرف صحي وغيره. كما يواجه النازحون أزمات على صعيد قطاع الصحية.

ويقول النازح أحمد اليوسف، المقيم في تجمع مخيمات كللي لـ"العربي الجديد": "النقاط الطبية بعيدة، ولم يعد عندنا في المخيم نقطة طبية قريبة، الأمر الذي يتسبب لنا بالكثير من المشاكل. نرجو أن تكون هناك نقاط طبية قريبة في المخيمات لتغطية عدد أكبر من السكان. في حال حدوث ظرف طارئ، يصعب علينا الذهاب إلى المستشفى. نرجو أن يكون هناك اهتمام بالمخيمات. نخشى لدغات الأفاعي والعقارب. وإذا حدثت، سيكون وضعنا صعباً للغاية".

المساهمون