ضابط إسرائيلي هدد طفلاً فلسطينياً معتقلاً بإطلاق النار عليه أو شنقه

24 مارس 2022
يتعرض الأطفال الفلسطينيون للتعذيب من قبل الاحتلال الإسرائيلي (حازم بدر/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

وثّقت "الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال/فلسطين"، اليوم الخميس، حالتي طفلين تعرّضا للتهديد والتعذيب من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اعتقالهما؛ أحدهما يبلغ 13 عاماً، وهو من إحدى قرى محافظة نابلس، وتعرّض للتهديد من قبل ضابط في جيش الاحتلال، بإطلاق النار صوبه أو شنقه، لانتزاع اعترافات منه حول ملقي الحجارة.

وذكر الطفل، في إفادته للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، أنه بعد اعتقاله، الشهر الماضي، بدأ الجندي بشتمه وشتم الذات الإلهية، وركله بقدمه عدة مرات وسحبه مسافة 30 متراً تقريباً، إلى مكان وجود مركبات عسكرية. وحين حاول المواطنون تخليصه، أطلق الاحتلال عدة أعيرة نارية في الهواء وقنابل الغاز لتفريق المواطنين، وشعر الطفل بخوف شديد.

يقول الطفل "سحبني الجندي نحو إحدى الجيبات، وربط يدي بمربط بلاستيكي للأمام وأجلسني على كرسي بلاستيكي داخل الجيب، وتحرك الجيب، وخلال سيرنا هددني الجندي الذي يقود الجيب بإطلاق النار ورفع سلاحه وهو يقود وقال لي باللغة العربية (بدي أطخك بهاي لما نوصل) وأخذ يشتم الذات الإلهية، وكان يتكلم معه جندي آخر يجلس بجانبه باللغة العبرية، وعندما كان يذكر اسمه كان يقول له (مجدي) وهو السائق الذي هددني بإطلاق النار علي".

وأضاف "حقق معي الجنديان داخل الجيب، وقال لي السائق باللغة العربية (إما أن تخبرنا من يقوم بضرب الحجارة أو جهز حالك للشنق) فقلت له وأنا أرتجف من الخوف إني لا أعرف وأقسمت يميناً على ذلك، وبعد عدة دقائق وصلنا إلى معسكر حوارة العسكري، ووضعوني في ساحة كبيرة وكان البرد شديداً، وقام جندي بسحبي بقوة من بلوزتي وأجلسني على الأرض لمدة 10 دقائق تقريباً، وقام بتعصيب عيني بقطعة قماش، وكنت أستطيع الرؤية من خلالها بشكل بسيط، فلاحظت أنه أزال مخزن الرصاص من السلاح ومن ثم قام بتجهيز السلاح أمام رأسي من أجل إخافتي، وبعدها أحضر كرسياً بلاستيكياً وأجلسني عليه".

وتابع الطفل "هددني الجندي بإطلاق النار علي إذا لم أخبره من يضرب حجارة وزجاجات حارقة نحوهم، واستمر بالتحقيق معي تحت التهديد والتخويف عدة دقائق، وحضر عدة جنود وقاموا بشمّ يدي عدة مرات إذا ما كانت رائحتهما مواد مشتعلة، وهددوني بالاعتقال عدة سنوات إذا لم أعترف، وطلبت الذهاب للحمام، وبعد 6 محاولات وافقوا وفكوا قيودي والعصبة، وبعدها أعادوا تربيط يدي للأمام وشدوا المربط بقوة، حتى أنني صرخت من شدة الألم، وكنت أقول لهم إني أشعر بالبرد، ولكنهم لم يكترثوا لي، واستمروا بمحاولة انتزاع اعتراف مني حوالي ساعتين، وكان الجندي يضع سلاحه على رأسي خلال التحقيق معي، وبعدها فكوا يدي وأعادوا تكبيلي بشكل خفيف وأجلسوني على مقعد أمام غرفة، وخلال ذلك فتح جندي باب الغرفة فضرب بظهري وتألمت كثيرا جراء ذلك".

وأشار الطفل إلى أنه بقي محتجزا حتى حوالي الساعة 11 ليلاً، حيث أفرج عنه جنود الاحتلال على مدخل معسكر حوارة، وقد كان عدد من المواطنين وأقربائه في انتظاره "ما زلت في حالة خوف شديد من أن يتم اعتقالي مرة أخرى".

وفي حالة ثانية، تعرّض طفل آخر يبلغ من العمر 16 عاماً، إلى إطفاء سيجارة في يده خلال التحقيق معه من قبل أحد الضباط في قوات الاحتلال الإسرائيلي، والطفل من إحدى قرى محافظة جنين، اعتقل الشهر الماضي، خلال تواجده وصديق له في أرض زراعية يملكها والده قريبة من جدار الفصل العنصري المقام على أراضي القرية، حيث تمت ملاحقتهما ومحاولة دهسه، وحاول الاختباء والهرب، لكن جندياً ضربه بحجر على ظهره فسقط أرضا، وأمسكه الجندي وضربه بيديه على وجهه ورأسه، وتم تكبيله وتعصيب عينيه وإدخاله للجيب العسكري، وتعرّض للضرب على وجهه ورأسه، ونقل لمعسكر، ثم نقل بعد ذلك إلى سجن "مجدو".

ويقول الطفل "تم إدخالي إلى غرفة صغيرة طولها حوالي 2 متر وعرضها كذلك 2 متر داخلها ثلاث كاميرات مراقبة بالإضافة إلى مقعد حديدي، لا يوجد فيها أغطية أو فراش أو إنارة، مكثت فيها حتى حوالي الساعة العاشرة صباحاً من اليوم التالي، بعدها تم اقتيادي إلى غرفة يوجد فيها محقق بعدما تم تكبيل يدي وتعصيب عيني، وفور وصولي قام المحقق بفك القيد عن يدي والعصبة عن عيني، ووجه لي تهمة إلقاء الحجارة تجاه الجنود بالقرب من جدار الفصل العنصري، فأنكرت التهمة، فأخذ بالصراخ علي وصفعني على وجهي عدة مرات، وضربي بيديه على رأسي وظهري، وقد استمر التحقيق معي حوالي ساعة، بعدها تم نقلي إلى داخل غرفة في قسم الأشبال بسجن مجدو، كان فيها طفلان وقد علمت منهما بمكان تواجدي".

وفي اليوم التالي اقتيد الطفل إلى غرفة أخرى داخلها شاشة حيث خضع للمحاكمة عبر "الفيديو" وتم تمديد توقيفه أربعة أيام، وخلال ذلك نقل مكبل اليدين بكلبشات حديدية ومعصوب العينين إلى أحد مراكز التحقيق.

وقال الطفل "وجّه لي المحقق نفسه التهمة ذاتها فأنكرتها مجددا، حينها بدأ بالصراخ وقام بإطفاء سيجارة مشتعلة في يدي اليمنى، ثم غادر الغرفة، وبعد لحظات قصيرة وصل إلى الغرفة محقق آخر، وقبل أن يبدأ بالتحقيق معي سمح لي بتلقي استشارة قانونية من محام، ومن ثم بدأ يحقق معي حول التهمة ذاتها إلا أنني أنكرتها مجددا، واستمر التحقيق معي حوالي ساعة، كان خلالها يسجل أقوالي طباعة على الحاسوب، وبعد الانتهاء قمت بالتوقيع على إفادة باللغة العربية، بعدها تم اقتيادي مجددا إلى المركبة التي أقلتني، والتي سارت لساعات طويلة تخللها وقوف متكرر، وفي حوالي الساعة الرابعة من فجر اليوم التالي وصلت إلى سجن مجدو وتم وضعي في غرفة الأشبال- الأطفال".

خضع الطفل لمحاكمة ثانية عبر الفيديو، تم خلالها تمديد توقيفه سبعة أيام ومن ثم خضع لمحاكمة ثالثة تم خلالها إخلاء سبيله مقابل غرامة مالية قدرها ألف شيقل (نحو 300 دولار).

وأكدت "الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال" أنّ قوات الاحتلال تُعرض الأطفال الفلسطينيين المعتقلين لضروب من التعذيب الممنهج، مشيرة إلى أنها وثقت 681 طفلاً تعرضوا للاعتقال من قبل الاحتلال الإسرائيلي في الفترة ما بين 2016 -2021، حيث تبين أنّ ما نسبته 58% منهم تعرضوا لعنف لفظي وإذلال وتخويف، و59% تم اعتقالهم خلال الليل، و97% تعرضوا لتكبيل الأيدي، و88% تعرضوا لتعصيب الأعين، و75% تعرضوا لعنف جسدي، و54% تم نقلهم على أرضية المركبات العسكرية، فيما تعرض 83% للتجريد من الملابس خلال تفتيشهم، و67% لم يتم تبليغهم بحقوقهم.

ولفتت الحركة إلى أن 74% من الأطفال الذين تعرضوا للاعتقال ووثقتهم الحركة العالمية خلال الفترة المذكورة  لم يسمح لهم بأخذ استشارة قانونية من محام قبل التحقيق معهم، فيما تعرض 25% للشبح، و58% لم يتم إخبارهم بسبب اعتقالهم.

المساهمون