صينيون يلجؤون للسوق السوداء بحثاً عن مضادات كوفيد: استغلال ونصب

07 يناير 2023
ارتفاع عدد المصابين بكوفيد نتج عنه امتلاء المستشفيات بالمرضى المسنين(أسوشييتد برس)
+ الخط -

تلجأ عائلات صينية يائسة إلى السوق السوداء للحصول على الدواء رغم عمليات الاحتيال والأسعار الباهظة، تزامنا مع أزمة نقص الأدوية المضادة لكوفيد-19 بعد الرفع المفاجئ للقيود الصحية.

ورفعت الصين فجأة الشهر الماضي معظم تدابيرها الصحية المتعلقة بكوفيد-19، بعد ثلاث سنوات على تطبيق قيود من الأكثر صرامة في العالم، متسببا القرار في ارتفاع كبير في عدد الإصابات نتج عنها امتلاء المستشفيات بالمرضى المسنين، في حين فاق عدد الجثث قدرة المحارق على الاستيعاب.

يتجنب الكثير من الصينيين شراء منتجات مصنوعة في بلادهم، بعد تعرض قطاع الأدوية لفضائح عدة

وتواجه الصيدليات من جهتها نقصًا في أدوية الزكام والحمى. ويتجنب الكثير من الصينيين شراء منتجات مصنوعة في بلادهم، بعد تعرض قطاع الأدوية لفضائح عدة شوهت سمعته، الأمر الذي يدفع البعض إلى اللجوء إلى السوق السوداء وإلى التجار عبر الإنترنت.

وعلى الرغم من المخاطر، لجأت كيو (22 عاما) إلى الإنترنت للحصول على باكسلوفيد Paxlovid، الدواء المضاد لكوفيد من شركة فايزر الأميركية العملاقة، ليؤكد لها بائع من خلف الشاشة أنه يملك مخزونًا وأنه قادر على إرسال أدوية عبر البريد.

وأجرت الشابة طلبية على موقع شركة أدوية في هونغ كونغ تبيّن لاحقاً أنه تعرّض للقرصنة، ودفعت 12 ألف يوان (1644 يورو) ثمن ست علب، أي ما يزيد عن ما يتقاضاه الكثير من الصينيين كراتب شهري، لكنها لم تتلق دواء باكسلوفيد أبدًا، وقطع السارق كل قنوات الاتصال به.

وقالت كيو التي لم تكشف لوكالة "فرانس برس" عن اسمها الكامل "الأمر مثير للاشمئزاز!"، مضيفه أنها شعرت "بالأذى والعجز والغضب الشديد" بسبب هذا الاحتيال. مشيرة إلى أن "كل ثانية مهمة عندما تحاول إنقاذ حياة شخص ما".

من جانبها، أكدت شركة غيتاي التي تمت قرصنة موقعها على الإنترنت أنها أبلغت الشرطة.

ويصعب على معظم الصينيين الحصول على دواء باكسلوفيد، على الرغم من تأكيد السلطات أن بعض مستشفيات الأحياء تمتلكه حالياً.

وفي بكين وشنغهاي، أشارت مؤسسات عدة اتصلت بها وكالة "فرانس برس" إلى أنها لا تعرف متى سيتم تسليمها الأدوية.

ونفد مخزون المواقع المتخصصة في بيع الأدوية عبر الإنترنت، ما فسح المجال لمنفذي عمليات الاحتيال ولتجار غير موثوق بهم.

وقال أحد التجار في الصين، إنه ليس لديه "أي مشكلة أخلاقية" في رفع ثمن الأدوية التي يمكن أن تنقذ أرواحا.

واتصلت وكالة "فرانس برس" بأحد التجار الذي يبيع العلبة الواحدة من دواء باكسلوفيد في مقابل 18 ألف يوان (2466 يورو)، أي بزيادة نحو تسعة أضعاف عن السعر الرسمي، ولم يحدد التاجر كيف حصل على الأدوية، ورفض الحديث عندما علم أنه يتكلم مع مراسل "فرانس برس".

من جانبها، أطلقت وزارة الأمن العام الصينية، الاثنين، حملة تستهدف "إنتاج وبيع الأدوية المزيفة".

وعلى الرغم من المخاطر، تظل السوق السوداء الملاذ الأخير لأشخاص مثل شياو، بعدما أصيب جدها المسن بالمرض في أواخر ديسمبر/كانون الأول، وقالت الفتاة البالغة 25 عامًا والتي تعمل مندوبة مبيعات إنها "صُدمت" عندما طلب منها بائع عبر الإنترنت نحو 2500 يورو لشراء دواء باكسلوفيد، وهو مبلغ يتخطى قدرتها الشرائية.

وقالت الشابة التي توفي جدها "لا أفهم إطلاقا كيف يمكن لبعض الناس الحصول على هذا الدواء، الناس أمثالنا لا يستطيعون شراء علبة واحدة حتّى".

نتيجة لذلك، يتجه بعض الصينيين إلى شراء أدوية جنيسة مستوردة بطريقة غير قانونية ولكن بأسعار أفضل. ووجدت وكالة "فرانس برس" على الإنترنت شخصاً يقول إنه صيدلاني ومقره في الهند، يبيع زبائنه الصينيين دواء باكسيستا Paxista بدل باكسلوفيد، بسعر 1500 يوان (205 يورو) لكل علبة.

وقالت امرأة في مجموعة مناقشة حول فاعلية الأدوية الجنيسة "لا أعرف من أصدق".

يذكر أن الصين منحت الأسبوع الماضي تصريحًا طارئًا بشروط لمضاد للفيروسات من مختبر "ميرك" Merck للمرضى البالغين الذين يعانون من أعراض خفيفة أو معتدلة جراء كوفيد.

(فرانس برس)

المساهمون