استمع إلى الملخص
- ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى تفاقم الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والحرائق، نتيجة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناجمة عن النشاط البشري.
- أكد مدير المرصد كارلو بونتيمبو أن صيف 2024 كان الأكثر حرارة، محذراً من عواقب عدم اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من انبعاثات غازات الدفيئة.
كشف مرصد كوبرنيكوس الأوروبي لتغير المناخ أنّ صيف 2024 هو "الصيف الأكثر سخونة" في العالم على الإطلاق، وذلك منذ بدء تسجيل درجات الحرارة أو منذ فترة ما قبل الصناعة في عام 1850. وأوضح المرصد، وهو خدمة مراقبة تغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي، أنّ صيف 2024 الذي يوشك على الانتهاء تخطّى صيف 2023 لجهة ارتفاع درجات الحرارة.
وأوضح مرصد كوبرنيكوس، في نشرته الشهرية الأخيرة التي نشرها اليوم الجمعة، أنّ شهر أغسطس/ آب 2024 هو الأشدّ حرارة على مستوى العالم، مع ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 0.71 درجة مئوية فوق المتوسط المرجعي للمدّة الزمنية 1991-2020. يُذكر أنّ شهر أغسطس من عام 2024 وشهر أغسطس من عام 2023 مثّلا أكثر شهور أغسطس حرارة على مستوى العالم، وذلك مع 16.82 درجة مئوية.
ويأتي ذلك في حين يشهد كوكب الأرض ارتفاعاً في درجات الحرارة يؤدّي إلى تفاقم الكوارث الطبيعية من فيضانات وحرائق وسيول وغيرها، على خلفية انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناجمة عن النشاط البشري الصناعي الذي من شأنه أن يفاقم أزمة المناخ القائمة.
Summer 2024 was the hottest on record both globally and for Europe according to @CopernicusECMWF data
— Dr Sam Burgess 🌍🌡🛰 (@OceanTerra) September 6, 2024
⁰🌡️ It is increasingly likely that 2024 will be the warmest year on record
💙🤍💙🤍💛🧡💛🧡❤️❤️❤️💔
⁰More: https://t.co/IKMXO4M9UM
⁰#ClimateCrisis #ClimateAction pic.twitter.com/G6OLIygkVg
وأشار مرصد كوبرنيكوس إلى أنّ تخطّي درجات حرارة صيف 2024 تلك المسجّلة في صيف 2023 من شأنه أن يزيد من احتمالات تخطّي عام 2024 ككلّ عام 2023 لجهة درجات الحرارة القصوى، ليصير هذا العام الأكثر سخونة على الإطلاق على كوكب الأرض، نتيجة درجات الحرارة الاستثنائية أو القياسية المسجّلة. يُذكر أنّ فصل الصيف في النصف الشمالي من الكرة الأرضية يتراوح ما بين يونيو/ حزيران وأغسطس/ آب من كلّ عام.
وبيّن المرصد الأوروبي أنّ متوسط حرارة صيف 2024 في النصف الشمالي من الكرة الأرضية تخطّى متوسّط الفترة 1991-2020 بمقدار 0.69 درجة مئوية، مع العلم أنّ الرقم القياسي الذي كان قد سُجّل ما بين يونيو 2023 وأغسطس منه كان قد قُدّر بـ 0.66 درجة مئوية.
في سياق متصل، بيّن مرصد كوبرنيكوس أنّ صيف 2024 كان "الصيف الأشدّ حرارة" في أوروبا، متجاوزاً متوسط 1991-2020 بـ 1.54 درجة مئوية، ومتجاوزاً كذلك الرقم القياسي السابق في عام 2022 بـ 1.34 درجة مئوية.
The Copernicus Climate Change Service (C3S) has released its monthly Climate Bulletin! It highlights that August 2024 was the joint-warmest August globally (together with August 2023), with an average ERA5 surface air temperature of 16.82°C, 0.71°C above the 1991-2020 average. pic.twitter.com/dXULZ6Eols
— Copernicus EU (@CopernicusEU) September 6, 2024
وقد أشار مدير مرصد كوبرنيكوس الأوروبي كارلو بونتيمبو إلى أنّ في يوليو/ تموز 2024، وللمرّة الأولى منذ أكثر من عام، لم يسجّل العالم رقماً قياسياً لجهة ارتفاع درجات الحرارة، إذ تراجعت حرارة يوليو 2024 قليلاً مقارنة بشهر يوليو 2023، لكنّ ذلك قد يكون مرتبطاً بواقع أنّ يونيو/ حزيران 2024 كان أكثر دفئاً بكثير مقارنة بشهر يونيو 2023. لكنّه أكد أنّ صيف 2024 ككلّ هو الصيف الأكثر حرارة.
يُذكر أنّ بونتيمبو لم يكن قد حسم الأمر في ما يتعلّق بتقديرات تحطيم عام 2024 الرقم القياسي لأكثر الأعوام سخونة، شأنه في ذلك شأن علماء مناخ آخرين، ويعود ذلك إلى أنّ أغسطس 2023 كان أكثر دفئاً من المتوسّط. لكن بعد ذلك، تطابق أغسطس 2024 مع عام 2023، ما جعل بونتيمبو "متأكداً كلياً" من أنّ هذا العام سوف يكون الأكثر حرارة على الإطلاق. بالنسبة إلى بونتيمبو، "حتى لا يصير عام 2024 الأكثر دفئاً على الإطلاق، نحتاج إلى رؤية تبريد أفقي كبير جداً في الأشهر القليلة المتبقية، وهو ما لا يبدو مرجّحاً في هذه المرحلة".
من جهتها، أفادت نائبة مدير مرصد كوبرنيكوس الأوروبي سامانثا بورجس بأنّ الأرقام القياسية المذكورة المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة "تزيد من احتمال أن يكون عام 2024 هو العام الأشدّ حرارة على الإطلاق". وحذّرت بورجس من أنّ "ما لم نتّخذ إجراءات عاجلة للحدّ من انبعاثات غازات الدفيئة، فإنّ الأحداث غير المعهودة المرتبطة بالحرارة التي نشهدها ستكون لها عواقب أكثر ضرراً على البشر والكوكب".
من جهته، لفت عالم المناخ ستيفان رامستورف لدى معهد بوتسدام لتأثيرات أبحاث المناخ (ألمانيا) الذي لم يشارك في الدراسة، إلى أنّ ما تشير إليه هذه البيانات الرصينة هو كيف تحكم أزمة المناخ قبضتها علينا".
(أسوشييتد برس، رويترز، الأناضول، العربي الجديد)