صور لصيادين مصريين مع أسماك قرش تثير الرعب

18 يونيو 2023
سببت الصور حالة من الهلع والرعب بين المواطنين (فيسبوك)
+ الخط -

أثارت صور متداولة لصيادين مع أسماك قرش، قالوا إنها اصطيدت من سواحل البحر الأبيض المتوسط في منطقة المكس بمحافظة الإسكندرية شمالي مصر، حالة من الرعب والخوف بين المواطنين، فيما نفت السلطات وجود أي مخاطر خلافاً لما يُروّج عبر منصات التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن شواطئ المدينة آمنة بالكامل.

وبحسب بيان لمحافظة الإسكندرية، فإن خبراء معهد علوم البحار والمصايد بالإسكندرية أفادوا بأن الصورة المتداولة مع أحد الصيادين هي لقرش صغير مولود حديثاً، وهو من نوع "ماكو ذو الزعنفة القصيرة"، ولا يمثل أي خطورة على المنطقة.

وجاء في البيان: "رداً على ما جرى تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول وجود أسماك قرش بتلك المناطق، أوضح خبراء معهد علوم البحار والمصايد بالإسكندرية أن الصياد أقدم على رمي الغزل أو الشبك على بعد أكثر من 3 كيلو من الشاطئ بمنطقة موازية لمنطقة المكس".

وأشار البيان إلي تأكيد الخبراء أن هذا النوع لا يعيش في هذه المنطقة، بل في "الأماكن العميقة، ووجوده في هذه الفترة طبيعي لأنه موسم تزاوج القروش، سواء في البحر الأحمر أو البحر المتوسط، ولا داعي لإثارة الذعر والبلبلة بنشر وتداول معلومات وصور تحمل أخباراً مضللة".

ووفق البيان، أشار الخبراء إلى أنه يوجد بعض أنواع الأسماك "الشبيهة بالقروش تباع في أسواق المكس، ويرغب في شرائها بعض المواطنين لرخص سعرها نسبياً، وهذا يحدث منذ عشرات السنين في هذه المنطقة، وليس بالحدث الجديد".


من ناحية أخرى، سببت الصور، التي لاقت انتشاراً واسعاً عبر منصات التواصل الاجتماعي، حالة من الهلع والرعب بين المواطنين، خاصة مع بداية موسم الصيف، وسيطرت دعوات تشير إلى ضرورة منع نزول الشواطئ في الإسكندرية والساحل الشمالي، خاصة أنها تأتي بعد أيام من واقعة قتل قرش سائحاً روسياً في الغردقة.

وأعرب رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن مخاوفهم إزاء انتشار معلومات عن فرض أسماك القرش نفوذها بالقرب من سواحل المدينة، ما أثار مخاوف لدى مرتادي الشواطئ والمصطافين، مؤكدين أن صغر حجمها يدل على وجود أسماك أكبر منها في الحجم.

كما بادرت الأجهزة الحكومية المسؤولة، في محافظة الإسكندرية، بنشر بيانات عدة لطمأنة المواطنين على نحو سريع، وأعلن رئيس المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد الدكتور عمرو زكريا حمودة أن شواطئ المدينة آمنة من أسماك القرش، وأن الصور المتداولة على شبكات التواصل الاجتماعي هي صور لأسماك القرش في أعماق بعيدة، ولا توجد أي تغيرات في البيئة المائية بالبحر المتوسط.

وأوضح أن الفترة الحالية هي موسم تزاوج أسماك القرش، وتستغرق مدة تصل إلى 11 شهراً ، وتقترب أسماك القرش، هذه الفترة، من السواحل لهدوء التيارات البحرية، وتبدأ القروش الصغيرة في النمو، وتوجد على مقربة من الشاطئ، ثم تبدأ بعد ذلك الدخول إلى المياه العميقة.

وقال الدكتور محمد عبد الرازق، رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف في الإسكندرية، إنه فور رصد الصور المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن العثور على سمكه قرش في شاطئ المكس غرب المدينة، جرى التواصل على الفور مع الجهات المعنية في الإسكندرية للمعرفة مدى صحتها، وما إذا كان بحر الاسكندرية بيئة مناسبة لتوطين سمك القرش. 

وأشار إلى التواصل مع شيوخ الصيادين والغطاسين والمختصين الذين أكدوا عدم وجود تلك الأسماك على الشواطئ، وأنها توجد في البحر المتوسط بشكل عام، بعيداً عن الشواطئ.

فيما أكد نقيب صيادي الإسكندرية أشرف زريق، في تصريحات لـ"لعربي الجديد"، أن انتشار أسماك القرش الصغير في شواطئ الإسكندرية، "غير حقيقي"، وأن الصيادين يصطادون يومياً سمكة شبيه بالقرش تسمى "المستولة"، ويوجد شبه كبير بينها وبين سمك القرش، وهو نوع مصرح بصيده.

وعن إمكانية وجود سمك قرش في الإسكندرية، قال إن "سمك القرش يعيش في أعماق معينة، ويتطلب توفير بيئة معينة، وهو ما لا يوجد في البحر المتوسط، بل في البحر الأحمر".

وأضاف: "قد يحدث في أي وقت العثور على سمك قرش، وفي هذه الحالة، يكون مهاجراً، وجاء إلى البحر المتوسط تائهاً وليس مستوطناً".

المساهمون