صخور من النفايات البلاستيكية قبالة سواحل البرازيل

17 مارس 2023
تعد جزيرة ترينداد محمية للسلاحف الخضراء (فلافيو فيلوسو/ Getty)
+ الخط -

اكتشف علماء الجيولوجيا في جزيرة ترينداد البرازيلية الواقعة على بعد 1140 كيلومتراً من ولاية إسبيريتو سانتو (جنوب شرق البرازيل)، مجموعة من الصخور المصنوعة من حطام بلاستيكي، الأمر الذي شكل صدمة في المجتمع العلمي. ووُصِف الأمر بالمرعب إذ يظهر إلى حد كبير تأثير البشر المتزايد على جيولوجيا الأرض.

وتعدّ جزيرة ترينداد إحدى أجمل المناطق على البحر الكاريبي، وتشكّل محمية للسلاحف الخضراء. وأبهرت جيولوجيا جزيرة ترينداد البركانية في البرازيل العلماء على مدى سنوات. فالجزيرة في الغالب غير مأهولة ومعزولة عن التأثير البشري، وتعد ملاذاً طبيعياً للسلاحف البحرية. بالتالي، فإن وجود كميات متزايدة من النفايات البلاستيكية أثار رعب خبراء جيولوجيين.

ووصفت عالمة الجيولوجيا بجامعة بارانا الفيدرالية، فرناندا أفيلار سانتوس، وجود البلاستيك بالأمر المرعب كما نقلت عنها صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، لأن التلوث وصل إلى مستويات غير مسبوقة وبات يؤثر على جيولوجيا الأرض. وقال علماء إن التلوث الذي يسببه البشر، سواء من خلال رمي نفايات بلاستيكية في المحيطات أو على اليابسة، وصل إلى مستويات تهدد الحياة الجيولوجية، وهو ما سيكون له تأثير على الحياة العامة وتحديداً في هذه الجزيرة.

وأجرت سانتوس وفريقها اختبارات كيميائية لمعرفة نوع البلاستيك الموجود في الصخور، والتي يُطلق عليها اسم "بلستيغلوميرات" لأنها مصنوعة من خليط من الحبيبات الرسوبية وغيرها من الحطام المتماسك ببعضها البعض بواسطة البلاستيك.

ولم تخف سانتوس أن السبب الرئيسي وراء هذا التحول في جيولوجيا الأرض يعود إلى شباك الصيد التي تجرفها التيارات البحرية من الشواطئ المأهولة. وعلى مر السنين، ومع ارتفاع درجات الحرارة، بدأت المواد البلاستيكية تذوب وتتداخل مع التربة لتشكل صخوراً بلاستيكية.

وخلصت سانتوس إلى أن هذا الاكتشاف المرعب والخطير، يؤكد مخاوف علماء البيئة من التحول إلى عصر "الأنثروبوسين"، في إشارة إلى حقبة مقترحة يعود تاريخها إلى بداية التأثير البشري الكبير على جيولوجيا الأرض والنظم، بما في ذلك، على سبيل المثال، تغير المناخ بشري المنشأ.

وتناولت العديد من الدراسات السابقة تأثير الإنسان على الأرض. وبحسب تقرير صادر عن مركز "Nature History Museum" في بريطانيا، فإن الأنثروبوسين هو مجموعة متنوعة من السياقات الثقافية والعلمية تترك أثراً في الأرض، ويستخدمها العديد من الباحثين ودعاة الحفاظ على البيئة والشعراء والفلاسفة والسياسيين والناشطين، للتحذير من مدى تأثير التلوث.

ويحصر البعض التأثير البشري إلى حد كبير في تغير المناخ وارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي وغير ذلك كنتيجة لاستخدام الوقود الأحفوري. لكن يمكن أن يصبح البلاستيك علامة رئيسية على الدخول في مرحلة "الأنثروبوسين". ووجدت دراسة أجريت عام 2019 على الرواسب قبالة ساحل كاليفورنيا أن رواسب البلاستيك آخذة في الارتفاع منذ أربعينيات القرن الماضي.

وتشير العديد من التقارير العلمية إلى أن البلاستيك يشكل التهديد الرئيسي لحياة الناس. وبحسب معهد "Gyres 5" والذي يعمل على تخفيض نسبة التلوث البلاستيكي، فإن أكثر من 170 تريليون قطعة من البلاستيك تطفو في محيطات العالم، ويتم رصد حوالي 8 ملايين قطعة من البلاستيك يومياً داخل المحيطات.

ومن المتوقع أن تتضاعف كمية النفايات البلاستيكية التي تتدفق إلى المحيطات كل عام ثلاث مرات تقريباً بحلول عام 2040.