شيماء... عروس فلسطينية قتلتها صواريخ الاحتلال في غزة مع أسرتها

17 مايو 2021
منزل عائلة شيماء الذي دمرته صواريخ الاحتلال (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

لم تمهل الطائرات الحربية الإسرائيلية العروس الفلسطينية شيماء أبو العوف فرصة للنجاة بنفسها أو بأي من أحلامها، إذ قصفت منزل العائلة في شارع الوحدة، وسط مدينة غزة، على رؤوس ساكنيه، مُخلّفة نحو 25 شهيدًا، وعدداً من المفقودين تحت الركام. 

وكان من المقرر أن يحتفل العريس أنس اليازجي مع عروسه شيماء بزفافهما بعد عيد الفطر، إلا أن العدوان الإسرائيلي الذي بدأ على قطاع غزة قبل ثمانية أيام، لم يسمح لهما بذلك، بعدما ارتقت العروس شهيدة إثر قصف منزل عائلتها بشكل مباشر. 

وتحوّلت العمارة السكنية التي تضم "جهاز العروس" إلى كومة من الرُكام، وقضى تحتها العديد من الشهداء المدنيين، فيما تناثرت أدوات الزينة، وزجاجات العِطر، والهدايا بين الحِجارة المُهدمة، لترسم لوحة متكاملة من الوجع والألم الممزوجان بالفقد. 

ويقول العريس أنس اليازجي، وقد ارتسمت ملامح الحزن والصدمة على قسمات وجهه، إنه ولآخر لحظة كان على اتصال بخطيبته المذعورة من صوت القصف، "كنت أسألها أين أنت، وحين أخبرتني، طلبت منها الاحتماء بمكان آمن، حتى سمعنا القصف العنيف". 

ولم يكن العريس أنس يعلم أن اتصاله سيكون الأخير، إذ استهدف القصف العنيف مبنى عمارة أبو العوف، الذي تسكن فيه، والذي لا يضم سوى المدنيين والنساء والأطفال، وقد فُقِد على أثره الاتصال بها. 

وكان أنس، وفق حديثه مع "العربي الجديد"، يضع مع عروسه الشهيدة اللمسات الأخيرة على شقتهما السكنية تجهيزًا لموعد الزفاف، والذي قررت العائلة أن يكون بعد عيد الفطر، إلا أن الطائرات الحربية غيّرت كُل المُخططات، ونسفت حلمهما الصغير. 

وأدى القصف العنيف الذي تعرضت له المنطقة، بدون توجيه أي تحذير للمدنيين، إلى استشهاد 43 مدنيًا، نتيجة تدمير ثلاث بنايات سكنية على رؤوس ساكنيها، إلى جانب تحويل المنطقة السكنية الآمنة إلى منطقة مهجورة، يعج فيها غُبار الحرائق، وتنبعث منها رائحة الموت والفقد. 

منزل عائلة شيماء الذي دمرته صواريخ الاحتلال (عبد الحكيم أبو رياش)
رائحة الموت والفقد في المكان (عبد الحكيم أبو رياش)

ويقول عم العروس بهاء أبو العوف، الذي نجا من مجزرة الإبادة الجماعية التي اقترفتها الطائرات الحربية الإسرائيلية، لـ"العربي الجديد"، إن العائلة كانت على موعد مع الفرح والزفاف بعد انقضاء شهر رمضان وعيد الفطر، إلا أن مصير العائلة بات تحت التُراب، فيما نسف حلم الشابين في تكوين أسرة آمنة. 

ويوضح أبو العوف، الذي ما زال يُراقب عملية إزالة الأنقاض بحثًا عن مفقودين، منذ فجر أمس الأحد، أن قصف البيت تم بدون سابق إنذار، ما أدى إلى استشهاد معظم من فيه، وأغلبهم نساء وأطفال، "استشهد نحو 15 فردًا من عائلتي، إلى جانب نحو عشرة شهداء من أسرتين من الأُسر المستأجِرة في العمارة السكنية". 

منزل عائلة شيماء الذي دمرته صواريخ الاحتلال (عبد الحكيم أبو رياش)
تحوّل المكان إلى كومة ركام (عبد الحكيم أبو رياش)
قضايا وناس
التحديثات الحية

واستشهدت في القصف عمة العروس شيماء وأبناؤها الأربعة، وكانوا قد أخلوا بيتهم للاحتماء في بيت العائلة الذي اعتقدوا أنه آمن، إلى جانب استشهاد عدد من أعمامها وزوجاتهم وأبنائهم، فيما لم ينج من القصف سوى ابن عمها وزوجة عمها، إلى جانب فقدان عدد من أفراد العائلة، الذين ما زالوا تحت الأنقاض. 

"لا يوجد أي مبرر لاستهداف المبنى، الذي يضم المدنيين الذين لا علاقة لهم بأي تنظيم"، يقول أبو العوف، ويضيف: "يبدو أن الاحتلال الإسرائيلي اتجه إلى استهداف الأبراج المدنية، بهدف نشر الخراب وتكبيد المواطنين أكبر قدر ممكن من الخسائر البشرية، كنوع من الضغط على المقاومة كي تستسلم لأهدافه". 

المساهمون