شهر على زلزال تركيا وسورية.. شواهد القبور عناوين حكايات لم تكتمل

06 مارس 2023
+ الخط -

بعد مرور شهر على الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سورية، بقيت شواهد قبور الضحايا تروي، برمزية الأشياء، حكاية من يرقد تحتها.

وفي مقبرة "تشام قابي" بولاية كهرمان مرعش جنوبي تركيا، كل شاهد قبر يحمل عنوانا لقصة لم تكتمل، والبعض منها يحمل بقايا من ملابس المتوفين بانتظار التعرف عليهم من قبل ذويهم.

الصورة
شواهد القبور بعد الزلزال في تركيا (الأناضول)
غطت بعض الأسر قبور أقربائها بسجادة الصلاة الخاصة بهم (الاناضول)

وحرص القائمون على عملية الدفن في مقبرة "تشام قابي"، على ترك أشياء من ملابس المتوفين الذين لم يتم التعرف على هوياتهم على شواهد القبور في الأيام الأولى من الزلزال.

ولجأ القائمون على عملية الدفن إلى هذه الطريقة من أجل أن يتم التعرف عليهم لاحقا من قبل أهلهم وأقاربهم، أو حتى يتسنى لفرق الطب الشرعي تحديد هوياتهم لاحقا، لا سيما في ظل أعداد الوفيات الكبيرة في الأيام الأولى.

وأيضا على شواهد القبور أسماء بالعربية لسوريين لجأوا إلى تركيا هربا من الحرب ولقوا حتفهم جراء الزلزال ليدفنوا فيها مع آمالهم وأحلامهم.

الصورة
شواهد القبور بعد الزلزال في تركيا (الأناضول)
ملابس ضحايا لم يتم التعرف على هوياتهم على شواهد القبور (الأناضول)

وشواهد القبور تروي قصص أسر قضت جراء الزلزال، عندما نشاهد عدة قبور جنبا إلى جنب تحمل الكنية ذاتها، أما القبور التي عليها مطرزات وشرائط بيضاء فهي لفتيات في ريعان شبابهن.

وبعض شواهد القبور تحمل قمصان أندية كرة القدم، للدلالة على الفريق الذي كان يشجعه المتوفى وتعلّقه به، في حين حرصت بعض الأسر على ربط غطاء الرأس (الحجاب) على شواهد قبور أقاربهن من النساء، وأسر أخرى غطت قبور أقربائها بسجادة الصلاة الخاصة بهم.

أما قبور الأطفال فترافقهم ألعابهم وكتبهم وقطع الحلويات التي كانوا متعلقين بها في حياتهم، فيما قبور أخرى باتت تستظل بأغصان الزيتون والزهور.

ويبقى اللون الأحمر للعلم التركي هو الأكثر انتشارا على مقابر ضحايا الزلزال، ما يعكس حب المتوفى لوطنه.

ويواظب الأتراك والسوريون، بعد شهر من وقوع الكارثة على زيارة قبور أحبائهم.

ويتولى الأئمة المبتعثون من قبل رئاسة الشؤون الدينية التركية، على قراءة آيات من القرآن الكريم والدعاء للمتوفين رفقة ذويهم.

(الأناضول)

المساهمون