شلل الأطفال إلى ارتفاع في باكستان.. وإصابة أولى في الولايات المتحدة منذ عقد

23 يوليو 2022
القائمون على التحصين ضدّ شلل الأطفال يواجهون مخاطر في باكستان (رضوان تاباسوم/ فرانس برس)
+ الخط -

أعلن مسؤولون باكستانيون أنّ عدد الإصابات بشلل الأطفال في باكستان ارتفع هذا العام إلى 13، بعد تسجيل إصابة إضافية أمس الجمعة. يأتي ذلك في وقت تحاول فيه الدولة الواقعة في جنوب آسيا احتواء مرضٍ اختفى في الغالب من بلدان أخرى. كذلك سُجّلت إصابة أولى في الولايات المتحدة الأميركية بعد نحو عقد من رصد الحالة الأخيرة فيها.

وأفادت وزارة الصحة الباكستانية بأنّ أحدث إصابة بشلل الأطفال رُصدت في إقليم خيبر بختونخوا بشمال غرب البلاد، لدى طفل ذكر يبلغ من العمر 18 شهراً ويعاني بحسب التقارير من نقص التغذية. أمّا الحالات السابقة فقد سُجّلت في وزيرستان الشمالية التي كانت في السابق منطقة غير خاضعة لحكم القانون تحت سيطرة جماعة طالبان الباكستانية قبل أن يشنّ الجيش عمليات عسكرية ضدّ الجماعة في عام 2014.

وأوضح مسؤولون في إدارة الصحة بإقليم خيبر بختونخوا لوكالة رويترز أنّ "هذه الحالة الأولى من شلل الأطفال التي تُسجَّل في خارج منطقة وزيرستان الشمالية حيث ما زال القائمون على عملية التحصين (ضدّ هذا المرض) يواجهون تحديات خطرة في الوصول إلى الأطفال بسبب مقاومة الزعماء الدينيين المحليين ورفض الآباء اللقاحات". وفي الشهر الماضي، قُتل مسؤول في حملة التحصين واثنان من رجال الشرطة بالرصاص، في خلال حملة للتحصين ضدّ شلل الأطفال في هذا الإقليم.

من جهة أخرى، أعلنت وزارة الصحة في ولاية نيويورك الأميركية، أوّل من أمس الخميس، أنّ شخصاً بالغاً من سكان إحدى ضواحي مدينة نيويورك شُخّص بشلل الأطفال بعد أن أصيب بضعف وشلل قبل شهر، وهي الإصابة الأولى المؤكدة بالمرض في البلاد منذ عشرة أعوام تقريباً، تحديداً في عام 2013.

ولفتت الوزارة، في بيان، إلى أنّ الإصابة التي رُصدت في مقاطعة روكلاند، بهذا الفيروس شديد العدوى، ربّما يكون مصدرها من خارج الولايات المتحدة الأميركية. وقالت المفوضة الصحية لمقاطعة روكلاند باتريشيا شنابيل في بيان: "نتابع الموقف عن كثب ونعمل مع وزارة الصحة في ولاية نيويورك والمركز الأميركي لمكافحة الأمراض والوقاية منها "سي دي سي" للتصدّي لهذه القضية الطارئة المتعلقة بالصحة العامة، بهدف حماية صحة وسلامة سكان المقاطعة".

صحة
التحديثات الحية

وأضافت شنابيل أنّ المصاب لم يتلقّ تحصيناً ضدّ شلل الأطفال، والتحليل الذي أجراه خبراء الصحة توصّل إلى أنّ الإصابة مصدرها سلالة ضعيفة من الفيروس تُستخدَم في لقاحات شلل الأطفال التي تؤخذ عن طريق الفم في خارج الولايات المتحدة الأميركية. ولأنّه من الممكن أن يتسبّب ذلك في العدوى في بعض الأحيان، أُوقف استخدامها محلياً في عام 2000.

وتابعت شنابيل أنّه لم يتّضح بعد كيفية ومكان تعرّض المريض للعدوى. لكنّ صحيفة ذا نيويورك تايمز نقلت عن مسؤولين محليّين، أنّ الرجل المصاب عضو في جالية اليهود الأرثوذكس التي كانت مركز تفشّ لمرض الحصبة في عامَي 2018 و2019، علماً أنّ معدّلات عمليات التحصين منخفضة نسبياً بين المنتمين إلى هذه الجالية. وأشار المركز الأميركي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، الذي أكّد الحالة، إلى عدم تسجيل أيّ إصابة بشلل الأطفال منشأها الولايات المتحدة منذ عام 1979. أضاف المركز أنّ الإصابة الأخيرة المعروفة بشلل الأطفال في البلاد تبيّن أنّ مصدرها لقاح فموي، وذلك في عام 2013.

وذكر المركز أنّ شلل الأطفال لا يكون مصحوباً بأعراض في العادة، لكنّه من الممكن أن يتسبّب في أعراض تشبه الإنفلونزا مثل التهاب الحلق والحمّى والتعب والغثيان. وفي نسبة صغيرة من الحالات، يهاجم شلل الأطفال الجهاز العصبي ويمكن أن يسبّب شللاً لا يمكن علاجه. ويمكن منع العدوى عن طريق التحصين، إذ يُنسب الفضل في الانخفاض الكبير في عدد الحالات في كلّ أنحاء العالم في العقود الأخيرة إلى حملات التحصين الوطنية والإقليمية المكثّفة للرضّع والأطفال.

(رويترز)

المساهمون