تستهدف مخططات إسرائيلية مصادرة ما تبقى من أراضي فلسطينيي الداخل من أهالي بلدة طمرة في الجليل الغربي، إذ يهدد شبح المصادرة 2000 دونم، ويهدد مخطط مشروع تحلية مياه بمصادرة 300 دونم، كما يهدد مخطط لمشروع دفن خط للغاز 305 دونمات في طمرة.
ونظمت وقفة احتجاجية، أمس الإثنين، أمام مكاتب لجنة التخطيط في القدس، شارك فيها أصحاب الأراضي المهددة بالمصادرة، وأعضاء من لجنة الدفاع عن الأراضي الزراعية بالبلدة، وحمل المشاركون لافتات تندد بمصادرة أراضيهم، والمطالبة بنقل مسار الطريق المخطط له إلى الأراضي المملوكة للحكومة في خارج طمرة.
ويقطن بلدة طمرة بالجليل الغربي 35 ألف فلسطيني، ويعيشون على نحو 24 ألف دونم، وتتميز البلدة باعتمادها على الزراعة كمصدر رزق لمئات العائلات، على خلاف غالبية البلدات والقرى العربية بالداخل الفلسطيني.
وقال المحامي نضال عثمان، نائب رئيس بلدية طمرة: "هناك عدة مخططات تستهدف البلدة، فهناك 2000 دونم مهددة بالمصادرة في غرب طمرة لصالح (شارع 6) والذي يسمى (عابر إسرائيل)، والذي سيحد من التطوير المستقبلي للبلدة، والضرر ليس فقط لأصحاب الأراضي الزراعية، بل هو ضرر عام. الطريق سيبتر أجزاء من الأراضي رغم أن هناك أراضي حكومية قريبة تمت مصادرتها في الماضي، وبالإمكان التخطيط عليها بدلا من استهداف أراضي الفلسطينيين. يخططون لاستهداف أراضي الفلسطينيين بالداخل للقضاء بشكل كامل على أراضيهم، وبالتالي عدم تطوير بلدتنا".
صبحي ذياب، عضو لجنة الدفاع عن أراضي المزارعين، وهو صاحب أرض مساحتها 17 دونما مهددة بالمصادرة ورثها عن أجداده، يقول: "الأرض تقع غرب طمرة، وقسم منها فيه شجر زيتون، وقسم آخر أزرع فيه خضروات موسمية. أزرع الأرض منذ سنة 1973، وهي بالنسبة لي بيت كبرت وترعرعت فيه، ومصدر رزق. أنا معلم، ومنذ التقاعد أعمل في الزراعة، وأتواجد في الأرض كل يوم".
وأضاف ذياب: "لا أقبل بتعويض أرض مقابل أرضي. هذا مستحيل، فهذه أرض الآباء والأجداد، وهذا نهج حياة ثابت. سنستمر بالنضال من أجل تغيير مسار المخطط، وهناك مسلك بديل لإقامة مخطط (عابر 6) من دون مصادرة أراضينا. الأرض هي مصدر الرزق الأساسي لي ولأشقائي، وهي تقع بجانب (كيبوتس أفك)".
من جهته، قال محامي المزارعين في بلدية طمرة، قيس ناصر: "مخطط شارع عابر إسرائيل سيصادر 2000 دونم من أراضي طمرة، منها 420 دونماً ستدخل في مسار الشارع، والبقية بمحاذاة الأرض سيتم بترها، وستكون أرضاً يُمنَع البناء أو الزراعة فيها وفق القانون. قمنا بتقديم اعتراض مفصل أمس، في لجنة التخطيط والبناء في القدس، واقترحنا مسارا جديدا للشارع لإبعاده عن غرب طمرة، ليشمل أراضي في ملكية الدولة، وتقرر تعيين مخطط لتقييم الوضع".
أما مشروع تحلية المياه، فينطلق قرب مدينة نهريا، ويتوغل في الأراضي العربية شرقاً، وترفض السلطات الإسرائيلية أيّ مخططات بديلة، وسيؤدي المشروع إلى مصادرة مئات الدونمات من الأراضي التي يملكها العرب الفلسطينيون، وستمرّ أنابيب المياه في أراضٍ يملكها العرب في بلدات شفاعمرو، وطمرة، والمكر والجديدة.