استنكر سوريون استئناف المفاوضات الأممية بشأن المساعدات الإنسانية مع النظام السوري، الذي قتلهم وهجّرهم من ديارهم، مطالبين بدخولها عبر معبر باب الهوى مباشرة.
وشهد عام 2023 انخفاضاً متتالياً لكمية المساعدات الإنسانية العابرة للحدود والواصلة إلى مناطق سيطرة المعارضة السورية، وربما لم تكن لتتجدد لولا الزلزال الذي ضرب المنطقة في السادس من فبراير/ شباط الماضي.
المساعدات الإنسانية على طاولة المشاورات
وقبل أيام كانت الأمم المتحدة قد أعلنت عن البدء بمشاورات جديدة مع نظام الأسد لإعادة تجديد دخول المساعدات الإنسانية عبر المعابر الحدودية وخاصة مع دخول فصل الشتاء، في ظل وضع إنساني صعب للغاية في شمال غربي سورية وخاصة المخيمات العشوائية التي تعاني من فقدان أبسط مقومات الحياة.
مدير مخيم حي الجامعة على أطراف مدينة إدلب، سيار شهاب، قال لـ "العربي الجديد"، إنّه خلال "عام 2023 كانت المساعدات مقبولة نوعاً ما ولكن توقفها سيكون كارثة حقيقية، لكن ليس من المعقول الاستمرار في إجراء مفاوضات أممية مع النظام الذي قتل السوريين وهجّرهم، هذه رسالتنا للدول الداعمة للأمم المتحدة".
بدوره، أفاد مربي الأغنام المهجر من ريف حماة كلال بلعاس، في حديث لـ "العربي الجديد"، أنه "عندما كنت في بلدتي لم أكن بحاجة للمساعدات، عندما هجرت خرجت ومعي 200 رأسا من الغنم، والآن بسبب ضيق الحال وقلة المساعدات تبقى لدي 20 رأساً من الغنم فقط، لا حل لوضعنا الآن إلا باستمرار المساعدات بشكل جيد أو العودة لديارنا حيث رزقنا وزراعتنا".أما النازحة فوزية الحمد التي تعيش في المخيم وقد تعرضت لإصابة بشظية في ساقها منذ حوالي شهرين بسبب قصف مدفعي من قبل قوات النظام السوري تقول لـ "العربي الجديد"، في "هذا العام كانت المساعدات شحيحة جداً ولا تكفينا، وفي حال توقفت العام المقبل سيكون الوضع سيئاً للغاية، لا يمكن للنظام السوري المجرم أن يفاوض لأجلنا وإنما نطالب بدخول المساعدات عبر معبر باب الهوى مباشرة، فوق إصابتي أعاني من العديد من الأمراض المزمنة وأنا بأمس الحاجة للأدوية خاصة غير المتوفرة في المراكز الصحية المجانية".
وكان فريق "منسقو استجابة سورية" قد أشار في تقرير صدر عنه الخميس، إلى أن حركة العمليات الإنسانية المعمول بها حالياً ضمن معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا بريف إدلب الشمالي، ستنتهي بعد أسبوعين تقريباً، في حين تنتهي صلاحية المعابر الأخرى (باب السلامة، الراعي) بريف حلب الشمالي، شمال سورية، في منتصف فبراير/شباط القادم 2024.
وأكد الفريق، أن عام 2023 شهد انخفاضاً لكمية المساعدات الإنسانية الواردة عبر الحدود، على الرغم من الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة في السادس من فبراير/شباط الماضي. موضحاً أن كمية المساعدات الأممية التي وصلت عبر المعابر عقب الزلزال بلغت 4,922 شاحنة موزعة على: (3933 شاحنة من معبر باب الهوى، و889 شاحنة من معبر باب السلامة، و100 شاحنة من معبر الراعي)، شمال سورية.