استمع إلى الملخص
- مديرية صحة إدلب و"ميد غلوبال" تعملان على تطوير الخدمات الطبية بجلب أطباء دوليين لإجراء عمليات جراحية معقدة، مع التأكيد على أهمية الدعم الدولي للمنطقة.
- "ميد غلوبال" نظمت البعثة الطبية الرابعة إلى مناطق النزاع، مع التركيز على تبادل الخبرات وتنفيذ عمليات جراحية بالتعاون مع الأطباء المحليين، وتخطط لتوسيع نطاق هذه البعثات.
زار وفد من الأطباء العرب والأجانب، السبت، إدلب السورية، بهدف الاطلاع على واقع القطاع الصحي في المنطقة المنكوبة، إضافة إلى تقييم الأوضاع الصحية والاحتياجات الطبية للسكان في المنطقة. وجاءت الزيارة في وقت حساس حيث يواجه القطاع الصحي تحديات كبيرة نتيجة تراجع التمويل وخروج عدد من المنشآت الصحية عن الخدمة، بالإضافة إلى التهديد الذي يلاحق 112 منشأة صحية بالإغلاق بسبب تراجع التمويل.
وتعمل مديرية صحة إدلب على تطوير واقع العمل الصحي وتحسين الخدمات الطبية للسكان من خلال التواصل مع أطباء خارج سورية، والتنسيق معهم لزيارة المنطقة وإجراء عمليات جراحية نوعية منقذة للحياة، وتقدم هذه الوفود الدعم الطبي المباشر. كما تأتي هذه الخطوة جزءاً من جهود تعزيز التعاون الطبي في المنطقة مع منظمات وجهات طبية دولية لضمان تطوير القطاع والخدمات الصحية فيها.
حسن علي، مدير المشاركة المجتمعية والشراكات الدولية في منظمة "ميد غلوبال"، والذي قدم من مكتب المنظمة في أميركا، قال لـ"العربي الجديد": "معنا أطباء من كندا وبريطانيا وأميركا في تخصصات جراحة القلب والتخصصات العامة. التقينا هنا العديد من مسؤولي الإدارات الصحية في الشمال السوري، واستمعنا لبعض المقترحات والرسائل الهامة واحتياجاتهم في الوقت القريب. وأجرينا زيارات ميدانية للعديد من مخيمات النازحين والتقينا الأطباء العاملين ومقدمي الرعاية العاملين مع المنظمة. أيضًا، التقينا مواطنين لتقديم خدمات طبية أكثر نوعية".
وأضاف علي: "التجربة مهمة جدًا لي في هذا التوقيت، الأنظار تتجه نحو غزة، وهذا من شأنه أن يقلل الدعم عن الأماكن المنكوبة الأخرى. نعمل هناك منذ ما قبل الحرب ونرسل بعثات طبية، لكن نقول أيضًا إن المعاناة لا تزال هنا في الشمال السوري، والآلاف من الأسر تعاني من مشاكل كبيرة هنا، وإن لم نستطع أن نطور هذ،ا فهناك مشكلة". وأردف: "بحسب خبراتي وعملي مع الجالية السورية، أعرف الكثير عن سورية والمعاناة السورية، لكن ليس من رأى كمن سمع. رؤية الأزمة من الداخل مختلفة تمامًا، هناك عجز كبير في تقديم الرعاية. الشعب السوري كله أمل ويحب الحياة رغم المعاناة والصعوبات، ويجب على المجتمع الدولي الوقوف معه".
ويشير أنس بربور، وهو مدير مكتب تركيا لمنظمة "ميد غلوبال"، إلى أن هذه المهمة التي يقوم بها الأطباء في إدلب تُعتبر البعثة الطبية الرابعة التي تقوم بها المنظمة إلى مناطق نزاع مختلفة حول العالم. ويلفت، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى أن المنظمة بدأت بتنسيق مثل هذه البعثات الطبية إلى شمال غرب سورية بعد مأساة زلزال فبراير/شباط 2023، وذلك بالتنسيق مع السلطات الصحية في المنطقة، والمنظمات الطبية المعنية.
وأوضح بربور أنهم عندما أعلنوا عن البعثة في الدول المعنية، تقدم الكثير من الأطباء الأميركيين والبريطانيين والكنديين للمشاركة فيها، لكنهم في المنظمة كانوا قد حددوا الاختصاصات المطلوبة، وذلك بعد التواصل والاستفسار من مسؤولي النقاط الطبية ومدراء المشافي في شمال غرب سورية لمعرفة احتياجاتهم، ثم اختير المشاركون وأُتمّت الإجراءات اللازمة لدخولهم إلى سورية، لا سيما بالتنسيق مع السلطات التركية.
وعن أهمية مثل هذه البعثات الطبية، يشير بربور إلى أن "الجانب الأهم يكمن في تبادل الخبرات بين الأطباء المشاركين والأطباء المقيمين في البلاد، بالإضافة إلى تنفيذ بعض العمليات المعقدة، وتعليم الأطباء السوريين على إجرائها. كما يستفيد الأطباء المشاركون في البعثة من خبرة الأطباء السوريين في التعامل مع الحالات الحرجة طوال 13 عامًا من الحرب". ولفت بربور إلى أن وجود البعثة في سورية استمر ستة أيام، وخلالها أجرى الأطباء المشاركون العديد من العمليات المعقدة. وأضاف: "سنعمل على استمرار دخول مثل هذه البعثات في الفترات المقبلة، على أن تكون مدة إقامتهم في إدلب أطول من الفترة التي كانت حاليًا، مع السعي لأن تكون عمليات تدريب الكوادر الطبية جزءًا من هذه البعثات".
يشار إلى أنه في نهاية إبريل/نيسان الماضي، توقفت 77 منشأة صحية عن العمل، من بينها 17 مشفى متخصصا في النسائية والأطفال. وباتت 112 منشأة صحية في إدلب، بين مركز رعاية أولية ومركز تخصصي ومشفى، مهددة بتوقف خدماتها نتيجة توقف الدعم بحلول نهاية يونيو/حزيران، وتلك المنشآت تخدم نحو ثلاثة ملايين نسمة، نصفهم من سكان المخيمات النازحين والمهجرين قسراً، ومن بين هؤلاء 130 ألف امرأة ستفقد خدمات الصحة الإنجابية.