سجلت المستشفيات الجامعية في سورية زيادة في عدد المراجعين من مرضى السرطان بنسبة 10 في المائة، خلال الأشهر التسعة الماضية، بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، في وقت تعاني من نقص في بعض أصناف الأدوية.
ويقول مصدر مسؤول في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، كما تنقل عنه صحيفة "الوطن" المقربة من النظام السوري، إنه يلاحظ ازدياد مرضى السرطان لدى مستشفى البيروني الجامعي وقسم الأورام في مستشفى تشرين الجامعي.
ويوضح أن الوزارة تتابع القضية مع إدارة مستشفى البيروني الجامعي والمعنيين في وزارة الاقتصاد، من أجل تأمين كل الأدوية الضرورية للمستشفيات. ويضيف أن العلاج بالأشعة مؤمّن بشكل كامل، لكن الجرعات الكيميائية تتطلب بعض الأدوية التي تكون غير متوفرة بسبب ازدياد الحالات المرضية وتأخر استيرادها، مشيراً إلى وجود متابعة من المستشفى لتأمين الأدوية اللازمة.
وتقول لبنى.ع (33 عاماً)، وهي موظفة وأم لثلاثة أطفال، لـ"العربي الجديد": "لدى إصابتي بمرض السرطان، لجأت إلى مستشفى خاص. إلا أن كلفة جلسة العلاج ارتفعت من 500 ألف ليرة سورية (سعر صرف الدولار الأميركي الواحد نحو 3400 ليرة)، إلى أكثر من 1,5 مليون ليرة، ما أجبرني على اللجوء إلى مستشفى البيروني الجامعي، لتبدأ رحلة عذاب جديدة".
تتابع: "ما يزيد من معاناتي هو ارتفاع بدل المواصلات والانتظار الطويل قبل الدخول إلى عيادة الطبيب وإجراء التحاليل والصور، من جراء أعداد المراجعين الكبيرة. والمشكلة الكبرى هي عدم توفر بعض الأدوية الخاصة بجلسات العلاج الكيميائي، ما يضطرنا إلى شرائه من السوق بمبالغ مالية كبيرة جداً".
من جهته، يقول مدير الهيئة العامة لمستشفى البيروني، إيهاب النقري، إن "موضوع تأمين بعض الأدوية الخاصة بالجرعات الكيميائية ضمن الاهتمام والمتابعة، علماً أن الجرعات مستمرة في المستشفى، وإن كان هناك نقص في بعض أصناف الأدوية".
ويتحدث النقري عن وجود زيادة مراجعي مرضى السرطان في المستشفى بنسبة 10 في المائة، خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، عازياً السبب إلى "حالة الاستقرار وتحسن الطرقات، ما زاد من أعداد المراجعين. يضاف إلى ما سبق، توفر العلاجات مجاناً في المستشفى مع اختلاف التكاليف بين المحافظات".
يضيف أن "نسبة لا بأس بها من الأدوية متوفرة للجرعات الكيميائية، وأي نقص حاصل تتم متابعة تأمينه بالتنسيق مع المعنيين، بما ينعكس إيجاباً على عمل المستشفى والمرضى في نهاية المطاف".
ويشير النقري إلى استقبال 7830 مريضاً من المقبولين الجدد في المستشفى خلال الفترة ذاتها، موضحاً أن عدد مراجعي العيادات الخارجية، منذ بداية العام وحتى نهاية سبتمبر/أيلول، بلغ 97430 مراجعاً. كما سجل المستشفى 73 حالة وفاة، في حين بلغ عدد التحاليل المخبرية 390680 تحليلاً، وعدد الجلسات الكيميائية داخل المستشفى 46224، وعدد المرضى الحاصلين على دواء 25888، وعدد جلسات العلاج بالأشعة 95207، وعدد حالات تخطيط القلب 1595.
وكان "العربي الجديد" قد نشر، في الرابع والعشرين من شهر سبتمبر/أيلول الماضي، تقريراً حول معاناة مرضى السرطان في سورية، ونقل شكاوى مرضى السرطان في سورية عن واقع علاجهم، بسبب نقص الأدوية والكادر الطبي في القطاع العام، والتكاليف المالية الكبيرة في القطاع الخاص، في ما يخصّ الأدوية والمستلزمات الطبية، بالإضافة إلى أجور مقدّمي الرعاية الطبية من ممرّضين وأطباء.
يشار إلى أن عدد الأسرّة والكراسي في المستشفى يبلغ 610، إضافة إلى 9 غرف عمليات، وغرفة عناية مشددة، و16 سرير عناية مشددة، و4 مختبرات، مع وجود 67 طبيباً، سواء أكانوا أعضاء في هيئة تدريسية أو موظفين، بالإضافة إلى 411 ممرضاً وممرضة.
وكان مدير الأمراض السارية في وزارة الصحة التابعة لحكومة النظام، جمال خميس، قد أعلن، منتصف العام الجاري، أنّ عدد المصابين بالسرطان عام 2020 بلغ 17 ألفاً و300 مريض، موضحاً أنّ معدّل الإصابة بالسرطان بلغ 90 حالة لكلّ 100 ألف من السكان، وهو عدد قريب من الأرقام المسجّلة في دول الجوار، فيما تُسجَّل وفاة واحدة بسبب السرطان من بين كلّ ستّ وفيات في سورية. وأضاف خميس أنّ أكثر أنواع السرطان شيوعاً لدى النساء هو سرطان الثدي، فيما سرطان الرئة الأكثر شيوعاً لدى الرجال.
وكانت الوكالة الدولية لبحوث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية قد أفادت، في تقرير لها أصدرته في سبتمبر/أيلول عام 2018، بأنّ "سورية احتلّت المركز الخامس من بين دول غرب آسيا في عدد الإصابات بأمراض السرطان قياساً بعدد السكان، وثمّة 196 شخصاً مصاباً بالسرطان من بين كلّ 100 ألف سوري، و105 وفيات من بين كلّ 100 ألف".