سورية: مخيم سبينة للاجئين الفلسطينيين بلا مياه

03 ديسمبر 2022
تواجه وعائلتها أزمة مياه (عز الدين قاسم/ الأناضول)
+ الخط -

يتشارك اللاجئون الفلسطينيون في سورية المشاكل الخدماتية ذاتها في عموم المخيمات التي يقيمون فيها، ومن بين المخيمات الأشد إهمالاً لناحية الخدمات وتوفير المياه مخيم السبينة بمحافظة ريف دمشق. 

يتوسط المخيم بلدة السبينة على بعد 14 كيلومتراً جنوب دمشق، وقد أقيم على مساحة 27 ألف متر مربع على أرض مستأجرة من قبل المؤسسة العامة للاجئين الفلسطينيين. وأنشأ المخيم رسمياً عام 1968، وقدر عدد سكانه قبل عام 2011 بنحو 22 ألف شخص. 

في الوقت الحالي، تحولت مشكلة المياه إلى أزمة للمقيمين في المخيم. فتأمينها بات صعباً، ناهيك عن السبب الحقيقي لأزمة المياه وهي الكهرباء. وتمدّ شبكة جهزها النظام المخيم بالمياه، كما يوضح مدير الإعلام في "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية" فايز أبو عيد.

ويقول لـ "العربي الجديد": "المخيم لديه شبكة مياه من الدولة، لكن المشكلة تكمن في انقطاع الكهرباء لمدة 22 ساعة في اليوم عن المخيم ويزيد عدد الساعات أيضاً في بعض الأيام، وهذا الأمر يؤثر على مضخات المياه والتغذية الأساسية للخزان الرئيسي في مخيم السبينة".

وحالياً، وبحسب الإحصائيات غير الرسمية، يقيم في المخيم حوالي 10 آلاف شخص، ولا توجد إحصائيات رسمية عن عدد سكانه، بحسب أبو عيد. 

ويشير إلى وجود مصادر أهلية للحصول على المياه مثل الآبار، مضيفاً: "يعتمد الناس على شراء المياه من الصهاريج التي تعود لباعة جوالين، لكن المشكلة الأساسية تتمثل في ارتفاع أسعار صهاريج المياه، الأمر الذي يزيد العبء". يتابع: "وردتنا شكاوى من سكان المخيم تؤكد أن المياه سيئة للغاية وتختلط بالمياه الآسنة على الرغم من أن أهالي مخيم السبينة قدموا شكاوى للجهات المختصة ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (أونروا)، إلا أن شكواهم ذهبت أدراج الرياح".

ويضطر أحمد أبو يامن إلى قطع مسافة بعيدة عن بيته في المخيم بهدف ملء أوان بلاستيكية لديه بالمياه. ويقول لـ "العربي الجديد" إنّ "هذه العملية تكون يومية أو شبه يومية بحسب استهلاك عائلته لمياه الشرب. أما مياه الاستخدام المنزلي، فيحصل عليها من الصهريج"، مؤكداً أنه "يحرص على تقنين استخدام مياه الشرب أو الغسيل".   

كما يستخدم دراجته لنقل مستوعبات المياه التي يملؤها من نقطة قريبة من المخيم. ويقول: "أحياناً، يستمر انقطاع المياه داخل المخيم لمدة أسبوعين، والكهرباء بأحسن الأحوال تصل إلينا ساعتين أو ساعتين ونصف الساعة في اليوم بشكل متقطع. لا مكان آخر أفضل نذهب إليه. غالبية سكان المخيم الأصليين غادروه. واليوم يقيم فيه نازحون من الحجر الأسود وباقي المخيمات. الخدمات سيئة داخل المخيم حتى قبل الثورة، وأزقته التي لا يتجاوز عرضها المتر تؤكد ذلك".

ونقلت "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية"، في تقرير صدر عنها اليوم السبت، عن أحد سكان المخيم قوله إنّ "المياه تصل إلى المنازل مرة كل أسبوعين بمعدل ساعة إلى ساعة ونصف الساعة في أحسن أحوالها، وهذا لا يكفي لتلبية احتياجات أسرة مكونة من شخصين فقط".

وكان سكان المخيم قد أطلقوا العديد من المناشدات لتحسين أوضاعهم المعيشية، وتأهيل البنى التحتية من مياه وكهرباء، وفق تقرير المجموعة. 

المساهمون