سورية: قلة الكتب المدرسية عقبة جديدة أمام طلاب إدلب

26 أكتوبر 2023
الكتب المدرسية مهمة لطلاب المرحلة الابتدائية (محمد سعيد/ الأناضول)
+ الخط -

تعدّ قلة الكتب المدرسية من أهم المعوقات التي تعترض سبيل العملية التعليمية في مدينة إدلب شمالي سورية، فمعظم طلاب المرحلة الابتدائية لم يحصلوا على نسخ كاملة من الكتب أو يتوفرون على كتب مهترئة ينبغي استبدالها.

على إحدى مجموعات الواتساب الخدمية أرسل الأب محمد الخليل رسالة يستفسر فيها عن مكان يمكن أن يجد فيه كتب منهاج الصف الثاني الابتدائي في مدينة إدلب شمال سورية، وتوالت الإجابات عن سؤاله، بين إرشاده إلى إحدى المكتبات ونصحه بالطباعة توفيراً للمال، فيما طلب منه آخرون الانتظار قليلا على أمل أن توزع الكتب على الطلاب في أقرب فرصة.

يقول محمد لـ"العربي الجديد"، إن المشكلة الكبرى تكمن في الصفوف الأولى، إذ يعتبر الكتاب المدرسي مهما لأن الطالب يحل الواجبات عليه، والدفعات التي سُلمت من الكتب جميعها قديمة ونماذجها محلولة، الأمر الذي يدفع الأهل لتحمل عناء مسح الحلول القديمة حتى يتمكن الطالب من إعادة الحل من جديد وفي كثير من الأحيان تتمزق صفحات الكتاب نتيجة المسح أكثر من مرة.

ويضيف "النسخة التي استلمها ولدي قديمة وناقصة، ولا يمكن لطفل في عمره أن يستعين كل يوم بكتب زملائه، الأمر الذي دفعني للبحث عن نسخة بديلة سواء عبر الشراء من إحدى المكاتب التي تقدم مثل هذه الخدمات أو عبر تصوير إحدى النسخ الجيدة، لكن المشكلة أن حجم الكتاب قد يختلف عن الحجم الطبيعي وتختلف جودة الورق والألوان، إلا أننا مضطرون لذلك".

وكانت معاناة سناء الشيخ أكبر. فطفلاها في الصفين الثاني والثالث الابتدائي، وفي كل يوم عندها مهمة إجراء عدة اتصالات لتصحيح النقص الموجود في كتب أطفالها، تقول سناء لـ"العربي الجديد" في كل يوم أمضي أكثر من ساعة مع أطفالي حتى أتمكن من العثور على صور للواجبات المطلوبة منهم عبر طلبها من أهالي زملائهم ممن يملكون المنهاج كاملاً، ثم أقوم بإملاء الواجب على الأطفال حتى يقوموا بكتابته على الدفتر.

تضيف سناء، أعيش على الوعود وتحدثت إلى مدرسات أطفالي عدة مرات، لكن في كل مرة كنت أتلقى وعوداً بحل المشكلة ولم يتم حلها حتى اللحظة، فمشكلة النقص ليست لدى أطفالي فقط، بل عند غالب الطلاب.

وتوضح أن إحدى المدرسات أخبرتها أن جميع النسخ المتوفرة في المدرسة تالفة وقديمة ولم يوزع حتى الآن أي نسخة جديدة، وتجد سناء أن شراءها للكتب على نفقتها الخاصة قد يكلفها أكثر من 200 ليرة تركية للنسخة وهو أمر مرهق للعائلة.

تعيش سناء وغيرها من الأهالي على أمل الحصول على نسخ المنهاج الجديدة في القريب العاجل، فالمتابعة بهذا الشكل مرهقة للأهل وقد تؤدي لتراجع المستوى الدراسي للطالب نتيجة ابتعاده عن الكتب بشكل كامل، ويأمل من التقيناهم من الأهالي أن تُحل هذه المشكلة في أقرب وقت.

المساهمون