سورية: طرق إدلب المتهالكة معاناة مستمرة للسائقين

17 أكتوبر 2023
تدهور طرق إدلب يتضاعف مع اقتراب موسم الشتاء (عز الدين قاسم/ الأناضول)
+ الخط -

عند كل عبور لمحمد سعيد زينو على بعض طرق مدينة إدلب الفرعية، شمال غربيّ سورية، يخفض سرعة سيارته لأدنى سرعة ممكنة، تجنباً لأي حفرة مفاجئة من الحفر الكثيرة التي باتت تنتشر على الطرق المتهالكة.

يقول زينو لـ"العربي الجديد": "بعض الطرق تحتاج للمشي فيها بشكل متعرج حتى تتجنب الحفر الكثيرة التي تشكل هواجس للسائقين، فتكرار العبور فوق هذه الحفر يؤدي إلى تهالك "دوزان السيارة"، وهو ما يكلف صاحب السيارة أكثر من مئة دولار".

وتابع زينو: "أحياناً نهرب من زحمة المدينة على الطرق الرئيسية، ونلجأ للطرق الفرعية، لكن وجود مثل هذه الحفر بات مرهقاً فعلاً، خشية الوقوع في حادث سير، وخصوصاً لمن يجهل الطريق، إذ يضطر أحياناً إلى الهرب من الوقوع في الحفرة عبر تغيير مساره فجأة، وهو ما يؤدي إلى حوادث حتمية إن كانت هناك آلية ثانية على المسار المقابل".

يضيف زينو: "في العام الماضي حدثت بعض الترميمات ضمن مدينة إدلب، إلا أنها لم تشمل المدينة كافة، واقتصرت على بعض الطرق، وحتى الطرق التي رُمِّمَت كانت سيئة، وتهالك الأسفلت فيها مجدداً".

تأثر المشاة والمركبات

من جانبه، يرى مصطفى العيدو، من أهالي مدينة إدلب، أن تهالك الطرق ينعكس أثره على المشاة والمركبات، قائلاً لـ"العربي الجديد": "مع قدوم فصل الشتاء وتساقط المطر، تتحول تلك الحفر إلى برك مياه مصغرة، ومرور عجلات السيارة على الحفرة يعني إغراق المشاه بالمياه، ما يجبر المارّة على السير مسافات أطول لتفادي المرور بهذه الطرقات والتلوث بمياهها".

والطرق الخارجية لا تبدو أفضل حالاً، فالعبور على الطريق الواصل ما بين قرية "ملس – أرمناز" غرب محافظة إدلب يعطيك صورة كاملة عن وضعها، بحسب عبادة الخليل، ابن بلدة ملس، الذي يقول لـ"العربي الجديد" إن هذا الطريق يعتبر من الطرق القديمة في المحافظة، وكان حاله جيداً، لكن أخيراً تهالك كثيراً نتيجة ازدحام حركة السير على الطريق، وبخاصة سيارات النقل الضخمة التي تحمل الحجارة من المناشر القريبة، ما أدى إلى تلف الأسفلت في نقاط كثير، وتشكل حفر انتشرت على مسافات واسعة في الطريق.

يضيف الخليل أن "هذه الطرقات تؤدي إلى تهالك قطع السيارات بشكل كبير نتيجة عبور السيارات مسرعة دون علمها بوجود الحفر، ما يؤدي إلى صدمة مضاعفة وخسارة أكبر لصاحب الآلية، كما تقع الحوادث بشكل متكرر على الطريق نتيجة التفاف السائقين فجأةً لتلافي إحدى الحفر، الأمر الذي يسبب الكثير من الحوادث المرورية".

وتابع: "منذ أيام رُمِّمَت مسافة بسيطة من الطريق لا تتجاوز 500 متر فقط، وهي غير كافية أبداً، فالحفر الموجودة في الطريق تحتل مسافات طويلة منه، ويجب ترميمها".

بدورها، تنفذ وزارة الإدارة المحلية في حكومة الإنقاذ التي تدير الجوانب الخدمية والإدارية في محافظة إدلب، عدة مشاريع توسعة طرقات وترميم، إلا أنها تركز في هذه الآونة على الطرق الحيوية مثل طريق "حارم – أرمناز" وطريق "حارم – سرمدا" وطريق باب الهوى، بينما لا تزال الطرق الفرعية والطرق بين البلدات الصغيرة مصدر معاناة للأهالي.

المساهمون