سورية: رفع رسوم التعليم الموازي إلى الضعف

27 اغسطس 2024
طالبان يدرسان الطب في سورية، 21 يناير 2023 (لؤي بشارة/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **قرار رفع الرسوم وأسبابه**: رفعت وزارة التعليم العالي في سورية رسوم التسجيل في التعليم الموازي بنسبة 100% للطلاب الجدد لعام 2024-2025 بسبب ارتفاع تكاليف التعليم، مع استثناء الطلاب القدامى. كما زادت رسوم التخصصات في الجامعات الخاصة بنسبة 50%.

- **تفاصيل الرسوم الجديدة**: تضاعفت رسوم التسجيل في كليات الطب والهندسة في التعليم الموازي، وارتفعت رسوم التخصصات في الجامعات الخاصة بنسب متفاوتة، مثل الطب البشري من 470 إلى 700 ألف ليرة.

- **ردود الفعل والاستياء الشعبي**: القرار أثار استياءً واسعاً بين الطلاب والمواطنين، الذين عبروا عن إحباطهم من زيادة الأعباء المالية في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة.

أصدرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في سورية، أمس الاثنين، قراراً يقضي برفع رسوم التسجيل في التعليم الموازي، بمفاضلة القبول الجامعي للطلاب المستجدين المفاضلين للعام الدراسي 2024-2025 بنسبة 100%. وتعزو الوزارة قرارها إلى ارتفاع أجور وتكاليف مستلزمات العملية التعليمية والامتحانات، موضحة أن الرسوم الجديدة لا يخضع لها طلاب السنوات السابقة، بل يحافظون على دفع الرسوم التي سجلوا على أساسها.

وكانت صحيفة "الوطن" شبه الرسمية قد نقلت، يوم أمس الاثنين، عن مصدر وصفته بـ"المطلع" في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أن سبب رفع رسوم التعليم الموازي، هو "ارتفاع أجور وتكاليف مستلزمات العملية التعليمية والامتحانية".

ويعتبر التعليم الموازي البديل الأخف حملاً على الطالب من الجامعات الخاصة، وجاء إقراره من أجل الطلاب الراغبين بفرع معين كالطب البشري، ولم يستطيعوا ذلك بسبب نقص درجة أو درجتين، فيتحقق حلم الطالب وتحقق الجامعة دخلاً مالياً معقولاً.

وعن تفاصيل القرار الجديد، فقد ارتفعت رسوم التسجيل لكليات الطب في التعليم الموازي من مليون و200 ألف ليرة سورية إلى مليونين و400 ألف ليرة (الدولار يساوي حوالي 13 ألف ليرة سورية). أما الفروع الهندسية، فقد ارتفع رسم تسجيلها من 900 ألف ليرة إلى مليون و800 ألف، والهندسة الزراعية والطب البيطري والعلوم الصحية من 700 ألف إلى مليون و400 ألف. أما بقية التخصصات، فارتفع رسمها من نصف مليون إلى مليون ليرة سورية.

وتُعرب الطالبة سمر.ح من السويداء، التي لم تحظ بالدرجة اللازمة للتسجيل في مفاضلة الطب في التعليم النظامي الرسمي، وقررت أن تسجل في مفاضلة التعليم الموازي، عن إحباطها بعدما سمعت القرار، موضحة أنه أشبه بوضع العصي في العجلات للطلاب الفقراء الذين أجبروا نتيجة ضياع علامة أو اثنتين على التقدم لمفاضلة التعليم الموازي. تضيف أنه لم يعد لدى الحكومة سياسة إلا الجباية ثم الجباية، متسائلة: "لماذا لا يفكرون بالطالب الذي يواجه حالة مادية صعبة؟".

وفي سياق متصل، رفعت الوزارة أيضاً رسوم التخصصات في الجامعات الخاصة للطلاب السوريين المقيمين بنسبة 50% تقريباً، وذلك للطلاب المستجدين فقط، باستثناء المسجلين في الأعوام السابقة، وقد ارتفع رسم الطب البشري من 470 إلى 700 ألف ليرة سورية، وطب الأسنان من 425 إلى 600 ألف ليرة سورية، والصيدلة من 375 إلى 500 ألف ليرة سورية، وشمل ارتفاع الأسعار كل الاختصاصات الأخرى. أما رسوم الطلاب السوريين غير المقيمين فقد ارتفعت من 170 إلى 190 دولاراً لساعة الطب البشري، ومن 150 إلى 170 دولاراً لطب الأسنان، فيما ارتفعت رسوم ساعة الصيدلة من 130 إلى 150 دولاراً.

ويقول الطالب أحمد. س من محافظة درعا، لـ"العربي الجديد"، إن مقرر الطب وفق ما علم من أحد أصدقائه 42 ساعة سنوياً، أي أن الرسوم السنوية تبلغ قرابة 30 مليون ليرة، ما يعني أنه بحاجة لما يعادل 12 ألف دولار لتغطية سنوات الدراسة كاملة، عدا عن مصاريف النقل وغير ذلك. يضيف أحمد أن الطالب في الجامعات الخاصة قد يحتاج لإتمام دراسته إلى أكثر من 24 ألف دولار أميركي.

والمفارقة أن قرار رفع الرسوم الجديد شمل الطلاب السوريين المقيمين وغير المقيمين، بينما استثنى الطلاب العرب والوافدين. وبقيت رسوم التسجيل لهؤلاء ثابتة عند 250 دولاراً لساعة الطب البشري، و200 لطب الأسنان، و175 دولاراً للصيدلة وباقي الاختصاصات.

ولاقى القرار استياء في الأوساط الشعبية. ويقول مهند حرب من محافظة السويداء، لـ"العربي الجديد": "يبدو أن الحكومة لا تريد لأحد أن يتعلم، بل إنها تحث الشباب على الهجرة خارج البلاد للعمل لأن من ليس باستطاعته الدفع فهو بنظرها لا يستحق التعلم، بل يجب عليه أن يذهب إلى العراق ولبنان وغيرهما من الدول، كي تستفيد من إيرادات الحوالات المالية". يتابع: "هذه الحكومة كالمنشار تأكل في جميع الاتجاهات".

ويتساءل مواطنون عن السبب وراء رفع الرسوم، وماهية "ارتفاع أجور وتكاليف مستلزمات العملية التعليمية والامتحانية" التي تتحدث عنها الوزارة. ويقول علي محمد من دمشق: "لماذا لا ترى الحكومة ارتفاع تكاليف المعيشة على المواطن بينما تراها على الخدمات؟ كل الخدمات ترتفع أسعارها في هذه البلاد إلا الرواتب وأجور العاملين والمواطنين".