فرضت قوات الأمن الداخلي "الأسايش"، المسؤولة عن ضبط الأمن في مخيم الهول في محافظة الحسكة، شمال شرقي سورية، حظرا للتجوّل خلال ساعات الليل، وذلك في إجراء يهدف إلى الحدّ من جرائم القتل المتصاعدة، ما جعل البعض يشبه المخيم بـ"السجن الكبير".
وينقسم مخيم الهول إلى قطاعات، تتقارب فيها الخيام من بعضها البعض، ويتوزع ساكنوه عليها. ففي القطاع الأول والثاني والثالث والسابع، تقطن العوائل العراقية التي ينتسب أفرادها إلى تنظيم "داعش"، أما العوائل السورية قتقطن في القطاعين الخامس والسادس والثامن، والقطاع الرابع يضم خليطا من العوائل العراقية والسورية، بينما فصلت الجهات المسؤولة عن المخيم النساء والأطفال من الدول الأجنبية، وخصصت لهم قسما.
ويتولى كل من "الأسايش"، وهو قوة أمنية تتبع لحزب الاتحاد الديمقراطي "YPG"، فرع حزب اتحاد العمال الكردستاني في سورية، وأحد مكونات "قسد"، بالإضافة إلى جهاز الاستخبارات التابع للإدارة الذاتية، ضبط الأمن في مخيم الهول.
ويرى عبد السلام، وهو إعلامي يقيم في الحسكة ومطلع على الواقع في مخيم الهول، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ حظر التجوّل للحد من جرائم القتل "لن يكون فعالا ما لم تكن هناك إجراءات على أرض الواقع تخفض معدل الجريمة في مخيم الهول"، مضيفا أن "الخيام متقاربة من بعضها، والمرافق فيها عامة يتشاركها الجميع".
وأوضح عبد السلام أن "مخيم الهول مشابه لحيّ عشوائي غير منظم، لا يمكن ضبط المقيمين فيه ومنعهم من ارتكاب الجرائم، فضلا عن أن قاطنيه يمكنهم التنقل خلال ساعات الليل، نظرا لطبيعته"، مشيرا إلى أن "الحل الوحيد للخلاص من أزمة جرائم القتل هو تفكيك المخيم".
وقبل خمسة أيام، قُتل ثلاثة أشخاص في المخيم، حيث بدأت قوات الأمن "الأسايش" بإجراءات تفتيش وسيّرت دوريات، ونفذت عدة عمليات اعتقال.
إعلامي: مخيم الهول مشابه لحيّ عشوائي غير منظم، لا يمكن ضبط المقيمين فيه ومنعهم من ارتكاب الجرائم، فضلاً عن أن قاطنيه يمكنهم التنقل خلال ساعات الليل، نظراً لطبيعته
ويوم الثلاثاء 16 نوفمبر/ تشرين الثاني، قتل لاجئ عراقي يدعى عايد دخيل الراشدي، ما زاد التوتر والخوف في مخيم الهول، بالتزامن مع حملة دهم واعتقالات داخل القسم الخامس منه، عثر على إثرها على أعلام لتنظيم "داعش" صنعت يدويا.
وأكدت مديرة منظمة "شمس" للتأهيل والتنمية نورا خليل، لـ"العربي الجديد"، أنّ الوضع في مخيم الهول "خطر للغاية"، مشيرة إلى أنّ "نحو 90 جريمة قتل ارتكبت داخله منذ عام 2021، غالبيتها من بين اللاجئين العراقيين".
ويطلب سكان مخيم الهول من العوائل السورية والعراقية تسهيل مغادرتهم إلى مناطقهم خوفا من جرائم القتل، حيث تتهم أم حمزة تنظيم "داعش" بارتكاب الجرائم داخل مخيم الهول وبث الرعب بين الناس، وذلك في تعليقات لها بمجموعة "فيسبوك" خاصة بالمخيم تحمل اسم "مآسي مخيم الهول".
وتشير الإحصائيات الأخيرة إلى أن مخيم الهول يضم 15650 عائلة، تتكون من 57516 فرداً، من بينهم 8049 عائلة عراقية، و5153 عائلة سورية، إضافة إلى 2448 عائلة من نساء وأطفال عناصر تنظيم "داعش" الأجانب، والذين يبلغ عددهم 8245 فرداً.