سورية: المعارك تجبر عائلات في ريف دير الزور على نزوح جديد

12 اغسطس 2024
النزوح يتجدد في دير الزور فراراً من المعارك، 6 سبتمبر 2023 (الأناضول)
+ الخط -

تشهد بعض قرى ريف دير الزور الشرقي وبلداته، شرق سورية، حركة نزوح للسكان، هي الأولى من نوعها منذ انتهاء سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي على المنطقة. جاءت هذه الحركة عقب العمليات العسكرية والمعارك بين فصائل تعمل تحت مسمى "مقاتلي العشائر" بدعم من النظام، و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد). حيث عمدت قوات النظام إلى قصف عدد من البلدات والقرى على الضفة الشرقية لنهر الفرات، التي تعرف محلياً بـ"الجزيرة" أثرت هذه المعارك على جوانب حياة المدنيين في المنطقة، والذين ما زالوا يعانون حتى بعد سنوات من انتهاء سيطرة التنظيم، مما أجبرهم على النزوح.

نزوح يهدد استقرار أهالي دير الزور

أوضح جاسم علاوي، أحد سكان بلدة أبو حمام، لـ"العربي الجديد" قائلاً: "بالنسبة لنا في الريف الشرقي لدير الزور، بصعوبة بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها مؤخراً، وذلك بدعم من أبناء المنطقة المغتربين الذين ينظمون العمل الإنساني عبر منظمات محلية"، حالة شبه الاستقرار لم تدم وفقاً لعلاوي حيث تقصف قوات النظام المنطقة بالمدفعية والصواريخ، منذ سنوات، قائلاً: "نخشى من قطع الطرق إذا اشتدت المعارك، واليوم، جراء القصف، قتلت امرأة، وأصيب شاب بجراح بالغة. حيث كان القصف همجياً على بلدتنا، وحالة الخوف تعم الجميع، صغاراً وكباراً".

ومن البلدات التي شهدت حركة نزوح: الكشكية، وأبو حمام، وصبيخان. كما تعرضت مدينة البصيرة لقصف مدفعي ثقيل، إضافة إلى البلدات السابقة، مما سبّب اندلاع حرائق، ووقوع إصابات، وأضراراً كبيرة في ممتلكات السكان.

بدوره، قال مالك الأحمد، أحد سكان مدينة البصيرة، لـ"العربي الجديد": "الوضع سيئ للغاية في المنطقة. تتعمد قوات النظام قصف المنازل بهدف قتل الناس. لا توجد سيارات إسعاف في المنطقة، وأي شخص يصاب يتم نقله بسيارات مدنية لتلقي العلاج في مشافي مدينة الرقة. المسافة بعيدة بين الرقة وريف دير الزور الشرقي. هذا القصف جاء في وقت بدأنا نشعر فيه بنوع من الاستقرار في المنطقة، وبدأنا نتعافى من القصف والدمار الذي تعرضت له المنطقة بسبب وجود تنظيم "داعش". الآن يتكرر الأمر ذاته، ونريد أن ننعم بنوع من الاستقرار والهدوء".

ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، سبّبت الاشتباكات في الريف الشرقي بدير الزور مقتل سيدة وجرح عشرة مدنيين آخرين، في بلدات وقرى الكشكية، والصبحة، وأبو حمام، وسويدان، بعد منتصف ليل الأحد – الاثنين. كما سبّب القصف اندلاع حرائق في الأراضي الزراعية وأضراراً مادية في منازل المدنيين، فضلاً عن حركة نزوح جماعية كبيرة للمدنيين من عدة مناطق في ريف دير الزور الشرقي.

عبد السلام أبو عواد تحدث عن الواقع الحالي في ريف دير الزور الشرقي، وقال لـ"العربي الجديد": "في الوقت الحالي لا يوجد ماء ولا كهرباء، محطة المياه في الصبحة توقفت بعد أن قصفتها قوات النظام، وهي المحطة الوحيدة في البلدة، ويعتمد عليها أكثر من 20 ألف شخص في توفير المياه. وفي حال استمر الوضع على ما هو عليه قد ننزح من جديد كما نزحنا خلال معارك "قسد" وتنظيم داعش".

وتجددت المعارك بين مقاتلي "العشائر" و"قسد" في المنطقة منذ السابع من أغسطس/آب الجاري، إذ شهدت المدن والبلدات القريبة من الضفة الغربية لنهر الفرات استهدافاً بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة والصواريخ من قبل قوات النظام على الطرف المقابل، ودفع سكانها إلى النزوح إلى أماكن أكثر أمناً بعيداً عن مناطق المعارك. 

المساهمون