سورية: القبض على عصابة تبتز النساء إلكترونياً في مدينة الباب

05 اغسطس 2023
سلطات الأمن بمدينة الباب تمكنت من ضبط المتهمين (أرشيف/Getty)
+ الخط -

ألقت سلطات الأمن في مدينة الباب السورية بالتعاون مع شرطة مارع القبض على أربعة أشخاص بتهمة الابتزاز الإلكتروني خلال عملية نوعية، وذلك بعد أن توارد عدد من البلاغات عن مجهولين ينفذون عمليات ابتزاز بحق الكثيرات بمدينة الباب والمدن المحيطة في منطقة ريف حلب الشمالي والشرقي، أمس الجمعة.

وقال النقيب سفيان الأحمد رئيس قسم الأمن الجنائي في مدينة الباب لـ"العربي الجديد"، إن قسم الأمن الجنائي تلقى العديد من البلاغات بخصوص عمليات ابتزاز وتهديد ضحيتها نساء للحصول على مقابل مادي أو علاقة جنسية أو الاثنين معاً، مشيراً إلى أنهم تابعوا الأمر بشكل سري، ليتوصلوا إلى حساب فيسبوك وهمي يحمل اسم حنين الحلبية وبنت إدلب، وهو الحساب ذاته الذي قام بتهديد وابتزاز العشرات من النساء.

وأضاف الأحمد أنه تم نصب كمين للوصول إلى المبتزين، حيث تمت مسايرتهم وقبول دفع 150 دولارا أميركيا لهم مقابل عدم نشر صور إحدى السيدات على مواقع التواصل الاجتماعي وتم الاتفاق على تحويل المبلغ المحدد، مشيرا إلى أن الأجهزة الأمنية تمكنت عن طريق الشخص المستلم للحوالة المالية الوصول إلى العصابة كاملة وهي مؤلفة من أربعة أشخاص من عائلة واحدة، واستغرقت العملية حوالي 9 ساعات.

تمكنت سلطات الأمن عن طريق الشخص المستلم للحوالة المالية الوصول إلى العصابة كاملة وهي مؤلفة من أربعة أشخاص من عائلة واحدة

وأكد أن الأشخاص هم وائل نجار وكانت مهمته التهديد والابتزاز، وابن عمه عبد الكريم نجار مهمته تسلم الحوالات، ونعيمة عثمان والدة عبد الكريم نجار مهمتها أيضاً تسلم الحوالات بهويتها الشخصية، وإيناس زوجة وائل نجار ومهمتها التحدث فيديو مع النساء وسحب لقطات شاشة لهن.

وأوضح النقيب سفيان أن عمليات الابتزاز الإلكتروني انتشرت بكثرة بالآونة الأخيرة لأسباب عدة أهمها الحالة الاقتصادية السيئة، وقلة الوعي "فالفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 13 - 20 عاماً غالباً يتم سحب صورهن عن طريق العلاقات العاطفية، والنساء ما فوق العشرين عاماً يتم الحصول على صورهن عن طريق محادثات فيديو بخصوص عمل ما أو تعارف، وحينها يتم سحب لقطات شاشة لتبدأ بعدها سلسلة التهديد والابتزاز".

وأشار لوجود طريقة أخرى تؤخذ فيها صور لنساء وهي صالات الأعراس حين يتم التصوير بداخلها للكثيرات خفية ويتم تهديدهن بها لاحقا.

الصورة
نساء في إحدى حدائق مدينة الدانا (العربي الجديد)
نساء يتجولن في إحدى حدائق مدينة الدانا السورية (العربي الجديد)

ابتزاز مقابلات العمل

حنين بركات، فتاة عشرينية لم يخطر ببالها أن تكون المقابلة التي أجرتها عبر الإنترنت للعمل في محل ملابس، هي الوسيلة التي تم  بها ابتزازها لاحقا.

وقالت حنين إن المبتز لا تربطها به أي علاقة سابقة وبدأت القصة بعد أيام من مقابلة العمل لتفاجأ بشخص يرسل لها صورتها ويهددها بنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي إن لم تنصع "لأطماعه الدنيئة".

وهنا قررت حنين تقديم بلاغ لفرع الأمن بمدينة الباب وعدم السكوت عن الموضوع رغم كل "المخاوف من عواقب الأمر التي تتعلق بالوصمة والعار، وطلبت من الأمن التعامل بسرية مع القضية خشية أن يعلم بها أحد ما من أفراد عائلتي، فأقع فريسة الشكوك والظنون المجتمعية، وتم فعلاً العمل على كشف ملابسات الجريمة وإلقاء القبض على الجناة".

وبينما تمكنت حنين من تقديم شكوى ضد مبتزها، ما تزال الكثيرات من ضحايا الابتزاز الإلكتروني أسيرات الخوف من طلب المساعدة خشية ردة فعل المجتمع حولهن ما يفاقم مستوى تورطهن.

كيف تمكن مواجهة الابتزاز الإلكتروني؟

من جانبها، ترى بيان الحجي المرشدة النفسية والاجتماعية أن" الابتزاز الإلكتروني جريمة مؤلمة لما يلحقه من أضرار بالضحية وبسمعتها وبعائلتها، ويترك فيها آثاراً نفسية سلبية، ويجعلها تعيش في قلق وتوتر شديدين، وقد يصل بها الأمر للتفكير بالانتحار خوفاً من أي فضيحة اجتماعية أو عائلية".

وذكرت أن الفتيات غالباً ما تكون ضحايا الابتزاز الجنسي الإلكتروني، وخاصةً الفتيات الصغيرات، لقلة الوعي وسهولة الإيقاع بهن، فيقعن ضحايا الكلام المعسول، ويثقن بالطرف الآخر الذي غالباً ما يوهمهن بالزواج، ويتهاون في إرسال صورهن، لتصحو تلك الفتيات فجأة على كابوس حقيقي، وهو تهديدهن من هذا الطرف بنشر ما بحوزته، أو بإرساله إلى عائلتهن.

وأفادت بأن المبتز يسعى إلى استغلال الضحية جنسياً، فيطلب منها إرسال صور وتنفيذ طلبات مشبوهة، وللأسف غالباً ما تنصاع الضحية خوفاً منه وتنفذ ما يريده.

وتنصح الحجي جميع من يتعرضن للابتزاز بضبط الأعصاب والتروي، وعدم فقدان السيطرة أو الخوف، أو التصرف بشكل هستيري غير مدروس، فهي مشكلة ككل المشاكل لها حل، إذ يتعرض الكثيرون يومياً للتهديد والابتزاز حول العالم، ويتم حل مشكلاتهم ومعالجتها نهائياً.

وأوصت الحجي بعدم التواصل مع المبتز، وعدم الرد عليه، والدخول في مشادات كلامية معه، أو إظهار الخوف له، وضرورة إخبار الأهل أو أي شخص مقرب لاستشارته، ليكون عوناً وداعماً للضحية عندما تخاف أو تضعف.

وركزت على أهمية التعامل مع الأمر بهدوء وحكمة، وعدم الاستجابة لأي من طلباته كدفع المال، فأي استجابة يجدها ولو لمرة واحدة سوف تفتح شهيته وتجعله يطلب المزيد، وعدم حذف المحتوى الذي يبتز به، ولا رسائل تهديده، لأن الضحية بذلك تحذف دليل إدانته، ويجب حظر الشخص المبتز من حسابات الضحية على مواقع التواصل الاجتماعي، وتغيير كلمات المرور الخاصة ببريدها الإلكتروني وحساباتها، كما من الضروري جداً الاتصال بالجهات المعنية، والإبلاغ عن الشخص المبتز، وفي حال نشر المبتز أي محتوى، من أولى الخطوات التي يتوجب القيام بها هي إبلاغ إدارات مواقع التواصل الاجتماعي، لتغلق حسابه، وتحجب ما تم نشره، إذ تجدر الإشارة هنا إلى أن "هذه المواقع تتعامل بدرجة عالية من الجدية والاهتمام عند إبلاغها بقضايا الابتزاز".

ونوهت إلى أنه يجب على الفتاة "حذف حساباتها كافة على مواقع التواصل الاجتماعي مؤقتاً، ولا تترك له وسيلةً للتواصل معها، وأهم نصيحة يجب أن تلتزم بها الضحية هي إلغاء فكرة الرضوخ أو الاستسلام للمبتز نهائياً، فلا ترسل له أي مال أو صور أو تنفذ له أي رغبة".

وشجعت على القيام بحملات توعية من قبل الأهالي والمدارس والجهات المختصة حول الابتزاز الإلكتروني، خاصة لجيل الأطفال والمراهقين، إضافة إلى الحزم بعقوبة المبتز من قبل السلطات القائمة، والإعلان عنها دائماً للتذكير بمصير من يبتز الآخرين.

المساهمون