سمية الشوك بيطرية تونسية تتصدى لقنص الكلاب الضالة بالتعقيم

24 يناير 2023
نجحت سمية الشوك لمدة سنتين في التعقيم المجاني لمئات الكلاب الضالة (فيسبوك)
+ الخط -

تكافح البيطرية التونسية سمية الشوك قنص الكلاب الضالة في الشوارع بطرق بديلة قادتها إلى الحصول على جائزة عالمية في مجال الرفق بالحيوان التي يمنحها سنوياً "التحالف العالمي لمكافحة داء الكلب".

وحصلت الشوك، في مطلع يناير/ كانون الثاني الجاري، على المرتبة الأولى عالميا في مجال الرفق بالحيوان بعدما نجحت لمدة سنتين في التعقيم المجاني لمئات الكلاب الضالة بهدف الحد من تكاثرها والحد من لجوء البلديات إلى قنصها، وهو ما تعتبره الشوك "حلا لاإنسانيا"، وتسعى إلى إقناع البلديات بالانخراط ضمن حملات تعقيم واسعة للحيوانات والحفاظ على حقها في الحياة.


تقول الشوك لـ"العربي الجديد": "نجحت في تعقيم أكثر من 70 بالمائة من الكلاب السائبة في بلدية أريانة (واحدة من أكبر مدن العاصمة تونس)، ما ساعد على تجنب ولادة 8 آلاف كلب جديد"، مؤكدة أن "مشروع التعقيم بصدد التوسع بعدما تبنت ما لا يقل عن 4 بلديات المشروع".

وتؤكد أنها اختارت بعد سنوات العمل في المصالح البيطرية لبلدية تونس أن تقود مشروعا إنسانيا بعد إحالتها على التقاعد يهدف إلى "الحد من مخاطر الكلاب السائبة في الشوارع دون اللجوء إلى قنصها"، مضيفة: "أغلب البلديات في تونس تفتقد إلى استراتيجيات للحد من تكاثر الكلاب الضالة، وهو ما يدفعها إلى حل القنص، غير أن البعد الإنساني في التعامل مع هذه الكائنات يفرض مقاربات وحلولا جديدة بتكثيف حملات التعقيم".

وتؤكد المتحدثة أنها "تتولى يوميا تعقيم ما لا يقل عن 4 كلاب يجري تلقيحها ضد داء الكلب وعلاجها من الطفيليات من أجل التأكد من سلامتها وخلوها من الأمراض التي تنقل إلى البشر أو لباقي الحيوانات".

وأشارت إلى أن "الكلاب المعقمة تعاد إلى أماكن وجودها لتواصل القيام بدورها الطبيعي في الحراسة"، مؤكدة أن "التعقيم يجعل الكلاب أقل شراسة ويحد من خطرها ويؤسس لبيئة متوازنة وسليمة".


والتعقيم من الوسائل التي تعتمدها المنظمة العالمية للصحة الحيوانية لمواجهة الكلاب الضالة المعروفة بكثافة توالدها، وفق ما تؤكد الشوك، التي تعتبر أن تونس من البلدان الرائدة مغاربيا وأفريقيا في تجربة تعقيم الكلاب الضالة والتعامل معها بطرق طبية وعلمية.

وفي تونس غالبا ما يستنفر قنص الكلاب الضالة بالذخيرة الحية المدافعين عن حقوق الحيوانات الذين يتظاهرون في الشوارع للمطالبة بالكف عن قتل الكلاب والبحث عن حلول بديلة للحد من وجود الحيوانات الأليفة في الشوارع.

ويسمع المواطنون خلال حملات القنص التي تنفذها البلديات أصوات الرصاص تشق صمت الليل وأصوات كلاب تعوي هربا من القنص، فيما تقع أخرى في فخاخ الذخيرة لتبقى الجثث متناثرة في الشوارع، ما يفجّر غضب المدافعين عن حقوق الحيوانات في العيش الذين نظموا سابقا وقفات احتجاجية في مختلف محافظات البلاد رافعين شعارات "لا تقتلني، لقحني، عقّمني".

وبالإضافة إلى الاحتجاج في الشوارع، أصدر نشطاء أغنية لتحسيس السلطات بضرورة الكف عن قنص الكلاب واستهدافها بالرصاص، معتبرين أن التعبيرات الفنية يمكن أن تكون وسيلة للاحتجاج.

وفي وقت سابق، بررت ولاية تونس قنص الكلاب الضالة بزيادة الشكاوى الواردة من السكان والمواطنين، مؤكدة عدم قدرة البلديات على مواصلة حملات التعقيم التي نفذتها بسبب ارتفاع كلفتها وغياب مخصصات كافية لإجراء حملات التعقيم والتلقيح.

وكانت الشرطة البلدية قد توقفت عن قنص الكلاب الضالة من عام 2011 وحتى 2015، قبل أن تستأنفها تدريجيا وسط ممانعة كبيرة من نشطاء وجمعيات مدنية .

المساهمون