تكررت عمليات استهداف "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) مخيم "كويت الرحمة" للنازحين، في منطقة جبل ترندة قرب مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي.
ومنذ افتتاح المخيم، في أواخر أغسطس/ آب عام 2021، تعرض للقصف بقذائف المدفعية الثقيلة والصواريخ، حيث استهدفته "قسد" 5 مرات منذ افتتاحه، وتسببت عمليات الاستهداف المتكررة للمخيم بسقوط قتلى وجرحى في صفوف النازحين فيه. فقُتل نازح وجُرح نازحان اثنان آخران، نتيجة قصف صاروخي استهدف المخيم في الـ 24 من يوليو/ تموز الفائت.
بدوره، أبدى محمد حلاج مدير فريق "منسقو استجابة سورية" استغرابه الإبقاء على المخيم في نقطة تم رصدها قائلا: "من المستغرب وجود المخيم في المنطقة المعرضة للاستهداف بشكل مباشر. منذ بداية العام حتى الوقت الحالي تعرض المخيم للاستهداف ثلاث مرات، المرة الأولى وقع ضحايا وإصابات وضرر في المخيم، وفي المرة الثانية تعرضت روضة للاستهداف بالمخيم، وفي المرة الثالثة اليوم تعرض قطاع في المخيم للقصف، طالما أن المخيم يتعرض للاستهداف بشكل مستمر والمنطقة مرصودة بالكامل يتوجب نقل المخيم من المنطقة كونها عرضة للاستهداف على الدوام".
والمخيم هو قرية مؤلفة من نحو 380 وحدة سكنية، وفق ما ذكره وليد السويلم رئيس مكتب سورية وتركيا في "جمعية الرحمة العالمية"، تضم كل وحدة سكنية غرفتين ومطبخا وحماما، إضافة لمدرستين ومستوصف ومسجد وسوق تجاري، ومركز لتحفيظ القرآن.
عزام الأحمد حمد (34 عاما) نازح يقيم في المخيم، منذ افتتاحه مع أطفاله الثلاثة، أبدى مخاوف من تكرار استهداف "قسد" للمخيم، مردفا أن الخطر موجود دائما، لكن الحياة في منزل من سقف وجدران مع وجود تهديد هي مشكلة حقيقية، لكن ذلك قد يكون أهون من الحياة في خيمة خاصة بوجود أطفال صغار وخلال فصل الشتاء، بمنطقة تصل درجات الحرارة بها للتجمد.
وأضاف الأحمد: "استهداف المخيم هو عمل إجرامي هدفه قتل الناس أو تهريبهم لا أكثر، المخيم أعزل، ونقيم هنا بحثا عن الأمان لأطفالنا لا أكثر، عشت نازحا في الخيمة وعانيت من البرد فيها والخوف من تمزقها، والآن أنا أخاف أن تسلبني قذيفة مدفعية أحد أطفالي".
بدوره، أوضح أبو أحمد الحموي خلال حديثه لـ"العربي الجديد" أن المخيم لم يعد آمنا، وقبل شهرين استيقظ السكان في المخيم على أصوات القصف الذي دمرت منازل فيه بالكامل. وقال: "المخيم ليس خط جبهة، به نساء وأطفال وليس فيه أشخاص يحملون السلاح، أتينا إلى المخيم على اعتبار المنطقة آمنة وتركنا الخيام المهترئة التي كنا نقيم بها. أصبحنا نخاف، فلا نعلم بأي وقت يتعرض المخيم للقصف من قبل المجرمين". وتابع: "الحياة في الخيمة كانت صعبة وتمزقت عدة مرات، نرجو أن يعم الأمان المخيم".
وافتتحت "جمعية الرحمة العالمية" قرية "كويت رحمة" للنازحين قرب مدينة عفرين على الحدود السورية التركية، في إطار مشروع بناء قرى نموذجية لتوفير بيئة معيشية مناسبة للعوائل النازحة.