يعاني سكان مناطق شمال غرب سورية يومياً لتوفير رغيف الخبز باعتباره أحد الحاجات الأساسية، وإن كان توفيره صعباً على سكان المدن والبلدات، فإنه أصعب على النازحين في المخيمات.
وأصدرت المخابز في إدلب، اليوم الجمعة، نشرة أسعار جديدة بتعليمات من إدارة المخابز والحبوب في "حكومة الإنقاذ" التي تعتبر الواجهة السياسية لـ"هيئة تحرير الشام"، شملت زيادة على سعر ربطة الخبز الحر، ليرتفع سعرها من 3.5 ليرات تركية، إلى 5، مع زيادة وزنها من 500 غرام إلى 650 غراماً. (الدولار= 17 ليرة).
وتزداد أزمة الخبز في إدلب مع تخفيض وزن الربطة وارتفاع سعرها، الأمر الذي يضاعف حاجة السكان إليه، مع احتكار "هيئة تحرير الشام" للطحين، الأمر الذي يضع قوت السكان تحت سيطرتها.
يقول حسن اليوسف، النازح من بلدة سنجار في ريف إدلب الشرقي إلى مخيمات سرمدا، لـ"العربي الجديد"، "لدي ستة أطفال، وجميعهم في المدرسة، وأنا معيلهم الوحيد، ونحتاج يومياً إلى ثلاث ربطات خبز على الأقل، وبعد أن أصبح سعر الكيس خمس ليرات، أصرف معظم أجر عملي اليومي على الخبز الذي بات تأمينه لأطفالي هماً يومياً، فيما المنظمات التي كانت توزع الخبز على سكان المخيمات تراجع عملها بسبب كثرة عدد النازحين والضغوط التي تتعرض لها".
ويضيف اليوسف أنه يبحث عن عمل إضافي كي يتمكّن من تأمين حاجات أطفاله، والبديل أن يجبر ابنه الكبير على ترك المدرسة للبحث عن عمل، كما أنه بات يفكّر بشراء الدقيق كي تخبز زوجته للأطفال في المنزل، "لكن هذا قد يشكّل خطراً على الخيمة القماشية التي نعيش فيها، وهناك صعوبة كذلك في تأمين الحطب الذي وصلت أسعاره إلى أرقام قياسية مع دخول فصل الشتاء"، كما يقول.
من جهته يصف حسين الفجر، وهو مدير مخيم، الوضع بالنسبة لتوفر الخبز بأنّه "سيئ جداً"، مشيراً في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "أغلب العوائل تستدين لشراء الخبز، والغالبية في حالة مادية يرثى لها، وبعضهم يجمع أطفالهم المواد البلاستيكية لبيعها بهدف تأمين سعر الخبز، فضلاً عن وجود الكثير من الفقراء والأرامل وذوي الاحتياجات الخاصة".
وأضاف: "يضم المخيم نازحين من ريف حماة الغربي ومناطق ريف حلب الجنوبي، وإلى جانب أزمة الخبز، هناك أزمة في مواد التدفئة، وليس هناك أي مورد تعتمد عليه العوائل، وغالبيتهم يرسلون أطفالهم للعمل، لكن فرص العمل في الوقت الحالي غير متوفرة".
ويقول عمر أبو سيد، المقيم في مدينة إدلب، لـ"العربي الجديد"، إنه "لا خيار متاحاً لاستبدال الخبز، وإمكانية تحضيره في البيت صعبة جداً في الوقت الحالي"، موضحاً أنّ "ربطتين من الخبز يزيد سعرهما عن نصف دخل العامل الذي أصبحت حياته تدور حول تحصيل الرغيف".
وتعاني المناطق الواقعة شمال غربي سورية من ارتفاع في أسعار المواد الغذائية والمحروقات، بسبب تأثّرها بتراجع قيمة الليرة التركية التي تم اعتمادها منتصف عام 2020 عملة رئيسية في المنطقة، وفي المناطق الخاضعة لسيطرة "الجيش الوطني" المعارض في أرياف حلب والرقة والحسكة.