أثّر تراجع حجم المساعدات الإنسانية إلى سورية بشكل كبير على غذاء الأفراد، خاصة في مخيمات الشمال السوري التي يعتمد نحو 80 في المائة من سكانها على تلك المساعدات التي تأثرت بالأزمة الاقتصادية العالمية، والحرب الروسية على أوكرانيا.
وقال مسؤول التغذية في الجمعية الطبية السورية الأميركية "سامز"، هشام الأحمد، لـ"العربي الجديد"، إنه عندما يتأثر الوضع الاقتصادي لبلد ما، أو يقل عدد الوجبات اليومية للأفراد، فإن هذا يؤدي إلى حالات سوء تغذية بين السكان، لافتاً إلى أن "هناك حالات سوء تغذية بين السكان العاديين في الشمال السوري، وليس فقط سكان المخيمات، وعدد المصابين بسوء التغذية خارج المخيمات يساوي أو يزيد أحيانا عن النسبة الموجودة في المخيمات".
وأوضح الأحمد أن "بعض المنظمات الإنسانية تركز على توزيع المواد الغذائية على النازحين، بينما المشكلة الكبرى تتمثّل في غياب علاج سوء التغذية، و17 في المائة فقط من المصابين بسوء التغذية استطاعوا الحصول على علاج، ومن بين كل 100 طفل أو امرأة حامل، هناك 83 لم يتلقوا علاج سوء تغذية، والوجبات التكميلية للأطفال الرضع شبه معدومة، ومن بين كل 100 طفل يحصل خمسة فقط على وجبات مكملة، وغالبية هؤلاء الأطفال أعمارهم دون السنتين، ولا يحصلون على وجبات ذات تنوع غذائي كاف".
وأشار إلى أن "نسبة سوء التغذية الحاد لدى الأطفال بلغت 4.3 في المائة، وعند النساء الحوامل والمرضعات 13 في المائة، أما سوء التغذية المزمن المؤدي إلى القزامة فنسبته 22.3 في المائة، وهذه نسبة كبيرة جداً".
بدوره، قال مدير فريق "منسقو استجابة سورية"، محمد حلاج، لـ"العربي الجديد"، إن "نسبة العائلات التي تعيش تحت خط الفقر في الشمال السوري تصل إلى 86.4 في المائة، والعائلات التي وصلت إلى حد الجوع 37.6 في المائة، وزادت نسبة العجز الأساسي لعمليات الاستجابة الإنسانية التي تغطيها المنظمات خلال السنة الأخيرة بنسبة 9 في المائة، لتصل إلى 53.3 في المائة".
وأوضح حلاج أن "هذه مؤشرات على تردي الواقع الغذائي للسكان، وهي تنذر بمشكلات كبيرة إذا استمر المستوى الاقتصادي في التراجع، خاصة في منطقة لا موارد فيها، ولا زالت تتأثر بتبعات الحرب".
وأكد تقرير حديث لفريق "منسقو استجابة سورية"، أن أكثر من 38 في المائة من العائلات التي تسكن مخيمات الشمال السوري تعتمد على وجبة طعام واحدة يومياً، في حين تحصل 53 في المائة منها على وجبتين يومياً، وأن الأطفال يستهلكون 15 لترا من الماء يومياً، وهي أقل من الحدود الدنيا العالمية، وأن 79 في المائة من العائلات تعتمد على المساعدات الإنسانية لتأمين الاحتياجات، في حين يوجد لدى باقي العائلات شخص واحد يعمل ضمن الحدود الدنيا للأجور.