سالي عازر.. العشرينية التي أصبحت أول قسيسة في مهد المسيح

24 يناير 2023
تم ترسيم سالي عازر أول امرأة قسيسة في الكنيسة الإنجيلية (من صفحة الصحافي عماد فريج)
+ الخط -

"أحلم طول عمري بدراسة اللاهوت"، بهذه الكلمات بدأت سالي عازر، أول قسيسة فلسطينية في بلاد مهد المسيح، حديثها المقتضب مع "العربي الجديد"، مؤكدة: "أن أكون أول قسيسة في فلسطين هو إضافة نوعية جميلة لحلمي".

سالي عازر، التي تبلغ من العمر 26 عاماً، ولدت وترعرعت في القدس، أمضت السنوات السبع الأخيرة من عمرها في دراسة اللاهوت ما بين لبنان وألمانيا، وأول أمس الأحد تم ترسيمها (تنصيبها) كأول امرأة قسيسة في الكنيسة الإنجيلية اللوثرية بالأردن والأراضي المقدسة، وحضر المئات حفل التنصيب في البلدة القديمة من القدس.

بالنسبة لسالي عازر، فإن ترسيمها قسيسة يُمثّل رسالة للعالم، وتقول لـ"العربي الجديد": "نعم هي رسالة بأن التقبل موجود، ونطمح إلى أن تكون فرص النساء أكثر، لأنه في غالبية العالم توجد قسيسات، لماذا لا تكون في بلاد المسيح قسيسات أيضاً؟".

سالي عازر هي ابنة المطران سني إبراهيم عازر، مطران الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأرض المقدسة، كان والدها يترك لها الحرية في أن تختار ما تريده، وتقول: "إن والدي يوضح لي دائماً، ومنذ البداية، أن توجهي لدراسة اللاهوت يجب أن يكون من أجلي أنا، وليس لأنني متأثرة به، وبالفعل هذا ما حصل، لقد درست اللاهوت لأن هذا شغفي ورغبتي، وبذات الوقت أعتبر أن والدي هو نموذجي ومثلي الأعلى في الحياة".

درست سالي عازر علم اللاهوت في كلية اللاهوت في لبنان، ثم أكملت دراستها بعد ذلك في ألمانيا في أكثر من جامعة ومدينة، لتكون بعد ذلك أول امرأة قسيسة في بلاد المسيح، حيث ستترأس يوم الأحد القادم أول قداس لها في الكنيسة اللوثرية في بيت ساحور جنوب الضفة الغربية، لكنها تفضل عدم الإجابة عن سؤال إن كانت مرتبطة أم لا.

يُذكر أن الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية التي تتبع روما، أي ما تُعرف بالكنائس التقليدية، تعارض الكهنوت للمرأة، وتعتبر أن الكاهن هو رجل دين مكلف بحمل رسالة السيد المسيح، وبذلك يقتصر الكهنوت على الذكور، لكن الكنائس الإنجيلية التي تتبع بريطانيا واللوثرية التي تتبع ألمانيا أقرت منذ سنوات أنه يمكن للمرأة أن تكون قسيسة ومطرانة أيضاً.

عربيا، إن الكنيسة الأولى التي أخذت هذه الخطوة هي الكنيسة الإنجيلية في سورية ولبنان، وتم تنصيب 3 نساء في لبنان، وامرأة في سورية، خلال الأعوام الأربعة الأخيرة، وهذه علامة فارقة في كنيسة المشرق في السنوات الماضية.

ويعلق القسيس منذر إسحق، راعي الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في بيت لحم وبيت ساحور، في تصريحات لـ"العربي الجديد" حول ترسيم سالي عازر أول امرأة قسيسة في بلاد المسيح، بالقول: "بالنسبة لي كان يوم فرح كبير، وخطوة مهمة جداً في حياة وتاريخ كنيستنا، وخطوة مهمة فلسطينياً".

وبحسب إسحق، فإن الخطوة تعني أنه "جاء الوقت لنثق بالمرأة لقيادة الكنيسة"، ويقول: "كنيستنا مرت بمرحلة كبيرة من دراسة النصوص المقدسة ومفهوم الرسامة في النصوص الدينية كلها، ووصلنا لقناعة أنه لا يوجد ما يمنع رسامة المرأة لرتبة قسيسة".

ويقول إسحق: "نحن كنيسة قرارنا بيدنا، وكان قرار السماح بتنصيب المرأة لتكون قسيسة من المجمع الكنسي للكنيسة الإنجيلية عام 2006 في فلسطين والأراضي المقدسة، ووافق المجلس الكنسي على ابتعاث سالي عازر لدراسة الكهنوت في الخارج، ووافق أيضاً على ترسيمها قسيسة".

ولدى القسيس أو القسيسة قائمة طويلة من الواجبات والمهام في الكنيسة، أبرزها رعاية الكنيسة، وممارسة الأسرار المقدسة، وهي المعمودية (تعميد الأطفال)، وسر العشاء الربّاني (القربان)، والتعليم والوعظ، والقيام بإجراءات الزواج الكنسي بين أفراد الرعية".

في المستقبل، بإمكان القسيسة أن تصبح مطرانة، علمًا بأن "القسيس هو راعي كنيسة محلية، بينما يقوم المطران برعاية كل الكنائس بشكل إقليمي"، يؤكد القسيس منذر إسحاق.

وتوجد في فلسطين كنيستان فقط يترأسهما مطارنة فلسطينيون، وهما الكنيسة الإنجيلية اللوثرية، والكنيسة الأسقفية، من أصل 13 كنيسة يترأسها مطارنة وبطاركة أجانب.

المساهمون