اجتاز المئات من الطلاب العرب من فلسطينيي الداخل امتحان الترخيص لممارسة مهنة الطب، لتعم الاحتفالات في البلدات العربية التي تشهد إقبالا واسعا على مهنة الطب في العقدين الأخيرين، وينتظر عشرات الطلبة نتائج استئناف النتائج.
وتلعب الأم الفلسطينية دورا هاما في دعم وتشجيع أبنائها على دراسة الطب، وقدم الطلاب الامتحان في منتصف يناير/كانون الثاني، وظهرت نتائجه يوم 11 فبراير/شباط، ونجح فيه في بلدة عرابة بالجليل 28 طالب طب وتحولوا إلى أطباء، وفي منطقة النقب نجح 45 طالبا، وفي بلدة كفر قرع بالمثلث 17.
وقال مدير وحدة الطوارئ في مشفى رمبام ورئيس لجنة الامتحان لترخيص الطب عزيز دراوشة، إنه "يتم إجراء امتحانين سنويا لطلاب الطب للحصول على الترخيص، وهذا الامتحان بدأ قبل 30 سنة للطلاب الذين يدرسون خارج البلاد، وعدد العرب الذين يدرسون الطب تضاعف مقارنة مع ما كان قبل 30 عاما، والغالبية في الامتحان الأخير كانوا من العرب، وكذلك غالبية الناجحين".
وأضاف دراوشة أن "آلاف الطلاب العرب يدرسون الطب في الخارج، وفي الجامعات في مناطق السلطة الفلسطينية، وفي الأردن، وفي دول شرق أوروبا. أقل من الربع يدرسون الطب في جامعات فلسطينية، ولكنهم يحصلون على أعلى نسب نجاح في امتحان الترخيص، وكذلك الأمر للطلاب الذين يدرسون بالجامعات الأردنية، وذلك لأن جامعة النجاح وجامعة القدس في أبو ديس تأخذان نخبة الطلاب".
وحول أسباب اختيار الطلاب دراسة الطب قال: "تاريخيا يقبل فلسطينيو الداخل على دراسة الطب، وفكرة العمل تلعب دورا مهما في اختيار هذا المجال، وأيضا الأم العربية التي تدفع عادة إلى أن يصبح ابنها طبيبا. نسبة العرب كبيرة في مجال الطب، وثاني أكبر مشغل للعرب هو وزارة الصحة في مهن الصحة، والطلاب يختارون الدراسة في الخارج بسبب معايير القبول في الجامعات الإسرائيلية غير العادلة. لكن الطبيب العربي أثبت كفاءته في مهنة الطب".
وتمتاز بلدة عرابة البطوف في الجليل بكثرة الأطباء فيها نسبة لعدد سكانها، ومن هؤلاء أيهم نصار (24 سنة) الذي نجح في الامتحان الأخير، وشقيقه الأكبر أيضا طبيب، وقال أيهم: "الطب مهنة كريمة، وأستطيع تشكيل مستقبل بها. اخترت الدراسة في رومانيا بسبب العوائق التي نواجهها كطلاب عرب بسبب شروط القبول. اليوم يوجد بديل للدراسة في الجامعات الإسرائيلية، فنحن نستطيع الدراسة في الخارج بدون ضغوط".
اجتاز التوأم عادل وتنسيم كناعنة الامتحان، وهما من عرابة، وقال عادل: "اخترت مهنة الطب كونها مهنة إنسانية. منذ الطفولة كنا نريد مساعدة المرضى، كما أن مهنة الطب هي حلم كل أم عربية. في الجامعات الإسرائيلية توجد عوائق كثيرة لدراسة الطب، وشروط شبه مستحيلة لقبول الطالب العربي، فاخترنا الدراسة في رومانيا، ونجحنا".
وقالت تسنيم كناعنة: "منذ الطفولة أهلنا أرادوا أن يرونا أطباء ليفتخروا بنا، ودرسنا في جامعة رومانية، التعليم فيها مستواه جيد، ونسبة نجاح الطلاب في امتحان الترخيص عالية، والحمد لله نجحنا".
بدورها، قالت خولة كناعنة، والدة تسنيم وعادل: "عندي سبعة أبناء، اثنان تخرجا، واثنان يدرسان الطب أيضا، وأنا معلمة رياضيات، وإن شاء الله جميع أبنائي وبناتي يكونون في المستقبل أطباء".