سجّلت روسيا، لليوم الثاني على التوالي، رقماً قياسياً جديداً للعدد اليومي للإصابات بفيروس كورونا، ناهز 13 ألف إصابة جديدة لأول مرة منذ بدء تفشي الوباء في البلاد في مارس/آذار الماضي، في حين تستعد ألمانيا لتوسيع الاستعانة بالجيش في مواجهة انتشار الفيروس، بعد أن وصل معدل الإصابات إلى 50 شخصا لكل 100 ألف من السكان في غضون سبعة أيام.
وبلغ عدد الإصابات الجديدة في روسيا، السبت، 12864 إصابة، ليرتفع الإجمالي إلى 1.285 مليون إصابة، وتم تسجيل تعافي أكثر من مليون منهم، مقابل وفاة 22454 شخصاً، وباتت معدلات الإصابة تفوق أرقام ذروة الموجة الأولى من الوباء في الربيع الماضي، إذ لم يسبق تسجيل أكثر من 12 ألف إصابة جديدة، في يوم واحد، حسب موقع "ستوب كورونا فيروس" الحكومي.
ولا تزال العاصمة موسكو في صدارة الأقاليم الروسية من جهة عدد الإصابات الجديدة، والتي بلغت 4105 إصابات، ليرتفع إجمالي الإصابات فيها إلى نحو 326 ألفاً، وأكد عمدة موسكو سيرغي سوبيانين، أمس الجمعة، أنّ سلطات المدينة لا تتمنى اللجوء إلى الإغلاق، وأنّ العودة إلى نظام العزل الذاتي الكامل ستكون آخر خطوة.
وحسب أرقام جامعة "جونز هوبكنز" الأميركية، لا تزال روسيا في المرتبة الرابعة عالمياً، بعد كل من الولايات المتحدة والهند والبرازيل، من حيث إجمالي عدد الإصابات منذ بدء الوباء.
في ألمانيا، تزايد عدد الإصابات بكورونا في جميع الولايات وفي عدد من المدن الكبرى، مثل فرانكفورت وبرلين وبريمن، وسجلت ميونخ زيادة كبيرة، ولم يستطع رئيس معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية، لوتار فيلر، التنبؤ بكيفية تشخيص الأمور نظرا للعدد المتزايد من الإصابات، موضحا لقناة "إيه أر دي" الإخبارية أنه ليس هناك من طريقة لمعرفة كيف سيتطور الوضع في الأسابيع المقبلة ، وأنه من الممكن الوصول إلى 10 آلاف إصابة جديدة يوميا.
واعتبر رئيس ديوان المستشارية، هيليغ بروان، الوضع الحالي أنه "بداية فعلية لما يسمى الموجة الثانية"، وقال لشبكة "إن تي في" الإخبارية إن "ما يجب التنبه إليه أنه في بعض المدن يمكننا رؤية أن الارقام ترتفع بسرعة كبيرة".
وأحصى معهد كوخ 4516 إصابة جديدة، في زيادة بمقدار 1200 إصابة تقريبا عن الأيام السابقة، وبلغ الإجمالي 314660 إصابة، وهناك 487 في العناية المركزة، من بينهم 239 بحاجة إلى أجهزة تنفس صناعي.
وعقدت المستشارة أنجيلا ميركل، الجمعة، مؤتمرا عبر الفيديو مع عمد 11 من أكبر المدن الألمانية، وشددت خلاله على ضرورة تتبع كل إصابة، والوصول إلى كل جهة اتصال وتحذيرها، ووجهت مناشدة للشباب للالتزام بقواعد مكافحة الجائحة، مشيرة إلى أن الأولوية القصوى هي الحفاظ على الاقتصاد، وأن يتمكن التلاميذ من الذهاب إلى مدارسهم.
وتقرر خلال الاجتماع الاستعانة بالجيش لمساعدة معهد كوخ، وذلك عبر إرسال خبراء إلى بؤر كورونا في المدن، وفرض قيود عند ارتفاع أعداد الإصابات إلى الحد الأقصى، بينها ارتداء الكمامات في الأماكن العامة عند تعذر الاحتفاظ بمسافة الأمان، وتقييد مواعيد العمل في المطاعم والحانات، وتقليص أعداد المشاركين في المناسبات الخاصة والفعاليات.
وستقوم الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات بتقديم المشورة حول كيفية مساعدة الشرطة الفدرالية وشرطة الولايات، وإذا لم تتقلص الزيادة في أعداد الإصابات خلال عشرة أيام في النقاط الساخنة، فسيتم فرض قيود أخرى من أجل تخفيف كثافة التواصل، وحظر التجول بين الساعة 11 مساء و6 صباحا.
وحول كيفية مساعدة الجيش الألماني للحد من كورونا، تبين أنه يشارك بنحو 140 جندي حاليا، حسب ما أكدت وزارة الدفاع لشبكة "إيه أر دي"، وأن العدد قد يزداد قريبا إذا قررت المدن الكبرى الاستعانة بالقوات المسلحة، إذ يقومون بمساعدة الوكالات المدنية على مواجهة الوباء من خلال إجراء الاختبارات في المطارات، وتوفير المساحات لتخزين المواد الطبية، ومساعدة الأقسام الصحية التي تعاني من نقص بشري، ومتابعة المخالطين عند وجود حالات كورونا مؤكدة.