يُجدد الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب بقوة 7 درجات على مقياس ريختر السؤال عن قدرة العلماء والباحثين على توقع حدوث الكارثة، وتحديد أماكنها بالاعتماد على البيانات الجيولوجية والوقائع التاريخية التي قد توجد فرضيات يمكن التعامل معها لتعزيز سلامة الناس، وربما إبعادهم عن المخاطر المحدقة.
لكن الملاحظ في زلزال المغرب أنه تركّز في منطقة ذات كثافة سكانية منخفضة في جبال الأطلس، ما يؤكد مرة جديدة حقيقة عدم إمكان التنبؤ بحصول زلازل، خاصة في مناطق لا تتكرر فيها كثيراً.
وينقل تقرير نشره موقع "بغ ثينك" عن دراسة أن أحد أسوأ الزلازل في العالم حدث قبل نحو 3800 عام في منطقة تقع شمال تشيلي، ويندر أن تشهد كوارث.
ويقول علماء وخبراء شاركوا في الدراسة، وعلى رأسهم البروفيسور دييغو سالازار من قسم الأنثروبولوجيا في جامعة تشيلي، إن تقديرات حصول زلزال مدمر في منطقة شمال تشيلي التي تعرف باستضافتها مجتمعاً بحرياً مزدهراً عاش الناس فيه على الأسماك الوفيرة في المحيط القريب، هي مرة واحدة خلال فترة زمنية تراوح بين 250 و10.000 عام، لكن الكارثة تكررت مرات في هذه المنطقة، آخرها بقوة 8.8 درجات عام 1877.
ويشير هؤلاء العلماء إلى أن الزلزال المدمر الذي ضرب شمال تشيلي قبل قرون، وترافق مع موجات مدّ "تسونامي"، تسبب في التخلي عن بلدات وقرى انتقل سكانها إلى الداخل، علماً أنهم يرجحون عموماً مقتل أكثر من ثلاثة أرباع السكان في كوارث الزلازل و"التسونامي" التي تضرب البلدات والقرى الساحلية.
وفيما يرصد العلماء أدلة على أن سكان المناطق الساحلية في شمال تشيلي لم يعودوا إليها لآلاف السنين، "ما يعني أن الحدث كان مأساوياً جداً"، يعتبرون أن هدفهم الأول يظل فهم كيفية تعامل المجتمعات وتكيّفها مع الزلازل المدمرة بهدف تعزيز السلامة، فيما تقدر دراسات بأن الزلازل أدت إلى مقتل أكثر من 700 ألف شخص، وألحقت أضراراً بمليارات الدولارات منذ عام 1900، ويعترفون أيضاً بأن "حقيقة كون فرص حصول زلازل نادرة جداً في بعض مناطق العالم يجعل المجتمع يفقد الذاكرة الجماعية للصدمة"، لكنهم يستدركون بأنه "سواء تذكر الناس الكوارث أم لا فهي ستستمر في الحدوث، لذا نأمل في فهم كيف يمكن أن تتعامل الحضارة مع كارثة أخرى تحدث مرة واحدة كل ألف عام".