رسوم المدارس الخاصة تزيد أعباء الأسر في تونس

26 اغسطس 2022
داخل إحدى مدارس تونس (ياسين محجوب/Getty)
+ الخط -

خلال هذه الفترة تنشغل الأسر التونسية باستعدادات العودة إلى المدارس، وسط الغلاء وارتفاع رسوم التسجيل في مؤسسات التعليم الخاصة التي تحتضن نحو 10 في المائة من مجموع التلاميذ التونسيين (يبلغ العدد حوالي 2.3 مليون تلميذ).

يأتي هذا في ظل ارتفاع رسوم التسجيل للعام الدراسي الجديد، حيث كانت هناك زيادة في رسوم الحضانات والنقل وغيرها، الأمر الذي يثقل كاهل العائلات المرهقة أصلاً من جراء الغلاء في ظل غياب الرقابة الرسمية للزيادات على رسوم التعليم.

وتؤكد شهادات أهالي تلاميذ تحدث إليهم "العربي الجديد"، أن "الإشعار بزيادة الرسوم وصلت إلى العائلات منذ نهاية العام الدراسي الماضي، حين أعلمت إدارات المدارس الأهل بأن الرسوم مرجحة للمراجعة بداية العام الجديد". ويذكر الأهل أنهم "سيدفعون رسوماً شهرية بزيادة لا تقل عن 10 في المائة بالمقارنة مع العام الدراسي الماضي، فضلاً عن زيادة موازية في رسوم النقل عبر الحافلات التابعة للمدارس ورسوم النوادي والإعاشة والحضانات".

ويرى البعض أنّهم مجبرون على تحمّل شروط المدراس الخاصة لأسباب عدة، من بينها تراجع نوعية التعليم الحكومي وعدم توفر الحضانات في التعليم الحكومي، مؤكدين أن "كلفة التعليم ترتفع أكثر بكثير في العاصمة والمدن الكبرى مقارنة بالمحافظات الداخلية. وتستفيد مؤسسات التعليم الخاص التي زاد عددها بنسبة تفوق الـ400 في المائة خلال السنوات العشر الماضية من الطلب المتزايد عليها، بينما يسقط كراس شروط الاستثمار في هذا المجال المراقبة الحكومية للرسوم ومدى تطورها مقارنة بالقدرة الإنفاقية للمواطنين".

ويؤكد المكلف بمكتب الإعلام بوزارة التربية محمد الحاج طيب أن وزارة التربية لا تتدخل في تحديد رسوم التعليم ومراقبتها، مؤكداً أن هذا الأمر من مسؤولية غرفة التعليم الخاص، ويقول لـ"العربي الجديد"، إن "الدور الرقابي لوزارة التربية يتوقف عند التثبت من استجابة المؤسسات الجديدة لكراس الشروط قبل منحها تراخيص العمل ثم مراقبة التزامها بالمناهج التعليمية في مرحلة لاحقة" .

صحة
التحديثات الحية

ويزيد عدد المدارس الخاصة في تونس عن 400، وقد سجلت زيادة كبيرة خلال السنوات العشر الماضية قدّرتها دراسة لمنتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية بنحو 500 في المائة. تجدر الإشارة إلى أن رسوم المدارس الخاصة تصل إلى أكثر من ألف دينار شهرياً (حوالي 340 دولاراً) في بعض المؤسسات الدولية، بينما تراوح الرسوم ما بين 400 و450 ديناراً شهرياً في العاصمة والمدن الكبرى، وتنخفض إلى 200 دينار في المحافظات الصغرى.

وتضع المدارس الخاصة أمام التلاميذ وأولياء الأمور في تونس العديد من الشروط، سواء كان ذلك خاصاً بالتعليم الابتدائي أو التعليم المتوسط أو التعليم الإعدادي. ومن أهم تلك الشروط هو أن الرسوم الخاصة بالتسجيل لا يمكن أن تُسترد مرة ثانية، كما أنه لا يتم قبول التلاميذ في المدارس إلا إذا قام ولي الأمر بتسديد جميع ما عليه من رسوم.

كما أن هناك العديد من المدارس تضع شرط الحصول على الرسوم الدراسية دفعة واحدة، في حين أن البعض الآخر يقوم بفرض رسوم دراسية ويتم سدادها على ثلاث مراحل أو ثلاث دفعات.

المساهمون