وفقاً للإعلان الرسمي، فقد مرت الذكرى الأولى على حرق تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) للطيار الحربي الأردني معاذ الكساسبة بهدوء، يوم الأحد الماضي، الموافق 3 يناير/كانون الثاني، وهو التاريخ الذي حدده الأردن بناءً على معلوماته الاستخبارية في أعقاب بث (داعش) فيديو الحرق في 3 فبراير/ شباط 2015، هدوء لا يتناسب وحجم الغضب الشعبي والاهتمام الرسمي الذي كان يحيط بقضيته قبل عام من الآن.
يبدو أن عاماً واحدا كان يكفي لينسى الأردن بشقيه الرسمي والشعبي، أكبر حدث عاشته البلاد خلال العام المنصرم، والذي شغلهم وشغل الرأي العام العالمي منذ سقوط الطيار الكساسبة أسيراً بيد التنظيم في 24 ديسمبر/ كانون الأول 2014، بعد إسقاط طائرته الحربية خلال مشاركته بغارة على معاقل التنظيم في منطقة الرقة السورية ضمن صفوف التحالف الدولي للحرب الذي تقوده أميركا. كما أن بث فيديو الإعدام حرقاً، والذي حمل عنوان "شفاء الصدور" أثار دود فعل محلية وعربية ودولية منددة بالإعدام الوحشي للطيار، ومتوعدة للتنظيم بالقصاص.
اقرأ أيضاً: "داعش" يعدم الكساسبة حرقاً.. وغضب يجتاح الأردن
عادة ما يستذكر الأردن شهداءه البارزين، وشخصياته الوطنية والسياسية والاجتماعية والعشائرية كل عام في ذكرى رحيلهم، أقلها بخبر مفصل ينشر عبر وكالة الأنباء الرسمية. ولا شك أن المتتبع للاهتمام الرسمي والشعبي بقضية الأسير، والغضب الشعبي والرسمي بعد بث فيديو حرقه، يكتشف أنه وبعد عام فقد مرت الذكرى من دون إحيائها.
بخبر صغير ذكّرت المواقع الإخبارية القراء بالذكرى الأولى (رسمياً) لـ "استشهاد" الكساسبة، وبتكريم وحيد في الذكرى، إذ أصدر مجلس رؤساء الكنائس في الأردن قراراً بتسمية مركز الشبيبة التابع لبطريركية الروم الأرثوذكس، في محافظة الكرك ( جنوب الأردن) والتي ينحدر منها الكساسبة، باسم الطيار تخليداً لذكراه.
جودت شقيق الطيار، كتب على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" باكياً شقيقه في الذكرى الأولى، معبراً في نهاية منشوره "لا يوجد موعد محدد ومحقق لكل ما حدث وهو ما نطلبه كل يوم وللأسف لا مجيب".
اقرأ أيضاً: تظاهرة حاشدة في عمّان تنديداً بإعدام الكساسبة
وسبق لجودت أن رثا شقيقه في 29 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وهو أحد التواريخ المفترضة لإقدام التنظيم على حرق الطيار، والتي صدرت في تصريحات رسمية أردنية، وعبر حينها عن رغبته ورغبة العائلة بمعرفة التاريخ الحقيقي للجريمة، فكتب "لا زالت المواعيد المتضاربة تتوالى والأيام تجري ولا بد أن تنجلي".
معلقون وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تمسكوا بموعد بث التنظيم لفيديو الحرق، كموعد لإعدام الطيار، مؤكدين على رمزية ذلك التاريخ لما شهده من صدمة محلية وعربية وعالمية من الفيديو الوحشي، والذي انعكس تضامناً مع عائلة الشهيد بشكل خاص، والشعب الأردني بشكل عام.
ودافعوا عن ضرورة أحياء الذكرى الأولى على استشهاد الطيار الكساسبة في 3 فبراير/ شباط المقبل، لتذكير الشعب الأردني بتماسكه وتكاتفه في تلقي الصدمة، لذلك قد يكون 3 فبراير/ شباط المقبل، مختلفاً عن 3 يناير /كانون الثاني الجاري.
اقرأ أيضاً: مسقط رأس الطيار الأردني.. من الهامش إلى الفاجعة