لا يمنع انتشار كورونا ومتحورها شديد العدوى "أوميكرون"، في كل من تونس وليبيا، من تواصل الحركة بين البلدين، في ظلّ تشديد على مراقبة المعابر الحدودية البرية واستمرار تنفيذ بروتوكول صحي صارم.
وتشهد المعابر الحدودية البرية بين تونس وجارتها الجنوبية حركة كثيفة لنقل الأشخاص والعربات لغايات تجارية أو علاجية وسياحية، إذ سجّلت بوابة رأس الجدير، التي تمثل المعبر البري الرئيسي بين البلدين، دخول 122640 مسافرا على امتداد شهر يناير/كانون الثاني الماضي.
وقالت مصالح الجمارك التونسية، إنّ المعبر شهد خلال الفترة ذاتها خروج 106520 مسافرا، إلى جانب عبور 74418 سيارة في اتجاه التراب التونسي.
وأوضح مدير المعبر الحدودي برأس الجدير، فتحي الجريء، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "انتشار الوباء لم يمنع من العبور المكثف لليبيين نحو التراب التونسي لأغراض علاجية أو سياحية، مُسجّلا حركة كثيفة على البوابة الحدودية" .
وأفاد مدير المعبر بأن "انتشار المتحور أوميكرون شديد العدوى لم يمنع الحركة الكثيفة بين البلدين"، مشيرا إلى "تواصل تدفق السلع والعربات من الجانبين".
ويعبر الليبيون نحو تونس منذ انتشار فيروس كورونا لغايات علاجية بالأساس، بما في ذلك التداوي من أثر الفيروس، فيما يتنقل التونسيون في الاتجاه المعاكس لغايات تجارية في إطار التجارة البينية بين المدن الحدودية.
انتشار الوباء لم يمنع من العبور المكثف لليبيين نحو التراب التونسي لأغراض علاجية أو سياحية
ووفق المتحدث، فإنّ المركز الصحي بالمعبر يقوم بعمل كبير في مراقبة الوضع الصحي للعابرين من الجانبين، وذلك بإخضاع المسافرين للفحص الصحي الوجوبي، والتثبت من سلامة وضعهم، سواء عبر إثبات تلقي الجرعات الكاملة للتلقيح ضد فيروس كورونا عبر الاستظهار بالجواز الصحي، أو القيام بالتحاليل السريعة لكل من يشك في حمله للفيروس.
وساعد التشدد في تطبيق البروتوكول الصحي المشترك بين تونس وليبيا على زيادة نسبة التلقيح في مدن الجنوب التونسي، وذلك لتجنّب إجراءات الحجر الوجوبي بعد السفر.
وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، أُعيد فتح الحدود بين البلدين بعد غلق دام أشهرا، وسمح للمسافرين بالتنقل وفق بروتوكول صحي يقضى بإبراز المسافرين في الاتجاهَين نتيجة فحص "بي سي آر" سالبة، شريطة ألا يكون ذلك قد تجاوز 72 ساعة (من موعد العبور) بالنسبة للملقحين. أمّا غيرهم فيخضعون لحجر إلزامي لمدّة 10 أيام في مراكز إيواء تُحدَّد في كلّ من تونس وليبيا".
كذلك، يسمح للوافدين من ليبيا إلى تونس لأغراض علاجية بالمرور مباشرة من المعبر من دون الخضوع إلى حجر، شريطة إبراز ما يثبت التكفّل الصحي بهم من قبل المستشفيات التونسية.
وتقترب تونس من ذروة الموجة الخامسة بعد تصاعد كبير في عدد المصابين وتضاعف عدد المقيمين في المستشفيات بعشر مرات مقارنة بشهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، إذ ارتفع عدد المصابين تحت أجهزة التنفس من 100 مصاب إلى 1200 حاليا، بحسب بيانات رسمية لوزارة الصحة.
كما سجّلت ليبيا، مؤخراً، ارتفاعاً في أعداد الإصابات بفيروس كورونا، الأمر الذي دفع السلطات إلى إعلان دخول البلاد الموجة الرابعة من الوباء في 22 من يناير/ كانون الثاني الماضي، بعد ثلاثة أسابيع من تسجيل أول إصابة بالمتحور "أوميكرون" من الفيروس.