ديانا أفروز... سفارات العالم تتخلى عن اللاجئين الأفغان

28 يوليو 2022
لم تعرف الراحة منذ تخرجت من الجامعة (العربي الجديد)
+ الخط -

تخرجت ديانا أفروز من كلية القانون في جامعة جلال أباد عام 2016. في ذلك الوقت، عاشت أسرتها معاناة كبيرة بعدما اتهم والدها بأنّه كان يقدم طعاماً مسموماً لقوات الشرطة.
في بداية عام 2018، توجهت الأسرة إلى أوزبكستان علّها تتمكن من الذهاب إلى أيّ دولة أوروبية، وتعيش بعيدة عن التهديدات الأمنية. لكن بعد أشهر، اضطرت للانتقال إلى مدينة مزار شريف في شمال أفغانستان بسبب الغلاء المعيشي. كما أنّ العيش بعيداً عن الأقارب لم يكن سهلاً. 
عاشت عائلة ديانا في مدينة مزار شريف لبعض الوقت إلى أن سيطرت طالبان على الحكم في البلاد منتصف أغسطس/ آب الماضي. في ذلك الوقت، جاءت أسرة ديانا إلى كابول مرة جديدة، ثم توجهت مجدداً إلى باكستان. تقول ديانا لـ "العربي الجديد" إنّ "الحياة أصبحت صعبة للغاية. منذ تخرجت من الجامعة، لم أعرف الراحة. يعاني والدي من اضطرابات نفسية، وقد واجهتنا مشاكل كثيرة ولم نعد نملك المال".
تضيف الفتاة أنّ والدها كان يعمل مقاولاً ويحصل على مشاريع من القوات الأميركية والشرطة الأفغانية "وفي إحدى المرات، تم تسميم عناصر شرطة في مركز عملها، وكان أبي يوفر لهم الطعام إلّا أنّه لم يكن الفاعل. اتهم بأنّه المسؤول عن ذلك واضطر إلى ترك العمل، واختفى لفترة. لكنّ وزارة الداخلية الأفغانية كانت تلاحقنا. قررنا الخروج من أفغانستان وتوجهنا إلى أزبكستان وبدأت المشاكل تتوالى".
بعد سيطرة حركة طالبان على كابول في أغسطس/ آب الماضي، حاولت أسرة ديانا الخروج إلى طاجكستان من أجل تسجيل اسمها لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، كي يتسنى لها الخروج من أفغانستان خوفاً من ملاحقة طالبان على اعتبار أن الوالد كان يعمل مقاولاً لدى القوات الدولية. إلّا أنّ طاجكستان حظرت منح التأشيرات للمواطنين الأفغان، فلم يعد من خيار غير باكستان. 

استقرت ديانا وأسرتها في العاصمة الباكستانية إسلام أباد، وقصدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين علها تساعدها في الوصول إلى أي دولة أوروبية، إلّا أنّ السفارات الأجنبية رفضت قبول أوراق الأسرة وقد انتهت فترة التأشيرة الباكستانية، فانضمت إلى المحتجين في العاصمة الباكستانية المطالبين بمعالجة أوضاعهم. وما زالت الشرطة الباكستانية تعتقل اثنين من أشقائها. وتطالب ديانا المجتمع الدولي بمساعدة اللاجئين الأفغان.
وتشير إلى أنّ والدها المريض اضطر إلى رهن منزلهم في كابول لتأمين بعض النقود. وفي الوقت الحالي، يعيشون في باكستان من دون أوراق قانونية بعدما انتهت فترة التأشيرة. وتقول إنّ "العالم كله مهتم باللاجئين الأوكرانيين، في وقت أغلقت الأبواب في وجه الأفغان. السلطات الباكستانية تتعامل معنا وكأننا أعداء. لسنا كذلك. نحن لاجئون نريد الإيواء، ونبحث عن مكان آمن".

المساهمون