ديالى العراقية: "المحافظة الخضراء" تفقد هويتها بسبب أزمة المياه

03 ابريل 2022
فقد المزارعون أسباب عيشهم في محافظة ديالى (ماركوس يام/Getty)
+ الخط -

دعا مسؤولون محليون في محافظة ديالى، شرقي العراق، حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى التحرك لإيجاد حلول لأزمة المياه التي تُحاصر المحافظة بشكل خطير، والتي أجبرت أعداداً كبيرة من المزارعين على ترك أراضيهم، وسط تأكيدات أنها ستخسر الصفة التي لازمتها طوال القرون الماضية في كونها "المحافظة الخضراء" لكثرة الزراعة والغطاء النباتي فيها.

وتعدّ محافظة ديالى، المرتبطة حدودياً مع إيران، الأكثر ضررا بين المحافظات العراقية، بسبب قطع إيران روافد نهر دجلة، ما تسبب بانخفاض مناسيب المياه في (نهر ديالى) الرئيسي، والذي يغذي أغلب أراضيها، إلى ما يزيد عن 90 بالمائة، ما دفع وزارة الزراعة العراقية إلى استثنائها من الخطة الزراعية بشكل كامل لهذا العام.

ومع دخول موسم الصيف، بدأت تتفاقم حدّة العطش بالمحافظة، حتى باتت أغلب المناطق الزراعية فيها تشهد جفافا تاماً بأنهارها، حتى إن مشاريع تصفية مياه الشرب تعطلت عن العمل لعدم وجود مياه بتلك الأنهار.

مدير بلدة السعدية في المحافظة أحمد الزركوشي أكدّ أن "مناسيب نهر ديالى القادمة من سد دربندخان في مناطق حوض حمرين والسعدية انخفضت ما بين 70 و80 بالمائة، بشكل أثار قلق الرأي العام من خطورته على تأمين إمدادات المياه لمحطات الإسالة أو سقي البساتين، ولو في الحد الأدنى".

وبين الزركوشي، في بيان صحافي الأحد، أن "مدن وقرى حوض حمرين، والتي يصل تعداد ساكنيها إلى أكثر من 200 ألف نسمة، تعتمد بشكل مباشر على مياه نهر ديالى في تأمين احتياجاتها من مياه الشرب والسقي، وأن انحسار الإمدادات كارثة أخرى تضرب تلك المناطق".

وأشار إلى أن "الوضع المائي في صيف 2022 سيكون قاسياً جدا، ونأمل ألا يؤدي إلى تداعيات خطيرة على الأهالي".

نواب محافظة ديالى من جهتهم شكّلوا فريقاً خاصاً لمتابعة الملف، مؤكدين أنهم سيسعون لزيارة دول الجوار (إيران) والتباحث معها بشأن الملف.

وقال النائب عن المحافظة رعد الدهلكي إنّ "نواب ديالى ناقشوا مع مديري الموارد المائية والزراعية أزمة الجفاف وشحّ المياه في المحافظة، وسبل مواجهتها لتأمين الاحتياجات المائية الأساسية"، مؤكدا، في تصريحات للصحافيين أمس السبت، أنّ "مشاكل المياه في ديالى تعود لقلة إيرادات نهر دجلة والأنهار والجداول المتشاطئة مع الجانب الإيراني، وعدم منح العراق حصصه المائية وفق المواثيق والأعراف الدولية المعمول بها".

وأكد أنّ "وفداً برلمانياً من ديالى، وبالتنسيق مع وزارة الموارد المائية والحكومة العراقية، سيقوم بزيارة دول الجوار والتفاوض معها حيال حصص العراق المائية، وفق مبدأ تقاسم الضرر، واستناداً للقوانين والأعراف الخاصة بأزمات الجفاف وشح الموارد المائية".

ويرى عضو الجمعيات الفلاحية في محافظة ديالى رائد العزاوي أنّ "ديالى أكثر المحافظات تضررا من أزمة المياه، وأن الجفاف يخنق أراضيها الزراعية بشكل خطير"، مبينا لـ"العربي الجديد"، أن "هذا العام سيكون الأسوأ بشح المياه في المحافظة، بعد أن عجزت الحكومة عن إيجاد البدائل والحلول، وأن ديالى باتت خارج الخطة الزراعية للموسم الصيفي، ما يعني أن المزارعين، والذين يشكلون نسبة بنحو 75 بالمائة، فقدوا أسباب عيشهم".

وشدد على أن "ديالى اليوم ستصبح المحافظة الجرداء، بعد أن كانت الأكثر خضرة بين محافظات البلاد"، مُحمّلا الحكومة "مسؤولية ذلك"، مؤكدا أنه "لا حل لأزمة المياه من دون أن تعيد إيران فتح المياه على المحافظة، وهذا الملف هو ضمن مسؤولية الحكومة حصرا".

ويعاني العراق أزمة مياه خانقة دفعته إلى تقليص الخطة الزراعية الموسمية إلى النصف، بسبب قطع إيران روافد الأنهر المتجه نحوه، في وقت رفضت فيه كل الحلول التي طرحتها بغداد.

وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الموارد المائية العراقية أنها قررت رفع دعوى في المحاكم الدولية ضد إيران بسبب قطعها المياه عن البلاد، وامتناعها عن تقاسم الضرر معه، وأكدت أنه جرى تقديم كتاب رسمي إلى وزارة الخارجية العراقية لرفع دعوى إلى محكمة العدل الدولية ومنظمة حقوق الإنسان ضد طهران، إلا أن ملف الشكوى لم يُفعّل بعدُ.

المساهمون