دور الطبيعة في تصالح الإنسان مع الحياة

29 أكتوبر 2021
يتمتع بمشاهد الطبيعة الجذابة في تركيا (سيدار كان ارين/ الأناضول)
+ الخط -

تؤكد أبحاث عدة القوة التصالحية للتواجد في الطبيعة والاستمتاع بالهواء الطلق. ويورد تقرير نشره موقع "سايكولوجي توداي" أمثلة عن هذه الأبحاث، بينها أن أشخاصاً عولجوا من اضطرابات الإجهاد في حديقة بالسويد وصفوا تجاربهم فيها بأنها أهم جزء في تعافيهم، لأنها جعلتهم يشعرون بالأمان، وساهمت في تحسين صحتهم الجسدية والعقلية، وسهّلت تفاعلاتهم الإيجابية مع الآخرين. كذلك أظهرت دراسة أجريت عام 2016 أن الأشخاص الذين يحاولون التغلب على الإدمان استفادوا من إعادة تأسيس علاقة مع الطبيعة، كما أظهرت دراسة أخرى أن مرضى عقليين فقراء اضطروا إلى دفع تكاليف علاجهم عبر القيام بأعمال في ساحة المستشفى تعافوا في شكل أسرع من مرضى أثرياء دفعوا كلفة العلاج داخل جدران المستشفى ذاتها.
يقول فريدريك لو أولمستيد، مصمم ومبدع حديقة "سنترال بارك في نيويورك": "تجلب الطبيعة التجدد والارتباط بالحياة بلا مطالب. فالمناظر الجميلة توظف العقل بلا تعب، وتجلب الهدوء والنشاط له. ثم يعطي تأثير العقل على الجسد الراحة المنعشة، ويعيد تنشيط النظام كله".

وتروي الكاتبة الأميركية سيو ستيوارت سميث التي تعيش في نيويورك، أنها تعلّقت بعدما هربت من المدينة إلى الضواحي بالمساحات الخضراء والمزهرة الهادئة لدرجة أن صبرها نفد من الجزء السابق من حياتها الذي اعتقدت فيه بأن هدوء الضواحي كان مبالغاً به، وبأن صخب المدينة لا يفهمه جيداً منتقدو أسلوب العيش المحاط بحشود الناس.

وتقول: "بدأت أستمتع بالأنشطة الخارجية مثل الجلوس وتناول الطعام والشراب مع أصدقاء حول حفرة نار في الهواء الطلق خلال برد شهر يناير/ كانون الثاني، من دون أن أنكمش من البرد كما حالي طوال حياتي. كما امتدت رحلاتي اليومية بالدراجة حتى الشتاء حين لا تهطل الأمطار. ثم بدأت أتنزه أكثر وأقصد الشاطئ، فلاحظت أن رائحة الأرض وأوراق الشجر والشعور بالهواء على بشرتي منحتني رؤية أفضل للجمال، وشعوراً بالأمل والراحة".

ويرى خبراء أن "الطبيعة منحت الناس خلال اضطرابات جائحة كورونا ووضعها المقلق، الإحساس بالسلام والهدوء، وأراحت كثيرين شعروا بحماس شديد خلال جولاتهم اليومية الطويلة". ويضيفون أنه "مع استمرار العيش في عصر الحياة على الإنترنت التي تؤثر على الحواس والحساسية البشرية، تشكل الطبيعة بمكوناتها اللطيفة مرهماً للتعرض المفرط للتكنولوجيا". وتقول ستيوارت سميث: "أنظمتنا العصبية تعمل في شكل أفضل مع عالم الطبيعة. وحين يحصل التفاعل مع الخارج، نعمل مع الطبيعة داخلنا".

المساهمون