دليلك لمعرفة ما يمكن فعله بعد الحصول على التطعيم

06 مارس 2021
التطعيم قلّل من العدوى غير المصحوبة بأعراض بأكثر من 80% (جايسون أرموند/Getty)
+ الخط -

هل عادت الحياة إلى طبيعتها مع بدء حملات التلقيح؟ سؤال يطرحه كثيرون تلقوا اللقاح. إذ يأملون بعودة فورية إلى الحياة الطبيعية، بعد قضاء أكثر من عام في الإغلاق شبه التام، حيث باتت الكمامة، واحترام المسافة الاجتماعية، وغيرها من العادات التي اكتسبوها مع تفشي الوباء، السمة الرئيسية لحياتهم.

استئناف الحياة الطبيعية، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، يبدو سيناريو معقداً جداً. ووفقا للصحيفة، "يجب على الأشخاص الذين حصلوا على اللقاحات أن يتنقلوا بعناية وحذر، بين عالمين، أو مجتمعين، واحد بأغلبية ملقّحة، وآخر لا يزال بعيداً عن اللقاح. انطلاقاً من هنا، ما الذي يجب أن يفعله هؤلاء وما الذي يجب أن يتجنبوه؟".

وتقول روشيل والينسكي، مديرة مركز السيطرة على الأمراض، إنّه "من المتوقع أن تصدر المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إرشادات حول هذا الأمر"،  وتضيف: "نحن نأخذ الوقت الكافي لتصحيح هذا الأمر وسنصدر التوجيه قريباً".

في غضون ذلك، ينقسم الخبراء، إلى حدّ ما، حول ما يمكن القيام به، أو لا. إذ يقول بعضهم إنّه "ينبغي على الأشخاص الذين تمّ تطعيمهم أن يتمتعوا، بشكل ملحوظ، بقدر أكبر من الحرية". وهم يعتقدون أنّه من المهم التأكيد على ذلك، من أجل تشجيع المزيد من الأشخاص على الحصول على اللقاح. فيما يرى خبراء آخرون، وهم أكثر تحفظاً، أنه "من السابق لأوانه التخلّي عن الكثير من الاحتياطات بدون بيانات أكثر دقة حول فعالية اللقاحات ضدّ السلالات الجديدة، والمخاطر المحتملة من نشر الأشخاص الذين تمّ تطعيمهم للفيروس إلى الأشخاص غير الملقّحين".

يتفق الجميع تقريباً، خبراء ومواطنون، على أنه حتى مع الاقتراب إلى مناعة القطيع، أي عندما تتمّ حماية الغالبية الأكبر من السكّان من خلال اللقاح أو العدوى الطبيعية، يجب أن تبقى شروط ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي وتجنّب التجمّعات الداخلية المزدحمة.

يقول كريس بايرر، عالم الأوبئة في كلية جونز هوبكنز للصحة العامة، "ما زلنا نتعرّف على السلالات، ونحن لم نتخط بعد هذا الوباء".

إن كان المجتمع العلمي منقسماً حول إمكانية العودة إلى الحياة بشكل طبيعي في المدى القريب، فما هي قراءة الخبراء لقدرة الأشخاص الملقّحين على ممارسة الحياة بشكل طبيعي؟ فهل يمكن أن يلتقي الأشخاص الملقّحون بعضهم  مع بعض؟

يتّفق معظم الخبراء على أنه بمجرد التطعيم الكامل، أي بعد انتظار أسبوعين من الجرعة الثانية من لقاح فايرز أو موديرنا، أو بعد حوالي شهر من لقاح "جونسون أند جونسون"، يكون من الآمن مقابلة أشخاص آخرين تمّ تطعيمهم بالكامل في أماكن مغلقة وبدون كمامات أو مسافات، لكن يجب أن تكون التجمّعات صغيرة.

يقول بول إي.ساكس، المدير الإكلينيكي لقسم الأمراض المعدية في مستشفى بريجهام والنساء في بوسطن، إنّ "التجمّع مع أشخاص آخرين تمّ تلقيحهم هو أمر آمن جداً علمياً، ولكن لا يوجد شيء فعّال بنسبة 100%".

ويضيف: "لا أعتقد أنّ الناس يجب أن يهرعوا إلى الحانات المزدحمة، ولكن يمكن استئناف هذا النوع من النشاطات تدريجياً".

أمّا لينا وين، طبيبة الطوارئ وأستاذة الصحة العامة في جامعة جورج واشنطن، في واشنطن العاصمة، تقول إنّه "كلما كانت المجموعة أكبر، كان التفاعل أكثر خطورة، لأنه لا يمكن التحقق من أنّ الجميع قد تمّ تطعيمهم".

في المقابل، فإنّ مونيكا غاندي، طبيبة الأمراض المعدية وأستاذة الطب بجامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو، وهي أقل تحفظاً، ترى أنّ "الأفراد الذين تمّ تطعيمهم يجب أن يشعروا براحة أكبر. إذ يمكنهم إقامة حفلات عشاء والذهاب إلى المطاعم والسينما". لكنها تشير إلى أنه حتى الأشخاص الذين أخذوا اللقاح سيحتاجون إلى اتباع إرشادات ارتداء الكمامة ومتطلبات التباعد في الأماكن العامة، حتى نصل إلى مناعة القطيع.

إشكاليات أخرى

واحدة من أكثر الإشكاليات التي يطرحها المجتمع العلمي، والتي تحتاج إلى تفسيرات واضحة، تتعلّق بعملية تطعيم الكبار دون الأطفال، وتأثير ذلك. ووفق الخبراء، فإنه لا يوجد حالياً لقاح مصرّح به للأطفال والمراهقين الذين تقلّ أعمارهم عن 16 عاماً. ويقول بايرر: "ستكون هذه واحدة من تلك القضايا التي سيتعيّن على العائلات أن تتعامل معها وأن تكون حكيمة بشأنها".

ومن هنا، توصي لينا وين، في جامعة جورج واشنطن، بأن تستمرّ العائلات في اتخاذ الاحتياطات خلال مواعيد اللعب، طالما لا يتم تطعيم الأطفال.

وإحدى الإشكاليات الأخرى المطروحة تتعلق بإمكانية نقل الأشخاص الملقحين للفيروس. فقد وجدت الدراسات الحديثة أنّ التطعيم قلّل من العدوى غير المصحوبة بأعراض بأكثر من 80% بالمقارنة مع الأفراد غير المطعّمين، كما تقول غاندي، من جامعة كاليفورنيا. لكن خبراء آخرون يرون أنه من الضروري الحصول على المزيد من الأدلة القاطعة في هذا الصدد.

زيارة الأطباء

يؤكّد الخبراء، أنه بات آمناً على الأشخاص الذين تلقوا اللقاحات زيارة الأطباء، والقيام بالتصوير الشعاعي، كما زيارة طبيب الإنسان، أو القيام بغيرها من الأمور الأساسية، وبحسب وين، فإنه يمكن استئناف النشاطات من هذا القبيل بشكل طبيعي.

السفر

وفق وين، بمجرّد تلقيك التطعيم، يكون السفر بحدّ ذاته أقل خطورة، كما هو الحال عند الإقامة في فندق أو الذهاب إلى المطاعم، طالما أنك تتبع بروتوكولات السلامة. لكن يجب الاستمرار في توخي الحذر بشأن كيفية مقابلة الأشخاص بمجرد الوصول إلى وجهة السفر.

إذا تمّ تطعيم الأجداد الآن بالكامل، فيجب أن يكون سفرهم آمناً. وتضيف وين: "السفر بحد ذاته ينطوي على مخاطر منخفضة للغاية". وتضيف: "إذا اتّبعوا الاحتياطات مثل ارتداء الكمامة، فإنّ خطر الإصابة بفيروس كورونا ونقله إلى بقية أفراد الأسرة منخفض للغاية".

الأنشطة الأقل خطورة والأكثر خطورة

يقول ساكس "إنّ الأفراد الذين تمّ تلقيحهم يمكن أن يشعروا بالراحة عند القيام بأنشطة داخلية هادئة، حيث لا يزال يتعيّن على الناس عموماً أن يكونوا ملثّمين وبعيدين، مثل زيارة متحف غير مزدحم، وتعتبر الأنشطة الخارجية أكثر أماناً".

تشمل الأنشطة عالية الخطورة تناول الطعام في الأماكن المغلقة والحانات وصالات الألعاب الرياضية ودور العبادة.

 
المساهمون