دعوة إلى وقف "المذبحة" في قطاع غزة الذي تحوّل شماله إلى "جحيم"

10 نوفمبر 2023
جريمة كبرى تُرتكب في حقّ قطاع غزة وأهله (ياسر قديح/ فرانس برس)
+ الخط -

دعا المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني إلى وقف "المذبحة" في قطاع غزة، مشدداً على أنّ لا فرص أخرى من أجل إنقاذ "ما تبقّى من إنسانيتنا". من جهته، قال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ينس لايركه، إنّه "إذا كان ثمّة جحيم على الأرض الآن، فهو شمال قطاع غزة".

وكتب لازاريني في مقال صحافي، وزّعته وكالة أونروا في بيان اليوم الجمعة، أنّ "الأطفال الذين قُتِلوا في غزة لم يكونوا إرهابيين ولا حيوانات بشرية ولا أشخاصاً يجب محوهم"، في إشارة إلى تصريحات مهينة أدلى بها مسؤولون إسرائيليون في أوقات سابقة مبرّرين العدوان الوحشي على قطاع غزة وأهله.

وأكّد المسؤول الأممي أنّ أطفال غزة "مثلهم مثل جميع الأطفال، كانوا مفعمين بالحياة. كانت لديهم أحلام وتطلعات. وعلى هذه المذبحة أن تتوقّف. إنّها فرصتنا الأخيرة لإنقاذ ما تبقّى من إنسانيتنا".

وأشار لازاريني إلى "تسوية أحياء بأكملها بالأرض فوق رؤوس سكّانها"، بحجّة الردّ على عملية "طوفان الأقصى"، مبيّناً أنّ من شأن ذلك أن يفتح "فصلاً مظلماً جداً في تاريخ المنطقة".

أضاف لازاريني "بالنسبة إلى فلسطينيين كثيرين وخبراء في النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني"، فإنّ النزوح الحاصل اليوم في قطاع غزة، من شماله إلى جنوبه، يذكّر بـ"التهجير الأصلي لنحو 750 ألف شخص مِن مدنهم وقراهم في عام 1948"، في خلال "النكبة".

وتابع "هذا الأسبوع، لم يخجل كثيرون من السياسيين الإسرائيليين من الدعوة إلى نكبة أخرى، وهذا أمر يمسّ وتراً حسّاساً في المنطقة".

عجز عن إيصال المساعدات إلى شمال غزة

في سياق متصل، تناول المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ينس لايركه، في مؤتمر صحافي عقده في مكتب الأمم المتحدة بجنيف اليوم الجمعة، الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة المحاصر والذي يتعرّض لهجمات إسرائيلية مدمّرة لليوم الخامس والثلاثين.

بينما أشار لايركه إلى أنّ إيصال شاحنات المساعدات التابعة للأمم المتحدة إلى جنوبي غزة يأتي بصورة محدودة، أوضح أنّه "لا يمكننا إيصال شاحنات المساعدات التابعة لنا إلى شمالي قطاع غزة".

وقال المتحدث الأممي: "إذا كان ثمّة جحيم على الأرض الآن، فهو شمال قطاع غزة"، مبيّناً أنّ ثمّة مئات الآلاف من الأشخاص المحاصرين في الشمال.

يُذكر أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي كانت قد وجّهت أوامر متكرّرة لسكان شمال قطع غزة، تحذّرهم من خلالها من البقاء في مناطقهم وتدفعهم إلى النزوح جنوباً الذي تدّعي أنّه "آمن". لكنّ القصف الذي يستهدف مناطق الجنوب يبيّن عكس ذلك، وقد أكّدت منظمة أطباء بلا حدود، أمس الخميس، أنّ "نحو 30 في المائة من الشهداء في غزة سقطوا في جنوب القطاع"، الأمر الذي يبيّن ما سبق أن كرّرته أكثر من جهة بأنّ لا مناطق آمنة في غزة.

تجدر الإشارة إلى أنّ العدوان الإسرائيلي غير المسبوق على قطاع غزة المحاصر وأهله، يستمرّ منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وقد أدّى إلى سقوط أكثر من 11 ألفاً و78 شهيداً فلسطينياً، من بينهم 4506 أطفال، فيما أُصيب 27 ألفاً و490 آخرون بجروح، بحسب البيانات الصادرة عن وزارة الصحة في غزة اليوم الجمعة. إلى جانب ذلك، تلقّت وزارة الصحة في غزة 2700 بلاغ عن مفقودين تحت الأنقاض، من بينهم 1500 طفل.

(العربي الجديد، فرانس برس، الأناضول)

المساهمون