دعوات لحماية التعليم من الهجمات في شمال سورية

09 سبتمبر 2022
التعليم مستمر رغم تضرّر المدرسة جزئياً من قصف إدلب (عبد قنطار/ الأناضول)
+ الخط -

يُحتفى في التاسع من سبتمبر/ أيلول من كلّ عام باليوم العالمي لحماية التعليم من الهجمات، إذ إنّ الأطراف المتحاربة في العالم تمضي في انتهاك إحدى أهمّ القواعد الأساسية للحروب وهي حماية الأطفال. واليوم، ما زالت الهجمات تتواصل بلا هوادة ضدّ الأطفال في كل أنحاء العالم، بحسب الأمم المتحدة التي أدرجت هذا اليوم على روزنامتها للأيام العالمية.

في سورية، يستذكر السوريون في هذا اليوم كل الهجمات التي تعرّضت لها المؤسسات التربوية والتلاميذ والمعلّمون وكلّ القصف الذي ما زال مستمراً، خصوصاً في مناطق الشمال السوري والشمال الغربي في الوقت الحالي. فقوات النظام السوري والطائرات الحربية الروسية لم تحيّد المدارس ولا الأطفال عن دائرة الأهداف في الأعوام الماضية.

خضر عبد المولى كان شاهداً على مقتل أربعة تلاميذ وهم في طريقهم إلى المدرسة، في خلال عملية قصف وقعت في إبريل/ نيسان الماضي. وقال لـ"العربي الجديد": "في الرابع من إبريل، قصفت قوات النظام قرية معارة النعسان بريف إدلب، واستهدفت الأطفال الذين كانوا يتوجّهون إلى مدرستهم"، مشيراً إلى أن هؤلاء هم "يامن جمعة ياسين في الصف التاسع، ونصر أحمد حاج أحمد في الصف الثامن، ومالك أنس داودية في الصف الثامن، وحمزة عبد الباسط أسود في الصف السابع". وأضاف أنّه كشاهد عيان عاش لحظات مرعبة تدمي القلب، مشدّداً على أنّ "حماية التلاميذ مطلب لجميع أهالي شمال غربي سورية".

ومنذ عام 2019، استجابت فرق الدفاع المدني السوري لأكثر من 138 هجوماً استهدفت فيها قوات النظام وروسيا مدارس ومنشآت تعليمية شمال غربي سورية. وتوزّعت الهجمات على 89 هجمة في عام 2019، و40 هجمة في 2020، وأكثر من سبع هجمات في عام 2021، وهجمة واحدة في عام 2022.

طلاب وشباب
التحديثات الحية

من جهته، قال المدرّس سعد العبد الله، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المدارس كانت على مدى أعوام هدفاً لقوات النظام السوري، وقد استُهدفت بكلّ الأسلحة المتاحة. بدورها روسيا استخدمت النهج ذاته عند تدخّلها لمصلحة النظام"، لافتاً إلى أنّ "الطرفَين تجاهلا كلّ العهود والمواثيق الدولية التي نصّت عليها اتفاقيات جنيف". وأضاف أنّ "مدارس كثيرة تعرّضت للقصف المدفعي بشكل مباشر وهي معروفة بأنّها مدارس وبالتالي لا يمكن تجاهلها. وفي اليوم العالمي لحماية التعليم من الهجمات، نؤكّد أنّ التلاميذ في مدارس مناطق شمال غربي سورية هم في خطر دائم طالما الطائرات الحربية تقصف المنطقة بوتيرة يومية".

ويفيد تقرير صادر عن "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" بأنّ أكثر من 1597 مدرسة تضرّرت ما بين مارس/ آذار 2011 والشهر نفسه من عام 2022. ولفتت الشبكة إلى أنّ قوات الحلف السوري - الروسي هي الطرف الأكثر اعتداءً على المدارس بنسبة 89 في المائة من الحصيلة الإجمالية. كذلك وثّقت قيام هذه القوات بتحويل عشرات المدارس إلى مقرّات عسكرية ونهب محتوياتها بطريقة بربرية، الأمر الذي يجعلها مصدر تهديد رئيسي وخطر على التعليم والمنشآت التربوية.

المساهمون