استمع إلى الملخص
- ألمانيا رحلت 28 أفغانياً مدانين بعد وساطة قطرية، مما دفع الأحزاب الدنماركية للضغط على الحكومة لتبني نفس النهج.
- بالرغم من رفض بعض الجهات، تتعاون الدنمارك فنياً مع طالبان، ويعيش المدانون في مراكز هجرة بانتظار الترحيل، مع ترحيل طوعي لبعض الأفغان منذ 2021.
تسعى أحزاب يمين الوسط الدنماركية للضغط من أجل تبني النموذج الألماني في ترحيل اللاجئين الأفغان المدانين بأعمال إجرامية، ولو تطلب الأمر التعاون مع حكومة طالبان في كابول. وكانت كوبنهاغن قد أوقفت عملية ترحيل طالبي اللجوء واللاجئين الأفغان المرفوضة طلباتهم وأولئك المدانين أمام محاكمها بسبب عدم رغبة حكومة ائتلاف يسار الوسط مع بعض الأطراف الليبرالية، فتح اتصال مع حركة طالبان.
وسبق أن رحلت ألمانيا 28 أفغانياً مدانين في الثلاثين من أغسطس/آب الماضي، بعد وساطة قطرية بين الطرفين الألماني والأفغاني استمرت لشهرين، من خلال رحلة لطائرة من الخطوط الجوية القطرية طارت مباشرة بين لايبزيغ وكابول، حيث منحت برلين كل مُرحل تعويضاً بنحو ألف يورو نقداً، بحسب ما أشارت مجلة دير شبيغل.
التصرف الألماني دفع بأحزاب التحالف الليبرالي وحزب الشعب الدنماركي (يمين متشدد) والديمقراطيين الدنماركيين والمحافظين إلى الطلب من الحكومة الائتلافية برئاسة ميتا فريدركسن إلى ضرورة تبني النموذج الألماني لترحيل بضعة عشرات من الأفغان إلى وطنهم.
ونقلت وسائل الإعلام المحلية اليوم الاثنين عن المقرر القضائي في "ديمقراطيو الدنمارك"، بيتر سكاروب، قوله إنه " عندما تتمكن ألمانيا من إرسال المجرمين (المدانين) الأفغان المحكوم عليهم بالترحيل إلى وطنهم، فيجب أن نكون قادرين أيضاً على القيام بذلك في الدنمارك". ويدعم مقرر الهجرة في "التحالف الليبرالي"، ستيفن لارسن، تلك الدعوة، مشدداً على ضرورة إيجاد وسائل تواصل مع حكومة طالبان من خلال وساطة قطرية لاستكمال مهمة الترحيل قائلاً: "إذا كان الألمان تمكنوا من ذلك فيجب أن تكون الدنمارك قادرة على القيام بالأمر ذاته".
وأما حزب يمين الوسط، المعتدلون، المشارك في الحكومة الائتلافية بزعامة وزير الخارجية ورئيس الحكومة السابق، لارس لوكا راسمسون، فإنه يجد اتفاق برلين مع حكومة كابول "يشكل إشكالية كبيرة". وشدد عضو الحزب (من أصل أفغاني) محمد رونا القول:" لن نعقد اتفاقاً مع طالبان ومن ثم إضفاء الشرعية على منظمة إرهابية".
وبالرغم من إبداء الرفض من قبل بعض الجهات تتعاون الدنمارك فنياً مع حركة طالبان. ويعيش المدانون والمرفوضة طلبات لجوئهم في الدنمارك تحت سقف "إقامة محمولة"، في الحد الأدنى من الحقوق، محتجزين في مراكز هجرة بقصد انتظار أن يصبح من الممكن ترحيلهم، ويطلب منهم التسجيل إذا غادروا المركز. وحتى اليوم يبدو أن الحديث يدور عن نحو 200 من منتظري تسفيرهم إلى أفغانستان. ومع أن كوبنهاغن تتصلب في موقفها حالياً لكنها بالفعل ساعدت نحو 31 مواطناً أفغانياً على العودة نحو بلدهم بعد إبدائهم رغبة في الرحيل الطوعي عن البلد، وذلك تحت مسمى "التعاون الفني" منذ انتهاء الوجود الأميركي في أفغانستان في عام 2021.