حضرت دعوات السلم من أجل غزة بقوة، أمس الأحد، في احتفالات المسيحيين التي انتظمت في كاتدرائية القديس فنسون دي بول في العاصمة تونس.
وعلى غرار المسيحيين في مختلف دول العالم، احتفلت الجاليات المسيحية في تونس بعيد ميلاد المسيح في الكنيسة الكاثوليكية التي ازدانت بالشموع وتعالت منها تراتيل الأناشيد الدينية، كما وزعت الكنيسة هدايا على عدد من الأسر في شكل طرود غذائية.
وخلال القداس الاحتفالي، قال الأب سيلفيو مورينو في كلمة ألقاها أمام الحاضرين إنّ "الاحتفال يحمل رسالة إنسانية من أجل أن يعم السلم في كل بلدان العالم".
وتحدث أسقف الكنيسة عن معاناة الشعوب من الحروب وصعوبات المعيشة وقلة فرص العمل، مؤكداً أن "الصلوات ستكون من أجل فرص عيش أفضل للإنسانية"، وتابع الأب مورينو أن "الدين المسيحي هو دين تسامح".
بدوره، قال جو وهو مساعد لأسقف الكنيسة لـ"العربي الجديد"، إنّ "الاحتفال بأعياد الميلاد يأتي بينما تعيش العديد من الشعوب آلام الحروب والنزاعات على غرار ما يحدث في غزّة أو بؤر التوتر في دول أفريقيا مثل الكونغو".
وتابع مساعد الأسقف "لن يكون للاحتفالات هذا العام شكل خاص، ولكن دعواتنا وصلواتنا ستكون من أجل من يعانون من الحروب، لأن السلم من حق كل إنسان". وأضاف "أوصى الله بالسلم لأنه يحب البشرية دون تمييز وسنصلي الليلة من أجل ذلك".
وحضر قداس عيد الميلاد مسيحيو تونس وآخرون من أوروبا، فيما كان حضور الجاليات المسيحية من مهاجري دول أفريقيا جنوب الصحراء طاغياً.
وقال جيمي، وهو مهاجر إيفواري جاء لحضور الاحتفالات بصحبة زوجته وابنه الرضيع إنه "يحتفل بعيد الميلاد للعام الثاني على التوالي في تونس"، مؤكداً أن "دعواته هذا العام ستكون مختلفة".
وفي ظل الحروب وما يحدث في غزة أضاف جيمي لـ"العربي الجديد": "أجلت هذه السنة أمنياتي الشخصية، وليست لي دعوات خاصة، أمنيتي فقط أن تتوقف الحرب في غزة، ويعمّ السلم على كل البشر".
وعبّر المهاجر الإيفواري عن حزنه من أن "تطفئ الحرب في غزة أضواء الاحتفالات هناك، حيث باتت الكنائس مكاناً غير آمن ويستهدفها القصف الإسرائيلي". وأضاف "كان يفترض أن تتزين الكنيسة احتفالاً بعيد الميلاد وأن تضاء شجرتها، لكن دور العبادة دُمرت، ولم تعد توفر الأمان لمن يحتمون بها".
واعتبر المهاجر الإيفواري أنه "ليس مهماً أن تعيش في بلد بطريقة نظامية أو غير نظامية، بل الأهم أن تكون آمناً وتعيش في سلام". وتعد كاتدرائية القديس "فنسون دو بول" التي تقام فيها سنوياً احتفالات أعياد الميلاد الكنيسة الرئيسية للرومان الكاثوليك بالبلاد التونسية، وهي تحمل اسم القديس فانسان تخليداً لاسم أحد القساوسة الذي بيع كعبد في مدينة تونس.
وتوجد في تونس تجمعات من المسيحيين، غالبيتهم من أصول أوروبيَّة وأفريقية من مهاجري دول جنوب الصحراء.
ويعود وجود التجمعات من أصول أوروبية، على غرار الإيطاليين والمالطيين، إلى الحقبة الاستعمارية، ويتجمعون في العاصمة أو المدن الكبرى، وأغلبهم من الكاثوليك، إلى جانب بعض البروتستانت. يذكر أنه لا توجد إحصائيات دقيقة لعدد المسيحيين في تونس، لكن بحسب مصادر غير رسمية يبلغ عددهم نحو 20 ألف نسمة، أي ما يعادل 0.2 بالمائة من مجموع السكان وهم يتمتعون بحرية الممارسة الدينية لشعائرهم وطقوسهم في الكنائس.