مع دخول فصل الصيف، تزداد الحرائق داخل خيام النازحين السوريين بشكل كبير، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، وبسبب استعمال مواقد الطهو والبطاريات الكهربائية، ما يعمّق من معاناتهم الإنسانية، خاصةً أن أغلب الخيام قديمة ومهترئة.
ووثّق فريق "منسقو استجابة سورية" في تقرير صدر عنه أمس الاثنين، أكثر من 82 مخيماً للنّازحين في منطقة شمال غرب سورّية، كذلك طاولت الأضرار 112 خيمة، منذ مطلع عام 2022.
وأوضح الفريق أنه سجّل عدداً من الوفيات والإصابات جراء هذه الحرائق في صفوف النّازحين، معظمهم من النساء والأطفال، إذ توفي ثلاثة أطفال، بينما أصيب 16 شخصاً بينهم ستة نساء وثمانية أطفال.
وعزا معظم الحرائق المسجّلة في الوقت الحالي إلى وسائل الطهو والبطاريات ضمن الخيام، إضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة، الأمر الذي قد يؤدي إلى اشتعال الأدوات الكهربائية، وفقاً للمصدر نفسه.
المهندس أحمد الإسماعيل، اختصاصي الميكاترونيك، أكّد في حديثه لـ"العربي الجديد" أن من بين المخاطر التي تسبب اندلاع حرائق في المخيمات، البطاريات التي يعتمد عليها النازحون في الخيام، لافتاً إلى أن زيادة الأحمال على هذه البطاريات أو الارتفاع الحاد في درجات الحرارة، وعدم التأكد من موثوقية التوصيلات الكهربائية فيها، قد تنتج منها غازات قابلة للاشتعال أو تماس كهربائي يسبب حريقاً في الخيمة أو انفجار هذه البطاريات.
ولفت الإسماعيل إلى أنّ من الضروري فحص توصيلات البطاريات لتجنب حدوث أي حريق في الخيام، فضلاً عن وضعها في أماكن بعيدة عن الحرارة المباشرة للشمس في فصل الصيف.
في المقابل، أوضح النازح عمار أبو أحمد من ريف حماة الشمالي الذي يقيم بمخيم للنازحين في منطقة أطمة لـ"العربي الجديد"، أنّ من الصعب السيطرة على أي حريق مهما كان صغيراً في الخيمة، خاصة إذا كان ناتجاً من الطهو أو انفجار البطارية، وقال: "توافر مطافئ حريق صغيرة في الخيام قد يكون منقذاً لنا ولأرواحنا من ألسنة النيران".
وأوصى فريق "منسقو استجابة سورية"، السكان في المخيمات، إضافة إلى المنازل، باتخاذ الإجراءات الوقائية لمنع وقوع الحرائق، وذلك من خلال الانتباه لمواقد الطهو والمعدات الكهربائية، وحثّ المنظمات الإنسانية على أن تؤمن معدات مكافحة حرائق لسكّان المخيمات، وذلك بهدف تخفيف الأضرار ضمن المخيمات، لحين وصول فرق الإنقاذ المختصة بالسيطرة على الحرائق.
وطالب الفريق المنظمات الإنسانية بزيادة كميات المياه المقدمة للمخيمات، والعمل على تأمينها للمخيمات الأخرى التي يتجاوز عددها أكثر من 590 مخيماً، والتي لا تقدم لها المياه، وذلك لعدم قدرة النازحين على تأمينها للاستعمال اليومي والاحتفاظ بمخزون كافٍ لمكافحة الحرائق في حال حدوثها.
وكانت فرق تابعة للدفاع المدني السوري قد أجرت جلسات توعية وتدريب على التعامل مع الحرائق، استهدفت مدنيين في عدة مخيمات، شمال غربيّ سورية، تضمنت شرحاً نظرياً وعمليات عن الحرائق وأنواعها ومسبباتها وكيفية التعامل معها والإخلاء الآمن، وذلك مع ارتفاع درجات الحرارة مع بداية الصيف.