يمكن أن تسبب الحساسية أو تهيج الجلد ما يطلق عليه "الحكة التناسلية"، لكن تلك الحكة يمكن أن تكون مرتبطة بأمراض أكثر خطورة، مثل السكري، إذ إن ارتفاع مستويات الغلوكوز في الدم يوفر ظروفًا مثالية لنمو الفطريات الموجودة بشكل طبيعي في الجسم، كما يقلل من قدرة الجسم على مكافحة العدوى، ويمكن أن يتسبب السكري في ارتفاع نسبة الغلوكوز في البول، وهو مكان آخر مناسب لنمو الفطريات.
وسلّط تقرير بريطاني الضوء على إمكانية أن تشكل حكة الأعضاء التناسلية إشارة إلى مرض السكري، وكشفت دراسة نشرها موقع Diabetes.co.uk المتخصص بأمراض السكري أنه في حال لم تختف تلك الحكة خلال أيام، فلا بد عندها من زيارة الطبيب.
وتعيش أنواع من الفطريات على الجلد وداخل مناطق في الجسم مثل الفم والحلق والأمعاء والمهبل من دون أن تسبب مشكلات، لكنها يمكن أن تسبب التهابات إذا ما تغيرت ظروف نموها، في حال لم تختف تلك الحكة خلال أيام، فلا بد عندها من زيارة الطبيب.
يقول اختصاصي أمراض الغدد والسكري ممدوح منصور لـ"العربي الجديد": "من غير المستبعد أن تكون حكة الأعضاء التناسلية مؤشراً على الإصابة بداء السكري، إذ يظل المصاب بالسكري أكثر عرضة لوجود الالتهابات لأن جهازه المناعي ضعيف، وهو بالتالي معرض لكثير من الأمراض، لكن ذلك لا يعني أن كل من يعاني من حكة مصاب بالسكري، إذ إن هناك أسباباً عديدة تؤدي إلى الحكة". يضيف منصور: "تتغذى الفطريات على السكر، وإذا لم يتم التحكم في مرض السكري، يمكن أن ترتفع مستويات السكر في الدم إلى مستويات عالية، ما يمكن أن يؤدي إلى زيادة نمو الفطريات، خاصة في منطقة المهبل، وأظهرت الأبحاث وجود صلة بين ارتفاع نسبة السكر في الدم والالتهابات المهبلية".
ووجدت دراسة أجريت عام 2018، وتضمنت بيانات أكثر من 300 ألف شخص أن المصابين بالسكري لديهم مخاطر أعلى للإصابة بالعدوى، بما في ذلك الفطريات المهبلية، حسب موقع Healthline الطبي. ويحتوي المهبل بشكل طبيعي على مزيج من الفطريات والبكتيريا، ويمكن لعدد من الأسباب أن يؤدي لزيادة أعدادها، من بينها تناول بعض المضادات الحيوية، أو تناول حبوب منع الحمل، أو العلاج الهرموني، فضلاً عن ضعف جهاز المناعة، وكذلك الحمل.
ومع مراقبة نسبة السكر في الدم، هناك طرق وقائية لتجنب الإصابة بحكة الأعضاء التناسلية. يقول الطبيب منصور: "على الأشخاص المعرضين للإصابة بالسكري مراقبة التغيرات الهرمونية، وعند الشعور بالحكة، يمكننا وصف الأدوية المضادة للالتهابات، لكن عليهم اتباع نظام غذائي يساعد في توازن البكتيريا والفطريات، فضلاً عن تجنب الملابس الضيقة التي تجعل منطقة المهبل رطبة، وارتداء ملابس قطنية للمساعدة في الحفاظ على مستوى رطوبة معتدل، وتجنب الحمامات الساخنة أو الجلوس في أحواض المياه الساخنة".